السببية والغائية

اجنادين نيوز / ANN
المحامي علاء صابر الموسوي
إن حركة المجتمع والتأريخ تسير وفق قوانين وسنن وليس سيراً عشوائياً ، ولا حركة فوضوية.. وذلك يعني وجود ( غاية) ، لحركة المجتمع .. فحركة المجتمع تقوم على أساس ( السببية والغائية) ، وقد بحث علماء العقيدة الإسلامية هذه المسألة ، وأكدوا أن أفعال الله تعالى ( الطبيعية والاجتماعية) أفعال مغياة ، أي لها غاية..فلا يفعل الله شيئاً إلا لحكمة وغاية تعود على الخلق ..
ويؤكد القرآن الكريم ترابط السنن والقوانين المحركة للتاريخ والمجتمعات ترابطاً موضوعياً ، غير أن هذا الترابط ليس منفصلاً عن إرادة الله تعالى..فحركة التأريخ والمجتمع لاتحدث عن طريق مباشرة الغيب ، بل من خلال سنن وقوانين ، شاء الله سبحانه أن تسير الموجودات الطبيعية والإجتماعية وفقها..
ويتحدث المفكر الاسلامي الكبير الشهيد الصدر عن الغائية في العمل الإجتماعي ، وعلاقته بالسببية فيقول 🙁 فالعلاقة التي يتميز بها العمل التأريخي ، العمل الذي تحكمه سنن التأريخ هو أنه عمل هادف ، عمل يرتبط بعلة غائية ، سواء أكانت هذه العلة صالحة أو طالحة ، نظيفة أو غير نظيفة) …
ويقول :لكن ينبغي هنا أيضاً أنه ليس كل عمل له غاية فهو عمل تأريخي ، هو عمل تجري عليه سنن التأريخ ، بل يوجد بعد ثالث لابد أن يتوفر لهذا العمل لكي يكون عملاً تاريخياً ، أي عملاً تحكمه سنن التأريخ.
البعد الأول كان هو (( السبب)) …
والبعد الثاني كان هو (( الغاية)) ..
لابد من بُعد ثالث لكي يكون هذا العمل داخلاً في نطاق سنن التأريخ ، هذا البعد الثالث هو أن أن يكون لهذا العمل أرضية تتجاوز ذات العامل ، أن تكون أرضية العمل هي عبارة عن المجتمع ، العمل الذي يخلق موجاً ، هذا الموج يتعدى الفاعل نفسه ، يكون أرضيته الجماعة التي يكون هذا الفرد جزءاً منها …..