لوحةٌ دولية بالحبر الصيني
اجنادين نيوز / ANN
بقلم: كاظم فنجان الحمامي
قطعت الصين شوطاً كبيراً في مشاريع ربط القارات والتقارب بين الثقافات، وأسهمت في التغلب على التحديات. بل إنني أزعم أن تشابكات الربط السككي التي غطت القارة الآسيوية قد غيرت ملامح الجغرافيا، وأصبحت الدعامات الحدودية الفاصلة بين البلدان أقل أهمية مقارنة بخطوط النقل العابر، حتى أصبحنا نقترب من العيش تحت مظلة نظام (المصير المشترك common destiny) حيث التواصلية هي السمة المميزة في عالم جديد عابر للحدود، ستتغير فيه ملامح الخرائط في القارات المتجاورة (آسيا – أوربا – إفريقيا)، وستنشأ حقبة جديدة عواصمها الأسواق ومحطات التبادل التجاري. ولا شك إننا نعيش اليوم بداية هذه الحقبة التي تتجاوز فيها خطوط الشحن (البري والبحري والجوي) حدود البلدان المتجاورة عبر منافذ مرنة ترسمها سلاسل الإمدادات اللوجستية. .
وهنا لا بد من التذكير بالأثر الطيب الذي تركته المبادرة الصينية (الحزام والطريق) على الموانئ المحورية وحركة الملاحة في البحار والمحيطات. وبات الناظر للمشهد الاقتصادي تستوقفه تداعيات أفول سلطات البلدان الآسيوية المتخلفة عن المسارات التجارية التي استحدثتها الصين في تشعبات طريق الحرير، وسيكون التوسع الكبير لصالح البلدان التي حزمت أمرها وقررت السير على الطريق. فمن غير المعقول ان يبقى العراق في عزلته التي فرضها على نفسه، من دون ان يحقق أي مكسب من موقعه الجغرافي الذي يتوسط القارات، ومن دون ان يستفيد من موارد النقل العابر ؟. .
فالبلدان الذكية يجب أن تكون مستعدة دائماً ليس لاغتنام الفرص فحسب ولكن لصنعها أيضاً. .