“عبد الكريم”.. صديق أَصيل ونَصير الأُردن والعَالَم العَربي
اجنادين نيوز/ ANN
الأنباط الأردنية
الأكاديمي مروان سوداح
“وو فو قوي (عبد الكريم)”، هو اسم بروفيسور مُستشرِق ومُستعرِب وكاتب صيني شهير متخصص بكُليَّته ومُنهمك يوميًا في الشؤون والشجون العربية، فهو لم يتوقف لحظة في حياته الإبداعية ومنذ دراسته اللغة العربية أكاديميًا، عن ترويج الأردن والعرب في مختلف المناحي للصين والصينيين. صديقنا عبد الكريم واحد من مجموعة صينية صغيرة لكتَّاب وبحاثة صينيين يعملون في مجال توسيع رقعة التفاهم الإنساني والتقارب الثقافي والحضاري بين بلادهم والإقليم العربي الكبير من خلال الكلمة الصادقة والمشاعر الجياشة التي تربط منذ ألوف السنين بين عَالَمين مُتصاهِرين ومُتصادِقين ومُتآخِيين، صيني وعربي.
عبد الكريم يَعرف غالبية السفارات العربية في بكين إن لم يكن كلها، وهو كأحد أعلام الدبلوماسيَّة الشعبية، مُستعد دومًا لمساعدتها في إيصال رسائل العرب عن قضاياهم وتطلعاتهم للمجتمع الصيني الكبير والواسع، فصاحبنا يَحمل قلمًا جريئًا وماضيًا وشجاعًا في عَرض وسَرد الوقائع والأحداث، وهو يَشتهر بتأصيل المَادة الإعلامية التي يُنتجها باللغة الصينية، لتغدو مؤثرة في فضائها الصيني الذي يتَّسع حاليًا لأكثر من المليار والخمسمائة مليون مواطن صيني الجنسية، ولا أقل من ذلك!
وُلِدَ صاحبنا وزميلنا الصيني في بكين، في فبراير 1955، وأنهى دراسته العليا في “معهد اللغات الأجنبية” الشهير في العاصمة الصينية، ويتخصص في اللغة العربية و آدابها والدراسات الشرقية، وهو مترجم مُحترِف من الصينية للعربية، وقلمه سَيَّال يَخطُ المقالات والأبحاث ويترجم المواد ذات العلاقة بتخصصه يوميًا، وقد عمل بمنصب “كبير مستشاري مركز النشر الدولي لدار النشر بجامعة الشعب الصيني”، وشَغَلَ مرتبة “كبير المستشارين بالشرق الأوسط” في “مركز نشر الكتاب لدار نشر إنتركونتننتال الصينية”، و”نائبًا لرئيس “المركز الصيني العربي للتعاون الدولي”، و”الأمين العام التنفيذي لجامعة التبادل الصيني العربي”.
صَدَرَت للأخ الأُستاذ عبد الكريم كتب باللغة الصينية و/أو حَرَّرَ الكتب التالية بلغة الضاد: (العادات والتقاليد: العَالَم العربي)؛ (اكتشِف جَمَال السودان)؛ (السودان الساحر: اللقاء في ملتقي النيلين)؛ (المُغترب العربي في الصين: تحقيق حُلم طريق الحرير الجديد)؛ (العلاقات الدبلوماسية بين العراق و الصين: الذكرى الستون)؛ (نحن و أنتم: قصص الصين والمغرب)؛ (نحن وأنتم: قصص الصين والكويت)؛ (قصص الصين والسودان)؛ (الدبلوماسية الناعمة لسيدات وأميرات عربيات في الصين)؛ (قراءة لفهم الصين: الشخصيات العربية العشر الفائزة بجائزة المساهمات البارزة للصداقة الصينية العربية) وغيرها من المؤلفات والمساهمات وعدد ضخم من المقالات والأبحاث عن العرب والعروبة واللغة العربية.
البروفيسور “وو فو قوي” وُلِد في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، وغدا خبيرًا شهيرًا باللغة العربية في الصين، وقد التحق في وقت مبكر بالسلك الدبلوماسي، وعمل قنصلًا للصين في مجموعة كبيرة من الدول العربية في آسيا وإفريقيا.
يَنهمك الأُستاذ عبد الكريم في هذه الأيام بدراسة قضايا “الشرق الأوسط” والنشر عنها، ويبحث في العلاقات الصينية العربية، وسوسيولوجيا التراث الثقافي الوطني الإفريقي، والدبلوماسية الثقافية الإنسانية للدول العربية، ويعمل على تأليف كتب عديدة منها، اللغة العربية في الصين، كما نشر في بلده عناوين عديدة لأبحاث ومقالات عن المسلمين العرب والمسلمين الصينيين، لتصبح مرجعًا مهمًا للطلبة الصينيين وقوميات الصين وعددها 56 قومية.
شخصيًا، أنا أُدركُ تمامًا بأن هذه المعارف التي يمتلكها صديقي عبد الكريم، والجهود البحثيَّة والعلميَّة والأكاديميَّة الضخمة التي بذلها وما زال يَبذلها – وهو بالمناسبة كريم جدًا بدعم قضايانا وشؤوننا العربية إذ أنني أعرفه وأُنسِّق معه منذ سنوات عديدة إعلاميًا وفي مهام مختلفة – قد أَهَّلتهُ بشجاعة ليحتل منصب السفير الدولي الحقيقي للعرب في وطنه ووراء حدوده أيضًا، وأشعر بعمق كيف فطن ووَعَى ولماذا صار هذا المواطن الصيني أخًا ونصيرًا لقضايانا، وداعمًا يُعْتمَد عليه لمساندتنا ونُصرة مكانتنا العربية وشؤوننا في الصين وعلاقات أقطارنا وأمتنا العربية معها دولةً وحكومةً وشعبًا.. السبب يعود إلى الوعي السياسي الشاسع الواسع والزَّخَم المعلوماتي والفكري الذي يتمتع به ناهيك عن الاستراتيجية التي يحملها وتهدف لتلاحم بلاده مع عَالَم العرب كفاحًا بالكلمة والعمل والتطبيق، ومحبته للحق والعدالة والحرية، واستمساكه بالمبدأ المُستقيم الذي لا اعوجاج ولا انحراف فيه عن طريق الحق نصرةً للعدالة، فَلَهُ كل الشكر وعميق التقدير والعِرفان.
*متخصص قديم في الشؤون الصينية.