دائرة العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تعقد جلسة افتراضية خاصة للإحاطة بالمسائل المتعلة بشينجيانغ للأحزاب السياسية والمنظمات الإجتماعية في دول الشرق الأوسط
اجنادين نيوز / ANN
عقدت دائرة العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي جلسة الإحاطة الخاصة بالمسائل المتعلقة بشينجيانغ للأحزاب والمنظمات الإجتماعية في دول الشرق الأوسط.
حضر الجلسة عدد كبير من الأحزاب العربية والمنظمات الإجتماعية الذين عبروا في كلماتهم عن رفضهم التدخلات الأمريكية في الشأن الداخلي الصيني تحت ذريعة حقوق الإنسان والعمل القسري لمواطني مقاطعة شينجيانغ .
وقد وصف الحضور الإدعاءات الأمريكية بالمضللة وغير الصادقة والعادلة اتجاه القيادة الصينية والحزب الشيوعي الصيني وأمينه العام الرفيق شي جين بينغ في الوقت الذي تعمل فيه قيادة الحزب والدولة على احترام حقوق الانسان وتطبيقها بأفضل صورها والنابع من احترامها للأنسان والعمل على تحسن معيشة الشعب ورفاهيته ، داعين الولايات المتحدة الأمريكية عن الكف بالأساءة للصين قيادة وشعبا والتزامها بالمصداقية والتنافس الشريف مع الصين بعيدا عن الأكاذيب والتلفيق وتشويه الحقائق تحت ذرائع مختلفة عن طريق تصريحات مسؤوليها و مؤسساتها الإعلامية في الصادقة في نقل الحقائق .
وجاء في كلمة معالي تشو روي مساعد وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في جلسة الإحاطة الخاصة بالمسائل المتعلقة بشينجيانغ للأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية في دول الشرق الأوسط
(30 ديسمبر 2021م، بكين)
قادة الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية في دول الشرق الأوسط المحترمون،
السيد شو قويشيانغ المتحدث باسم الحكومة الشعبية لمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم،
الضيوف الكرام والأصدقاء،
أهلا وسهلا بكم! يسعدني بالغ السعادة أن أجتمع مع الأصدقاء القدامى والجدد من دول الشرق الأوسط افتراضيا في نهاية السنة، كما لا يفوتني أن أشكركم جميعا على حضور جلسة الإحاطة الخاصة بالمسائل المتعلقة بشينجيانغ التي تنظّمها دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تجاه الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية في دول الشرق الأوسط.
تضرب علاقات الصداقة بين الصين ودول الشرق الأوسط جذورها في أعماق التاريخ، وتتطور وتتوطد مع مرور الزمان. كما أشار الأمين العام شي جينبينغ إلى أن الصين تسعى إلى أن تكون بانية للسلام في الشرق الأوسط، ودافعة لتنميتها، ومساهمة في تصنيعها، وداعمة لاستقرارها، وشريكة لتعزيز تفاهم شعوبها. بفضل الجهود المشتركة للجانبين، أقامت الصين علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة أو علاقات الشراكة الاستراتيجية مع 13 دولة في الشرق الأوسط حتى الآن، حيث تتعمق الثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين باستمرار؛ ووقعت الصين على وثائق التعاون للتشارك في بناء “الحزام والطريق” مع 19 دولة في الشرق الأوسط، حيث حقّق التعاون العملي بين الجانبين نتائج مثمرة؛ وبعد تفشي جائحة كورونا، تتضامن وتتساند الصين ودول الشرق الأوسط مع بعضها البعض بروح الفريق الواحد، حيث يشمل التعاون لمكافحة الجائحة جميع الدول في المنطقة، بما يشكّل نموذجا يحتذى به للوحدة والتضامن بين الدول النامية في مكافحة الجائحة. وفي الوقت نفسه، يتعمق التبادل والتعاون بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب دول الشرق الأوسط باستمرار، وخلال العام الجاري، أرسل أكثر من 100 قائد من الأحزاب السياسية والمنظمات في دول الشرق الأوسط رسائل تهنئة إلى الحزب الشيوعي الصيني بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسه، كما حضر أكثر من 1500 قائد من أحزاب دول المنطقة قمة الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب العالم في سبيل الاحتفال معنا بهذا الحدث العظيم وتعزيز التبادل والاستفادة المتبادلة. وما يؤثّرنا بشكل خاص هو ما قدّمه الأصدقاء من الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية في الشرق الأوسط من الدعم الثابت والدائم للموقف الصيني العادل والوقوف إلى جانبنا لرفض الهيمنة وسياسة القوة معا عندما تحاول الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة تضييق الصين وتشويه صورة الحزب الشيوعي الصيني مستغلة المسائل المتعلقة بشينجيانغ وهونغ كونغ وتتبع منشأ فيروس كورونا وما يسمى بـ “الديمقراطية” و”حقوق الإنسان”، فأود انتهاز هذه الفرصة لأتقدم بتقديرنا وشكرنا لكم نيابة عن دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني!
نقيم جلسة الإحاطة الخاصة بالمسائل المتعلقة بشينجيانغ اليوم، لأن الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة قامت بنشر شائعات وصنع مشاكل مرارا وتكرارا مستغلة المسائل المتعلقة بشينجيانغ تجاهلا واقع وحقيقة التنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي والحياة الرغيدة لأبناء شينجيانغ من مختلف قومياتها. وفي الأيام الأخيرة، وقّعت الولايات المتحدة الأمريكية على ما يُسمى بـ”قانون منع العمالة القسرية للويغور”، وافتعلت أكاذيب شريرة لوجود ما يسمى بـ “العمالة القسرية” و”الإبادة الجماعية” في شينجيانغ، ووضعت وسم “العمالة القسرية” على جميع منتجات شينجيانغ، وحظرت استيرادها. إن هذا القانون يشوّه بشكل متعمّد واقع وحقيقة وضع حقوق الإنسان في شينجيانغ ويستهدف الشركات فيها، الأمر الذي ينتهك بشكل خطير قواعد القانون الدولي والأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، ويهدف إلى ممارسة التلاعب السياسي والتنمّر الاقتصادي تحت ذريعة حقوق الإنسان والتدخّل في الشؤون الداخلية للصين بشكل صارخ، بما يكشف النية الخبيثة للولايات المتحدة” لإضعاف الصين باستخدام شينجيانغ”، وتقويض ازدهار شينجيانغ واستقرارها، واحتواء تطور الصين، فيعرب الجانب الصيني عن استنكارها الشديد ورفضها القاطع لذلك! وفي الوقت نفسه، يسعى الجانب الأمريكي إلى تشويه السياسات القومية والدينية للصين وإثارة الفتنة للعلاقات بين الصين ودول الشرق الأوسط والعالم الإسلامي استخداما للمسائل المتعلقة بشينجيانغ. لذلك، أنا والسيد شو قويشيانغ المتحدث باسم الحكومة الشعبية لمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم نحرص على تقديم الحقيقة وكشف الأكاذيب والتصرفات الخبيثة للولايات المتحدة للأصدقاء من الشرق الأوسط عبر الحوار وجها لوجه، كما نستعد لإجراء التبادل المعمّق معكم حول سبل حماية حقوق الشعب وتعزيز التنمية المشتركة وغيرها من المواضيع. ونأمل بصدق أن تواصل الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية في الشرق الأوسط دعم الجانب الصيني بثبات فيما يخصّ القضايا المرتبطة بمصالحه الجوهرية وهمومه الكبرى، كما نأمل من الأصدقاء الدفاع عن الصين بأشكال مختلفة مثل كتابة المقالات ونشرها على المواقع الإلكترونية الرسمية أو وسائل الإعلام، وإجراء المقابلات الصحفية والتغريد على تويتر، لتقديم سياسات الصين ومواقفها وحقيقة الأمر إلى شعوب المنطقة، وذلك من أجل كشف الأكاذيب والمؤامرات الأمريكية.
عندما نتحدث في الصين عن شينجيانغ، لا يسعنا إلا أن نغني أغنية “شينجيانغ مكان جميل”، وأنا متأكد أنكم تتطلعون إلى زيارة المناظر الجميلة وتذوّق الأطعمة اللذيذة التي شاهدتموها في الفيلم القصير قبل قليل. إن شينجيانغ منطقة متعددة القوميات منذ القديم، وإن جميع القوميات، بما فيها قومية الويغور، أعضاء أسرة الأمة الصينية الكبيرة، وتتشبّث ببعضها البعض مثل بذور الرمان. لا أحد يهتمّ بتنمية شينجيانغ ورفاهية الشعب أكثر من الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية. ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، قامت اللجنة المركزية للحزب ونواتها الرفيق شي جينبينغ بالنظر والتخطيط حول الأعمال في شينجيانغ بشكل استراتيجي، وعقدت ندوتين مركزيتين حول الأعمال المتعلقة بشينجيانغ، حيث تتمسّك باعتبار الاستقرار الاجتماعي و الازدهار والسلام الدائمين هدفا عاما للأعمال المتعلقة بشينجيانغ، وتتمسّك بالأهمية الأساسية لتوحيد قلوب الشعب، وتكريس الوعي الراسخ بروح أسرة الأمة الصينية، وصيننة الأديان، وإعلاء وتكريس القيم الاشتراكية الجوهرية، وتعزيز التنمية عالية الجودة مع التركيز على تحسين معيشة الشعب، وتقوية قيادة الحزب للأعمال المتعلقة بشينجيانغ، حيث تشكّلت استراتيجية الحزب لإدارة شينجيانغ في العصر الجديد، سعيا وراء بناء شينجيانغ الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد التي تنعم بالتضامن والتناغم والازدهار والرخاء والحضارة والتقدّم والحياة الرغيدة والبيئة الإيكلوجية الممتازة. في ظل تطبيق هذه الاستراتيجية، وبفضل التضامن والنضال لأبناء شينجيانغ من مختلف قومياتها، شهدت شينجيانغ التنمية الاقتصادية والاجتماعية السريعة في السنوات الأخيرة، وتتحسّن حياة الشعب من جميع قومياتها باستمرار. يمكن القول إن شينجيانغ تعيش الآن أفضل فترة في تاريخها من حيث التنمية والاستقرار الاجتماعي.
ومع ذلك، لا يريد البعض أن يرى شينجيانغ بخير والصين بخير، وافتعل أكاذيب فظيعة حول “الإبادة الجماعية” و”الاضطهاد الديني” و”العمالة القسرية” في شينجيانغ دون أدنى خط أخلاقي، تجاهلا حقيقة أن المسائل المتعلقة بشينجيانغ من الشؤون الداخلية للصين.
ارتفع عدد سكان الويغور في شينجيانغ من 10 مليون نسمة في عام 2010 إلى 11.62 مليون نسمة في عام 2020، بزيادة قدرها أكثر من 16%. فمن أين تأتي “الإبادة الجماعية”؟
تضمن شينجيانغ حرية الدين والمعتقد لجميع قومياتها وفقا للقانون، وقامت بترجمة ونشر القرآن الكريم بأربع لغات حتى الآن، بما فيها الويغورية. وبعد زيارة شينجيانغ، أشار السفير الفلسطيني لدى الصين إلى أن “هناك العديد من المساجد في الشارع الواحد”. فمن أين يأتي “الاضطهاد الديني”؟
تلتزم شينجيانغ دائما بروح ميثاق منظمة العمل الدولية والاتفاقيات ذات الصلة، وتعمل على دعم التوظيف بإرادة مستقلة وفقا لحاجة السوق وتقديم المساعدة الحكومية للمحتاجين عند التوظيف والتشجيع على ريادة الأعمال، وتم خلق ما يقرب من مليونين فرصة العمل في السنوات الخمسة الماضية. ويتمتع العمال من جميع القوميات بحرية اختيار العمل وضمانات العمل والإيرادات الاقتصادية بشكل كامل. فمن أين تأتي “العمالة القسرية”؟
في الواقع، إن الولايات المتحدة هي بذاتها البلد الحقيقي الذي توجد فيها العمالة القسرية وتتّهم الآخرين تجاهلا لمشاكل نفسها. وللولايات المتحدة تاريخ سيء السمعة في تجارة الرقيق الأسود والعمالة الصينية وقمع الهنود الحمر. وفي السنوات الأخيرة، تهرّبت الولايات المتحدة عمدا من مسؤوليتها عن حماية العمال، ممّا أدّى إلى العمالة القسرية الفظيعة في مجال الزراعة، وتحوّل السجناء في السجون الخاصة إلى العبيد، وانتشار ظاهرة استخدام عمالة الأطفال، والانتهاكات المتكررة لحقوق العمل للنساء وذوي الإعاقة، وتفاقم التمييز في التوظيف. وفي السنوات الخمسة الماضية، تم الإبلاغ عن حالات العمالة القسرية والاتّجار بالبشر في خمسين ولاية أمريكية ومقاطعة كولومبيا. وتشير الأرقام إلى أنه تم نقل ما يصل إلى 100 ألف شخص إلى الولايات المتحدة للعمالة القسرية سنويا. إن الولايات المتحدة التي تفخر بمنظومة قوانين العمل المتكاملة، أقرّت 14 إتفاقية دولية للعمل وإتفاقيتين أساسيتين فقط حتى الآن، وتعتبر أقلّ دولة في العالم من حيث عدد معاهدات العمل المبرمة. وفي يونيو عام 2021، تعرّضت الولايات المتحدة لانتقادات واسعة في مؤتمر العمل الدولي بسبب مشاكل العمل فيها.
في حقيقة الأمر، إن ما يسمى بـ”العمالة القسرية” ليست سوى ذريعة تخترعها الولايات المتحدة لممارسة التلاعب السياسي وفرض العقوبات الاقتصادية واحتواء تطور الصين. إن “الحجة” للولايات المتحدة لفرض العقوبات على شركات شينجيانغ هى “العمالة القسرية”. ولكن، أين الأدلّة؟ ومن يصدر الحكم؟ يتخذ الأمريكيون أسلوبا متمثلا في وسم الصين بتهم غير مبرّرة استخداما للقوانين الأمريكية المحلية أولا، ثم فرض العقوبات، وبالتالي تقديم الطلب إلى الجانب الصيني للقيام بالتحقيق والبحث عن الأدلّة في شينجيانغ، أليس هذا الاختصاص الطويلة الذراع وقرينة الجرم والتلاعب السياسي؟ ادّعى الأمريكيين بضرورة حماية حقوق الإنسان في شينجيانغ ورفض ما يسمي ب”العمالة القسرية”، بينما تؤدّي عقوباتهم إلى “البطالة القسرية” و”الفقر القسري” الاصطناعيين في شينجيانغ. إنهم لا يريدون حماية حقوق الإنسان على الإطلاق، بل يريد تقويض استقرار شينجيانغ واحتواء تطور الصين. كما قال الكثير من مزارعي القطن في شينجيانغ، “إن القطن في شينجيانغ لونه أبيض، لكن قلب صانع الأكاذيب وفارض العقوبات على الصين لونه أسود.” لقد عقدت حكومة منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم 65 مؤتمرا صحفيا لتقديم الوضع الحقيقي في شينجيانغ، لكن الأمريكيين لا يستمعون إليها ولا يثقون بها ولا يغطّون الحقيقة، كما نقول دائما “لا يمكنك إيقاظ من يتظاهر بأنه نائم أبدا”. وإن هذا “الشخص الذي يتظاهر بأنه نائم” هو من قام بغزو العراق بحجة أنبوب صغير من مسحوق الغسيل، وتدخّل في شؤون سوريا باستخدام مقطع فيديو إخراجي، وأتى بمعاناة شديدة لشعوب المنطقة. أثق بأن الأصدقاء في الشرق الأوسط يدركون تماما السجلّ الأسود للولايات المتحدة التي تتدخّل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتمارس الهيمنة تحت ذريعة “الديمقراطية” و”حقوق الإنسان”.
يصادف هذا العام الذكرى الـ20 لهجمات 11 سبتمبر. وعلى مدار الـ20 سنة المنصرمة، قامت الولايات المتحدة بالتدخّل العسكري في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا على التوالي بحجة “الدفاع عن الديمقراطية وإسقاط النظام الدكتاتوري”، ممّا أدّى إلى مقتل 480 ألف شخص على الأقل، ومعظمهم من المدنيين الأبرياء. ويحضر الجلسة العديد من الأصدقاء من الأحزاب العراقية، فأدّت حرب العراق إلى مقتل ما يتراوح بين 200 ألف إلى 250 ألف شخص من المدنيين وتشريد أكثر من مليون شخص. كما يحضر الجلسة الأصدقاء من الأحزاب السورية، فيبلغ عدد الضحايا المدنيين المسجّلين في الحرب خلال الفترة ما بين عامي 2016 و2019 بسوريا 33584 شخصا، ونصفهم من النساء والأطفال. وقتلت القوات الأمريكية 1600 مدني في عملية ما يسمى بـ”الهجوم الجوي الأكثر دقّة في التاريخ” على مدينة الرقة السورية. كل هذه ليست أرقامًا باردة، بل الأرواح الحية، التي اختفت بصمت برصاص وذخائر وصواريخ القوات الأمريكية. وأمام هذه الجرائم الوحشية، إن الولايات المتحدة لا تندم ولا تعتذر ولا تحاسب المسؤولين، بل تسعى إلى إنكار الجرائم بحجة أنها “أخطاء لا مفر منها”، هل هذه حقوق الإنسان التي يدافع عنها الجانب الأمريكي؟
يصادف هذا العام الذكرى الـ10 لاندلاع “الربيع العربي”. كانت الولايات المتحدة تتدخّل في سوريا وليبيا وغيرها من الدول تحت شعارات “حقوق الإنسان أهم من سيادة الدولة” و”مسؤولية الحماية” وغيرها، وتدوس على سيادة دول المنطقة بحجة “التحول الديمقراطي”، وتقوم بالثورة الملونة لتغيير النظم. ولكن أين “الربيع” بعد 10 سنوات؟ انظروا إلى هذه الدول، كم عدد الفقراء؟ كم عدد المتشرّدين؟ أين حقوق الإنسان لهم؟ أي مسؤولية تؤدّيها الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة؟ “المسؤولية لحماية حقوق الإنسان” أم “المسؤولية لتدمير الدول”؟
أقامت الولايات المتحدة قبل فترة ما يسمى بـ”القمة من أجل الديمقراطية”، ولم تدعو إلا دولتين فقط من الشرق الأوسط وأقلّ من 10 دول من العالم الإسلامي للمشاركة فيها. كما قال السيد طارق الحميد الكاتب السعودي رئيس التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط إن “القمة من أجل الديمقراطية” تعتبر مراجعة سياسية وفقا للقيم الأمريكية. إن فكرة “الديمقراطية غير الغربية” لا تنتمي إلى الديمقراطية بحدّ ذاتها أكبر أمر غير ديمقراطي، وهذا منطق القوة أكبر حاجز في دمقرطة العلاقات الدولية، وهذه الغطرسة والتحيز انعكاسات واقعية ل”نظرية التفوّق الحضاري” للدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة في السياسة الدولية.
يمتلك كل من الصين ودول الشرق الأوسط تاريخا عريقا وحضارة باهرة، ولديهما الرؤية المتميزة والتجارب الخاصة حول الديمقراطية وطريق التنمية، ولا يحتاج إلى إرشاد الواعظ الأجنبي بشأن الديمقراطية وحقوق الإنسان، الناهيك عن الأهلية المشكوكة لهذا “الواعظ”. كما قال صديقنا الحميم السيد أدهم السيد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني منسق اللقاء اليساري العربي إن البلد الذي يقمع بلدانا أخرى لا يمكن أن يكون ديمقراطيا، والبلد الذي تسوده العنصرية لا يمكن أن يكون ديمقراطيا، والنظام الذي ينتج عدم مساواة عالية المستوى لا يمكن أن يكون ديمقراطيا، والنظام الذي يشنّ حروب في كل مكان بحجة “الديمقراطية” لا يمكن أن يكون ديمقراطيا.
“العدل يحظي بالتأييد، والظلم يفقد ثقة الناس.” فنحن على ثقة تامة بأن الحقائق لا تقبل التشويه، والعدالة في قلوب الناس. طالما يعرف المزيد من الدول والشعوب الوضع الحقيقي في شينجيانغ ويكشف المؤامرة الأمريكية، فيقفون بالتأكيد إلى جانب العدل والعدالة. ولاحظنا بكل سرور أن 12 دولة من الشرق الأوسط وقعت على البيان المشترك الداعم للصين بخصوص المسائل المتعلقة بشينجيانغ في مجلس الحقوق الإنسان للأمم المتحدة عام 2020، وارتفع إلى 17 دولة عام 2021. وشارك 76 حزبا سياسيا أومنظمة اجتماعية من 18 دولة من الشرق الأوسط في جلسة الإحاطة الخاصة بشينجيانغ تحت عنوان “قصة الحزب الشيوعي الصيني” التي نظّمتها دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ولجنة الحزب في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم في فبراير الماضي، وعبرت عن دعمها للموقف الصيني. وفي المستقبل، نحرص على العمل مع الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية في دول الشرق الأوسط على تعزيز تبادل الدعم لرفض الهيمنة وسياسة القوة والدفاع عن العدل والإنصاف الدوليين والحقوق المشروعة للدول النامية معا.
ختاما، أود أن أقول إن شينجيانغ مكان جميل فعلا، ونستعد إلى دعوة قادة الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية في دول الشرق الأوسط لزيارة شينجيانغ بعد انتهاء الجائحة، للاطّلاع على إنجازات التنمية الاقتصادية والاجتماعية فيها والحياة السعيدة لأبناءها. وبمناسبة حلول رأس السنة الجديدة، نتمنى لجميع الأصدقاء الصحة والعافية والتوفيق والنجاح في العام الجديد، واثقين بأن الصداقة والتعاون بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية في الشرق الأوسط سيحرز تقدما جديدا في العام الجديد، لما فيه خير للشعب الصيني وشعوب الشرق الأوسط. شكرا لكم!