مجزرة المجازر.. العشرون مِن يناير.. وصَمة عَار على والأمَّة الأرمنيَّة وقيادات “البيريسترويكا” الناعقة بالخراب
اجنادين نيوز / ANN
بقلم: عبد الحميد الكبي
تحرير وتدقيق الأكاديمي مروان وسوداح _ الأردن
يُحيي العالم برمته بعد يومين اثنين، الذكرى الأليمة لمجزرة العشرين من يناير 1990م، التي قادها اللص المحترف والسياسي والجزار الدولي، الرئيس السوفييتي الانقلابي غورباتشوف سيء الصيت والسمعة والقرارات.
غورباتشوف الذي يَعلَم الجميع بأنه أحد أسوأ زعماء الدنيا، كشف عن وجهه الحقير من خلال ارتكابه بشاعات بحق شعب أذربيجان الشقيق، وبالتالي بحق البشرية جمعاء، من خلال قتل وجرح وتشويه وسلخ أجساد مئات الألوف من أبناء الأمة الأذرية قبل 32 سنة، فمنذ ذلك التاريخ لم تُصب الشعب الأذربيجاني أية ردَّة للخلف، بل عمل وناضل تحت قيادة الزعيم الحكيم إلهام علييف لرد الصاع صاعين للمحتلين الأرمينيين والجزارين من القيادات السوفييتية الغابرة والناعقة بالخراب، وتشديد الدعوة لمحاكمتهم دولياً وأمام كل قادة وأُمم المَعمورة ليكونوا عِبرة لمَن يَعتبر.
لقد نقل غورباتشوف الذي أصدر الأمر للجيش الأحمر لتدمير أذربيجان وشعبها، بتعاونه مع الاستعمارييين والنيوكولونياليين الأرمن، الخراب إلى كل ركن وحيز ونقطة في كل البلدان السوفييتية السابقة، فقد هدف إلى محوها، ونقلها إلى جهنم، برغم أنه كان يزعق في بداية رئاسته بأنه الزعيم الإنساني والقائد المُحب لشعبه، وسرعان ما تكشف بأنه عكس ذلك تماماً، وبأنه ينفذ مخطط شيطاني لقتل أكبر عدد من الأذربيجانيين وشعوب الدولة السوفييتية تلبية لمصالح مَن دعموه وساندوه من وراء الحدود بعدما كان قد تم فصله من عضويته في الحزب الشيوعي السوفييتي قبل رئاسته السوفييتية، بسبب شخصيته التي لم يكن من الممكن الوثوق بها ولا بقياديتها، إذ نَحَىَ “غوربي” إلى الأسفل في كل قراراته لتدمير الآخرين!!!
عمل غورباتشوف على مساندة الأطماع الأرمنية المتزايدة في الأراضي الأذربيجانية بأوامر أجنبية أتتهُ من خارج حدود “بلاده”، فقاد الأوضاع نحو مجزرة يعرفها التاريخ باسم “يناير الدامي”، شكَّلت لاحقاً نقطة تحول مفصلية في حصول أذربيجان، الدولة الغنية أراضيها والعريقة، على استقلاها التام عن الاتحاد السوفييتي الذي تقطعت أوصاله آنذاك.
لفتت انتباهي الشديد، الكلمة التي قالها سعادة المستشار في سفارة جمهورية أذربيجان لدى المملكة الأردنية الهاشمية، السيد إيلنور شاه حسينوف، والتي جاء فيها، بأن “ال20 من يناير 1990 تركت آثاراً عميقة في ذكريات شعبنا، وإن تم نيل الحرية والاستقلال بدماء أبنائنا وبناتنا الشجعان”. وتحدث السيد إيلنور عن عواقب مأساة ال20 يناير، وتطرق إلى تقرير منظمة “هيومان رايت ووتش” بعنوان “يناير الأسود في أذربيجان”، واستطرد المستشار بقوله، “إن الزعيم الوطني حيدر علييف زار في ال20 من يناير مكتب تمثيلية أذربيجان في موسكو، وأدان بشدة المأساة الدموية، وطالب معاقبة مرتكبي هذه الجريمة البشعة، معرِّضاً حياته للخطر، ونوَّه إيلنور شاه حسينوف إلى أن أذربيجان، بلد ينمو ديناميكياً وله مؤشرات غير مسبوقة وشريك موثوق به في جنوب القوقاز وكذلك في العلاقات الدولية. وأكد أن الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية المتواصلة وكذلك الإدارة الحكيمة التي وضع أسسها الزعيم الوطني حيدر علييف ويواصلها بنجاح الرئيس إلهام علييف تقع في أساس هذه الإنجازات.
لقد أكدت أذربيجان في السنوات الأخيرة قوتها وجبروتها وقدراتها على حماية شعبها وضمان التطور السلمي له وقهر المعتدين والأشرار، وصارت باكو قلعة العالم المؤشر إلى الطريق المستقيم والموثوق المؤدي إلى الحرية التامة للشعب الأذربيجاني، وعاملاً معززاً لعزمه على حماية استقلاله الكامل والشامل، وهذ الشعب – الأخ استطاع سابقاً ذلك، ويستطيع ذلك اليوم أيضاً بفضل السياسة الحكيمة التي سبق واختطها الزعيم الوطني حيدر علييف، وبحرصٍ ومواصلةٍ من الرئيس إلهام علييف السياسي والزعيم الوطني الحكيم.
لقد تمثل رد الفعل السوفييتي غير المبرر باستخدام القوة المفرطة ضد الشعب الأذربيجاني الأعزل تماماً. ففي ليلة التاسع عشر من يناير عام 1990م ، اجتاحت القوات السوفييتية الخاصة عاصمة أذربيجان باكو والعديد من المدن الأذربيجانية الأخرى، مستخدمة أحدث الأسلحة المتطورة لديها في ذلك الوقت، حيث وجَّه الجنود السوفييت نيران أسلحتهم الفتاكة نحو صدور مواطني أذربيجان وفي كل اتجاه، فسقط المئات من المدنيين الأبرياء بين قتيل وجريح ومشوَّه. مَرَّ الليل بطيئاً يخيم عليه الموت والدمار والخراب والقتل والدمار حتى انبلج الصباح فكانت الحصيلة:
ـ مقتل 134 من السكان الأبرياء المسالمين الذين جرفت جثثهم الدبابات في الشوارع!؛
ـ إصابة 700من النساء والأطفال؛
ـ تدمي وحرق 200 منزلاً؛
ـ اعتقال 800 شخص بطريقة غير قانونية.
لا بد من التأكيد هنا على أن هذا العدوان الغورباتشيفي الفاشي بطبيعته وآلياته، قد مَثَّل بنقلاته الشرسة انتهاكاً فظاً وفاضحاً لكل القوانين والمواثيق الدولية التي تضمن سيادة واستقلال الدول، بل أنه كان بمثابة اعتداء سافر على الكرامة والسيادة الوطنية للشعب الأذربيجاني وتاريخه، فقد طال هذا العدوان كل شيء في البلاد، وعاث المعتدون الغورباتشيفيون السوفييت فساداً وتخريباً وسحلاً بكل مَن شاهدوه وبكل شيء صادفهم.. لقد دنَّسوا ودمروا المساجد والرموز الإسلامية التاريخية والكثير من المعَالم الحضارية وحتى المسيحية منها والتي اختبأ الناس بين جدرانها هرباً من بطش الأرمن وأهدافهم “التمويتية”، فقد اندفع الارمن كالوحوش الكاسرة الخالية من أية إنسانية ومشاعر ولا دين أو تديّن لتدمير رموز أذربيجان التي تُبرز عظمة وتاريخ الشعب الأذربيجاني العريق، إذ أنهم في يرفان أرادوا الموت الكامل لأذربيجان وقبر الدولة الأذربيجانية بشعبها وحضارتها، ولم ولن يتمكنوا من ذلك بفضل قيادة الرئيس العظيم إلهام علييف حفظه الله ورعاه وحفظه لشعبه الأذربيجاني، وحفظ الإخاء والصداقة والمحبة بين اليمن والعرب من جهة، وأذربيجان الشقيقة من الجهة الأخرى.