عشرون حزباً عربياً وشرق أوسطياً يدعمون الصين في مواجهة التحرشات الإمبريالية والغربية
اجنادين نيوز /ANN
بقلم احمد بهاء شعبان الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري
في لقاء افتراضي عقد أول من أمس، ضم قادة عشرين حزباً وهيئة سياسية عربية وشرق أوسطية، التقوا بمسؤولي إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا في دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني، في لقاء تحاوري هام، استعرض ملامح الاستفزازات والتحرشات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية، وأشياعها من الول الغربية ضد الصين، في الفترة الأخيرة، بعد أن تعددت أشكال التدخُّل السافر في الشؤون الصينية، بدعاوى كاذبة ومُصطنعة حول مزاعم اضطهاد قومية “الإيغور” في منطقة “شينجيانج”، وممارسة “التمييز العرقي”، و”الإبادة الجماعية”، وغيرها من التُرَّهات، والتهم التي تفتقد كل أُسس المنطق والعقلانية والواقعية على وجه الإطلاق.
وقد ألقى الأمين العام لـ “الحزب الاشتراكي المصري”، “أحمد بهاء الدين شعبان”، في مداخلته الأضواء على تاريخ منطقتنا وبلادنا الحافل مع الادعاءات والأكاذيب المختلقة للإمبريالية في مواجهة شعوبنا وبلادنا، بهدف تغطية تدخُّلاتها العدوانية التى أدت إلى تدمير عدد من دول المنطقة كالعراق وليبيا وسوريا واليمن ولبنان، وغيرها، وأشار في كلمته إلى أن العالم، وهو يتابع ببالغ القلق المسار الحرج للسلم والاستقرارالعالميين، والتحديات التي تواجه الازدهار الاقتصادي الدولي والتقدم الإنساني، نظراً للمسشكلات والتهديدات التي ترتبت على الانتشار الوبائي لجائحة “كوفيد ـ 19″، وبدلاً من تكاتف الجميع لمحاصرة هذا الخطر الداهم، ومواجهة ما سبّبه من خسائر وأحدثه من ويلات، وجد الإدارة الأمريكية، والإعلام الإمبريالي، يقرعان طبول حرب باردة جديدة، تستدعي للذاكرة البشرية أصداء مؤلمة لمرحلة حرجة عاشها العالم، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حين حشدت فيها الولايات المتحدة والغرب الاستعماري كل طاقتهم، لمواجهة بروز الاتحاد السوفيتي السابق كقطبٍ منافس، يعترض طريق انفراد الغرب الإمبريالي بتقرير شؤون العالم وفرض إرادته علي الدنيا بأسرها.
وذكر الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري، أن الزمن دار دورته، وتغيرت أشياء كثيرة في عالمنا، إلّا أن السياسات الإمبريالية، التي تضع قواعدها الولايات المتحدة الأمريكية وتابعيها من دول حلف “الناتو”، لم تتغير، وعادت الولايات المتحدة في عهد الرئيس “بايدن”، بعد نحو ثلاثة أرباع القرن، لكي تُمارس مُجَدّداً سياسات “غطرسة القوة”، ومسلكيات “الشرطي العالمي”، وتهديدات “الهيمنة”، و تحديات “قاطع الطريق” الكوني، ونصّبت نفسها حامياً لـ “الديمقراطية” المزعومة، التي تريد فرضها عنوة على كل شعوب المعمورة، وأخذت توزع شهادات الإدانة والبراءة على من تكره ومن تحب، من النظم والدول والشعوب!
وأد “أحمد بهاء الدين شعبان” أن الولايات المتحدة هي آخر من يملك حق الادعاء بالدفاع عن “الديمقراطية” وحماية “حريات الشعوب”، فتاريخها ـ منذ تأسيسها ـ غارق في دماء الملايين من أصحاب الأرض الأصليين (الهنود الحمر)، الذين تعرَّضوا من قِبل المستعمرين البيض (البروتستانت الأنجلو ساكسون) لإحدى أقذر عمليات الإبادة العنصرية المنهجية في تاريخ الإنسانية، ثم استكملت الولايات المتحدة مسارها المعادي للشعوب، باستخدام القنبلة الذرية مرتين لضرب اليابان، كما قامت بالعدوان على الشعب الكوري، وعلى الشعب الفيتنامي، والكوبي، والفنزويلي، وعلى شعوب أخرى عديدة في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا، ودفعت العالم إلي “حافة الهاوية”، ودعمت الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي العنصري لأرض الشعب الفلسطيني وتشريد ملايين من مواطنيه، وعدوانه الإجرامي على مصر وسوريا والأردن عام 1967، كما حاصرت واحتلت دولة العراق، بمزاعم تحقيق “الديمقراطية”، بعد أن دمرت بنيته التحتية وأحكمت السيطرة على ثروته البترولية، وكذلك خلقت واصطنعت جماعات الإرهاب المنظّم، التي روَّعت العالم كتنظيم “القاعدة” و”داعش”.. إلخ.
وأشار إلي أن” الولايات المتحدة عادت لممارسة هذه السياسات الخطرة والعقيمة، هذه المرّة في مواجهة الصين دولةً وشعباً وقيادةً، متذرعةَ بأوهي وأكذب الأسباب، واصفةً مُجابهة الصين باعتبارها: “أكبر تحدٍ جيو ـ سياسي في القرن الحادي والعشرين”!
فمؤخراً عقدت الولايات المتحدة مؤتمراً افتراضيا فاشلاً، تحت اسم “الديمقراطية” أيضاً، دعت إليه مائة دولة، وسعت من خلاله إلى إنشاء تكتل مُضاد للصين وروسيا، ولغيرها من الدول الرافضة للخضوع للإرادة الأمريكية”.
ونبه “الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري،إلى أن: “الولايات المتحدة لا تعدم العقلية العدانية المريضة، الجاهزة لابتكار الذرائع لشن هذه الحرب ضد الصين، ولاختلاق الأسباب للتحرُّش بها في كل مناسبة، في قضية “هونج كونج”، و”تايوان”، وفي “بحر الصين الجنوبي”، وفي المزاعم العنصرية حول “الأصل الصيني” لفيروس “كورونا”، وفي المواجهة الصناعية والتجارية، وغيرها، وآخرها في قضية الزعم المفضوح بأن الصين تمارس في منطقة “شينجيانج” وضد قومية “الإيغور” “الإبادة الجماعية”، و”التمييز العنصري”، و”العمالة القسرية”، و”الاحتجاز الجماعي”، و”التعقيم الإجباري”، وغيرها من الادعاءات والأكاذيب العارية من الصحة”.
واستعاد “بهاء شعبان” كيف أنه ” في كل ماتقدّم كانت الحقائق الدامغة تكشف الأكاذيب الأمريكية، على نحو ما تأكد من أن المزاعم التي برّرت شن الحرب على الدولة العراقية، وتدميرها وقتل وإصابة مئات الآلاف من أبنائها، بادعاء أنها تمتلك أسلحة نووية وأدوات دمار شامل، لا أصل لها من الصحة على وجه الإطلاق!
فالجميع، في كل أنحاء العالم، يعرفون عن يقين، أن المزاعم الأمريكية ضد الصين، بادعاءات اضطهاد قومية “الإيغور” هي أيضاً عاريةً تماماً من الحقيقة، وعبر زيارات مُتكررة إلى منطقة “شينجيانج”، لمئات الصحافيين والإعلاميين والدبلوماسيين من شتي البلدان، وممثلين لهيئات دينية عديدة، ومن بينهم الكثيرين من المسلمين والعرب، قدّمت الصين شواهد حيّة تُثبت كذب هذه الادعاءات، وزيف ما كالته الولايات المتحدة للصين من اتهامات باطلة”.
وتساءل “الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري”: عن “السبب الحقيقي الذي يقف خلف هذا التنمر السياسي الأمريكي، تجاه الصين وروسيا وغيرها من الدول، والذي تبدو مظاهره واضحة للعيان؟”، مُجيباً أن “السبب الواضح هو القلق الأمريكي، الذي بلا حد، من تعافي روسيا من الأعراض السلبية التي واكبت وأعقبت فترة تفكك الاتحاد السوفيتي، والأخطر من نتائج نهضة الصين الاقتصادية ـ العلمية الفائقة، التي تحقّقت في السنوات الأخيرة، بفعل همّة الشعب وكفاءة القيادة والحزب، وصحة الخطط والسياسات، والتي دفعت الصين إلى صدارة الاقتصاد العالمي.
وزاد في التوتر والغضب الأمريكي الجامح، أن الصين التي كانت أول من تعرض لجائحة “كوفيد ـ 19″، كانت الدولة الأولى التى تعافت من ويلاته، واستأنفت مسيرتها الظافرة نحو مُنافسة الولايات المتحدة على موقع القيادة العالمية، مؤكدة ـ أمام العالم كله ـ جدارتها وأهليتها لهذا الموقع المُستحق”.
وذكَّرَّ “بهاء شعبان” بأن: “خبرة الشعوب علمتنا ، أن الفوز، في نهاية المطاف، هو للشعوب المحبة للسلام، والداعية للتعاون، والعاملة على بناء المصير المُشترك للإنسانية”، ومن هنا، فإننا ـ في الحزب الاشتراكي المصري ـ كما سبق وأكدنا مراراً: “نؤيد الموقف الصيني الصحيح، فيما يتعلق بالأوضاع في أقليم “شينجيانج”، ولتعزيز وتطوير نمط الحياة المتقدم لقومية “الإيغور” ولباقي القوميات المُكوِّنة للشعب الصيني العريق، وندعم الصين في مواجهة التلفيقات الأمريكية الكاذبة، ونثق في رجاحة تصرّفات القيادة الصينية الحكيمة، والحزب الشيوعي الصيني المحترم، وعلى يقين من أن كل هذه الأباطيل لن تعرقل مسيرة شعب الصين الصديق، التى حازها باستحقاقٍ وجهد، وكفاحٍ وجدارة، إلى المكانة الرفيعة في صدارة مسيرة الإنسانية، نحو الخير المشترك والمصير المزدهر للجميع”.