قراءة في حراك الخنجر السياسي المآلات ولماذا التوجه الى الإمارات
اجنادين نيوز/ ANN
هادي جلو مرعي
حاول زعيم المشروع العربي، ورئيس تحالف عزم الإنتخابي خميس الخنجر إيصال رسالة الى المكون السني بأن المشاركة السياسية لن تكون مجدية مع المكونات الأخرى مالم تكن شراكة فعلية في صناعة القرار، وهو تفكير متقدم بعد أن تعود الجمهور السني على نمط من السلوك السياسي الذي يتمثل بحضور شكلي غير فاعل في المنظومة السياسية، دون التأثير الفاعل والحقيقي، والذي يمس جوهر سياسة الدولة وإدارتها، وبقي المنصب الوحيد في عهدة السنة (رئيس مجلس النواب) يثير حوله التساؤلات، هل هو منصب لمكون، أم لشخص؟ ودلتنا التجارب السابقة إن رئيس مجلس النواب لايمثل كياانا قويا ومؤثرا حيث يبقى الصوت الأعلى لمن يمتلك القدرة على تحريك الساكن، وتسكين المتحرك، لا لمن يسكن ويتحرك وفقا لإرادة فوقية غالبة لأسباب تتعلق بشكل التغيير الذي حصل العام 2003 وغير شكل الدولة العراقية التي لم تعد تنفع معها مساحيق التجميل.
الواضح إن المراهقة السياسية ماتزال تطبع سلوك بعض القادة السنة فضلا عن كونها سمة الساسة العراقيين من جميع المكونات الذي تقع عيونهم على الكراسي، وليس المشاريع، فالكرسي هو منجز لشخص، وليس لأمة وشعب، ولن يكون ذات قيمة طالما إن مايعود به من منافع على الجمهور محدود للغاية، ويكاد لايجدي لاسباب أسلفنا في شرحها، وربما يكون الجدل داخل المكون السني يتلخص في، هل نحن مكون يبحث عن وجود حقيقي، وشراكة فاعلة، أم نبحث عن كرسي ووعود من بعض القوى المؤثرة لتمنحنا بعض الإمتيازات التي تكون في معظمها شخصية تقدم ضمانات للفرد ولأسرته، وعدد من أقاربه وحااشيته، وتهمل المجموع العام من الجمهور المنتظر لما قد لايأتي.
تجربة الخنجر مع تحالف الفتح الشيعي ليست جديدة، وسبق ان جرت تفاهمات ظن كثر انها ستفضي الى تحالفات يمكن أن تغير معادلة الصراع بعد وعود من الفتح، وآمال من الخنجر لم تتحقق لإعتبارات واقعية، حتى وجدنا أن الضغوط تتزايد عليه للقبول بالتجديد لرئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، خاصة وإن نظرة خاطفة لزيارته للإمارات العربية تشي بشيء من التحول، وسواء كان السبب نكث تحالف الفتح بعهوده، او لان ضغوط المحور العربي التركي تزايدت عليه للقبول بولاية جديدة، خاصة حين تكون الضغوط من جهات متقاطعة مع بعض وتشوب علاقاتها مع بعض أشكال من الغموض والتحسب والمنافسة المحمومة على المصالح والمكاسب.
هل يمضي تحالف عزم في مساره الأول ونقاشاته مع الفتح والإطار التنسيقي، أم يؤسس لتحالف جديد برعاية عربية تركية مشتركة يجعل الجبهة السنية أكثر تماسكا تمهيدا لمرحلة مابعد قرار المحكمة الإتحادية والأسابيع الحاسمة المقبلة؟ علما إن وقت الإثارة لم يبدأ بعد.