مؤتمر بايدن ل « حصار النموذج الصينى » وليس الديمقراطية
اجنادين نيوز /ANN
رؤية حرة
منصور ابو العزم
عقد الرئيس الامريكى جو بايدن قمة – افتراضية – حول الديمقراطية دعا اليها نحو مائة دولة واقليم لم تكن بينها روسيا والصين -اللتان يعتبرهما بايدن رموز الاستبداد ويتعين محاربتهما – ولا حتى الدولة الحليفة تركيا – لانه يعتبر ارودوغان مستبد مع ذلك يتحالف معه – ولم يدعو دولة عربية واحدة باستثناء العراق ، تحت زعم ان الفوضى المستمرة التى نشرتها امريكا بعد احتلالها العراق تسمى « الديمقراطية »! بل والمدهش انه دعا اقليم تايوان الصينى الذى يدعم هو وحلفاء اسيويين اخرين محاولات انفصاله عن الوطن الام ، ويعتبره « نموذجا للديمقراطية » فى اسيا !
وقد جلب المؤتمر انتقادات لواشنطن اكثر من الاشادة ليس فقط من روسيا والصين وتركيا ، ولكن من داخل الولايات المتحدة ذاتها ، وها هو الكاتب ماكس بوت فى صحيفة « واشنطن بوست » ان امريكا لم تعد لديها لا الكفاة ولا القدرة للدفاع عن الحرية والديمقراطية فى الدول الاخرى وهى فاشلة فى تحقيق الديمقراطية والحرية فى الداخل ، وانه يتعين عليها « ترتيب البيت من الداخل قبل ان تملى على الاخرين ما يتعين فعله ! فقد اصبح زعم واشنطن دعم الديمقراطية فى بلد ما يعنى انها تريد التدخل عسكريا وهدم هذا البلد على من فيه !
وحتى اذا كان هذا المؤتمر كان ضمن الوعود الانتخابية ل بايدن ، فان كثير من الخبراء يرون انه ليس اكثر من محاولة لمحاصرة نفوذ الصين المتمدد ، واظهار ان النموذج الناجح الذى تقدمه الى العالم ما هو الا نتيجة الاستبداد وليس ثمرة للديمقراطية الغربية المزعومة والتى يعتقد الغربيون بانها ارقى ما ابدع الانسان فى نظم الحكم !
والواقع ان الزخم الذى حققه النجاح الاقتصادى الرائع للصين خلال ال 30 الماضية جعل من النموذج الصينى فى التنمية والارادة والحكم الاكثر رواجا فى العالم ووضع « ديمقراطية » الغرب فى مأزق وتحد كبير ، فقد قدمت الصين « نموذجا جديدا للديمقراطية الشعبية الفعالة النى تلبى الاحتياجات الحقيقة للشعوب . ولذلك اصبح الاكثر قبولا وترويجا فى اسيا وافريقيا وامريكا الاتينية ووضع الديمقراطية بمفهومها الغربى امام تحد خطير .