الأولمبياد الدوليَّة: عُيون العَالم على الصين
اجنادين نيوز / ANN
بقلم: الاستاذة سناء كليش
ـ تدقيق ومراجعة: الأكاديمي مروان سوداح.
ـ كاتبة وصحفية #تونسية ناشطة وشهيرة، ومن المجموعة الأولى المؤسِّسة للإتحاد الدولي للصُحفيين والكتّاب العرب أصدقاء #الصين، ومستشارة رئيس الإتحاد الدولي للشؤون الإعلامية والأفريقية وقضايا المرأة.
تضرب الصين موعداً تاريخياً مع محبي الرياضات الشتوية بتنظيم الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين 2022، الحدث الرياضي المتميز الذي اختارت له شعار “معاً للمستقبل”، ليكون مناسبة متجددة لإثبات عزمها المتواصل على العمل الجاد، وتعميق الوَحدة بين الشعوب، وتعزيز الثقة، ونشر الطاقة والأمن في عالمٍ يواجه تحديات عِدَّة، من أبرزها جائحة كوفيد/19، وقد انتهت الصين منذ أسابيع من وضع اللمسات الأخيرة على جميع الاستعدادات الخاصة بهذه الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، التي تنطلق في نسختها 24 يوم 4 فيفري، وتتواصل إلى غاية يوم 20 فيفري، في ثلاث مدن وهي العاصمة الصينية بيكين، ويانتشي، وتشانتشايكاو التي يربط بينها القطار السريع.
وبهذه المناسبة الأممية المتميزة التي تُعتبر حدثاً جاذباً لانظار البشرية كلها دون استثنتاء، أكد رئيس جمهورية الصين الشعبية، السيد شي جين بينغ، في كلمة خاصة في الجلسة الافتراضية للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2022، عن ثقته في أن الصين ستقدم للعَالم دورتي ألعاب أولمبية وبارالمبية شتويتين، تتسمان بالبساطة والأمن والروعة، ولهذا بالذات شَدَّدَ على طبيعة الشعار الرسمي لأولمبياد بكين 2022، لكونه يعكس في جوهره تصميم الصين على فرادة هذه الالعاب على أراضيها، بخاصة الشعارات التي ترفعها، ومنها: “معاً من أجل مستقبل مشترك”، و”دعونا نتكاتف بثقة كاملة ونعمل سوياً في سبيل غدٍ أفضل”.
كما طمأن الرئيس شي جين بينغ، في خطاب بمناسبة العام الجديد 2022، المجتمع الدولي قائلًا: “إن الصين لن تدَّخر جهداً في تقديم دورة ألعاب أولمبية شتوية عظيمة للعَالم، فكل أنظار الدنيا تصبو نحو الصين، والصين جاهزة”.
وبما يخص العمليَّة الأولمبيَّة، فقد قرر منظمو دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، إجراء المنافسات دون جماهير من خارج البلاد، وسيقتصر الحضور على عددٍ محدود من المتفرجين، معلنين عدم بيع التذاكر للعموم، والاكتفاء بتوزيعها على مجموعات معينة، في محاولة للسيطرة على انتشار متحور “أوميكرون”، وحفاظاً على سلامة الرياضيين والطواقم المشاركة في الأولمبياد والمشاهدين.
والجدير بالذكر بأن الصين تُطبِّق منذ ظهور فيروس كورونا برنامج وقاية صارم لاحتواء الجائحة، وتدابير صحية مُشدَّدَة تهدف إلى ضمان نجاح استراتيجية “صفر كورونا”، والقضاء على الفيروس والتصدي لانتشاره على أراضيها.
ومن الضروري هنا أن نستشهد بتصريحات مايكل رايان، مدير برنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، الذي أشاد بخطط بكين لضمان انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022 في ظروف صحية آمنة خلال جائحة كورونا ووصفها بالاجراءات “القوية”، وأردف بأن السلطات الصينية “تطبق إجراءات صارمة للغاية، وأصدرت سلسلة من الإجراءات الوقائية المختلفة، ولا نرى أي خطر لانتقال الوباء في هذا السياق”.
والملاحَظ للجميع جهود الصين التي تحرص على الإيفاء بكل التزاماتها تجاه المجتمع الدولي لإنجاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية والألعاب البارالمبية في بكين، من خلال التركيز في السنوات الماضية على تطوير البُنى التحتية الرياضية، والمركبات الشتوية، ومن أهمها المركز الوطني للقفز على الجليد “روي الثلجي”، والملعب الوطني للتزلج السريع “شريط الجليد”، فضلاً عن تشجيع الصينيين على الانخراط أكثر في الرياضات الشتوية في جميع أنحاء الصين قبل بدء الألعاب الشتوية.
ويأمل المتابعون لهذا الحدث العَالمي أن تمثِّل الألعاب الأولمبية الشتوية بكين 2022 فرصة لتوظيف الرياضة في النهوض بالعَالم، ودعم السلام والتنمية والتسامح والانفتاح، حيث أعربت عديد منظمات المجتمع المدني عن دعمها القوي لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، التي تتنزل في ظرف عالمي استثنائي، يتطلب العمل المشترك والتضامن للقضاء على الوباء. كما دعا قادة عديد الدول وشخصيات من أصدقاء الصين إلى تكاتف الجهود والاصطفاف الى جانب الصين لإنجاح هذه الدورة من الألعاب الشتوية، وجعلها فرصة لتعزيز الصداقة والأخوَّة وفقاً للروح الأولمبية، بعيداً عن أي استغلال سياسي قد يَفتح المجال للادعاءات والنوايا المغرضة في محاولة لضرب قُدرة الصين على استضافة هذه الدورة في أفضل الظروف.