الغرب يُقاطع العَالم ونفسه أيضاً..!
اجنادين نيوز / ANN
بقلم: مارينا سوداح
ـ كاتبة أردنية ناشطة في مجال الصين والعائلة الأممية.
تتطلع شعوب المَعمورة وأمَمِها وبلدان الدُّنيا نحو بكين لمتابعة “أولمبياد بكين الشتوي” الذي سيُفتتح في أوائل فبراير المقبل 2022م، بينما وفي مواجهة عشرات دول العالم، تُعلن واشنطن وإلى جانبها لندن، وكانبرا، وأوتاوا، أنها “لن ترسل مُمَثِّلين حكوميين إلى الألعاب” بسبب ما تدّعيه وتحاول فبركته مِمَّا تُسميه بهتاناً وتحريفاً وتخريفاً “مخاوف بشأن سجل الصين في مجال حقوق الإنسان”، بينما أكدت باريس المُستضيفة للألعاب الصيفية المقبلة، إنها “لن تنضم إلى هذه المقاطعة” برغم أنها غربية .
ومن المقرَّر والمتفق عليه دون أي تغيير برغم مقاطعة البعض للالعاب، أن تُقام الدورة الأولمبية في بكين، وفي شباط الذي سيَهل علينا بعد أيام قليلة، وستتابعها الغالبية الساحقة للبشرية، لأن الصين ستقدم فيها افتتاحاً وإضافاتٍ تكنولوجية غير مسبوقة احتراماً لمليارات الناس ولأجل إسعادهم، فهؤلاء يتشوقون منذ الآن لمتابعتها لمعرفة الجديد في الاختراعات الفنية الصينية التي اعتادت الصين أن تُبهر الأعين بها.
من جانبها، من المحتمل جداً أن لا تنسى الصين التصريحات السلبية أتجاهها المُنطلقة من بعض العواصم الغربية التي أعلت صوتها بما يُسمَّى “تحذير الصين”!، ومقاطعة هذه الأطراف للصين دبلوماسياً، لأننا والعَالم كذلك يرى أن الصين، على الأغلب”، سوف “ترد الصاع صاعين” لكل مَن يُهاجمها زوراً ويُشوه سمعتها، وستدفع هذه الجهات الغربية ثمن أفعالها الخاطئة وغير الحكيمة وغير الموزونة في مواجهة القرار الصيني لإنجاح الأولمبياد، ليكون هذا الأولمبياد مِثالاً على “علو كَعب الصين”، مقابل خفوت الضوء الغربي والتكنولوجيا الغربية التي حلَّت الصين محلها منذ أمد بعيد، وربما هذا بالذات، أي التراجع الغربي الحضاري والصناعي والتقني، هو السبب الرئيس للمقاطعة الغربية الجزئية للأولمبياد على أرض الصين.
الحِكمة هي ليست في المقاطعة، بل في المشاركة والمشاركة الفعَّالة. نَسي المُقاطِعون أو أنهم يتناسون بأنهم هم الخاسرون وليس الصين، فعدم المشاركة أنَّما تعنى التخلّف عن الركب العالمي، والتنصل من المشاركة الأًممية والدولية مع الإنسانية في ألعاب عريقة في التاريخ البشري، تجتذب العقول والمشاعر وتعزِّز عُرى العائلة الإنسانية في مسيرة ألعاب السلام والآمان والتفاهم المشترك، فشعار أولمبياد بكين هو “مَعَاً للمستقبل”.. ما يَعني أن مَن تخلَّف أو رفض المشاركة أنما هو يقبع في “العتمة البرانيَّة”، وبعيداً عن الشعوب ومشاعرها ورؤاها ورغباتها.. وللحديث بقية تأتي.