كتاب: اليد الخفية

اجنادين نيوز / ANN

بقلم: كاظم فنجان الحمامي

الكتاب الذي سنستعرضه هنا يحمل عنوان اليد الخفية (Hidden Hand) من تأليف الأستراليين: كلايف هاميلتون وماريك أولبيرج، وهو امتداد لكتاب الغزو الصامت (Silent Invasion) من تأليف هاميلتون عام 2018. .

صدر كتاب اليد الخفية عام 2020 ويسلط فيه المؤلفان الأضواء على المخططات الإستراتيجية التي تبناها الحزب الشيوعي الصيني لإعادة تشكيل العالم. ولا علاقة لهذا الكتاب من حيث المضمون بالكتاب الآخر الذي يحمل نفس العنون باللغة العربية، لكنه بعنوان آخر باللغة الانجليزية (Invisible Hand) من تأليف (آدم سميث). .

لقد وقع اختيارنا على كتاب (Hidden Hand) لأنه من روائع الكتب بما يحمله من إثارة. فالحزب الشيوعي الصيني، الذي إنتصر في القرن الماضي بحروبه الأهلية بعدما بسط نفوذه على المناطق الريفية في الصين من أجل تطويقها وفرض هيمنته عليها، عقد عزمه الآن في تبني خططه القديمة وتنفيذها على الصعيد الدولي عن طريق التمويل السخي لمركز الأبحاث في واشنطن، وامتلاك حصة كبيرة من ميناء روتردام، وتشجيع أندية الصداقة مثل نادي 48 Group Club البريطاني، ونشر خطابات دولية ناعمة، وإنشاء بنية تحتية صلبة يطوق بها مراكز القوى الغربية بحيث تصبح هيمنته في الداخل والخارج غير قابلة للتصدع. ناهيك عن مبادرة الحزام والطريق، التي من خلالها تتشارك الصين مع بقية البلدان لبناء وتعزيز الموانئ المحورية والبنى التحتية للنقل الدولي عبر آسيا وأفريقيا في إطار (المصير المشترك)، ويرى المؤلفان ان هذه المبادرة ربما تصبح حجر الزاوية في جهود الصين وخططها الخفية لإعادة توجيه الشعوب نحو نظام عالمي آخر مرسوم بالحبر الصيني. .

فالموقعون على مبادرة الحزام والطريق (ومعظمهم من الدول الصغيرة في آسيا وإفريقيا وحتى داخل الاتحاد الأوروبي) يحصلون على المنح والقروض الصينية السخية لتطوير بنيتهم التحتية. مقابل منح الأولوية للسفن والطائرات الصينية في الموانئ والمطارات، ومقابل عدم الاعتراف بتايوان، أو الاعتراض على ما يجري في هونغ كونغ. .

آخذين بعين الاعتبار ان الاتفاقيات الدولية الثنائية المرتبطة بمبادرة الحزام والطريق تتم باشراف أهم لجنة حزبية في التنظيم المؤلف من ثلاثة لجان رئيسة، وتتولى هذه اللجنة مسؤولية كسب الأصدقاء، والتنسيق مع المجموعات العرقية، والأحزاب السياسية الأجنبية، وبنوك الفكر الغربية، والتجمعات الصينية في الخارج، والشركات الخاصة، والمواطنين غير الصينيين الذين يشغلون عضوية المجالس الاستشارية للشركات الصينية مثل Huawei. وتتراوح أساليب هذه اللجنة من تنظيم المؤتمرات المتعاطفة، وكتابة الشيكات، إلى تنظيم اللقاءات مع كبار الشخصيات الأجنبية. .

يعد الاقتصاد الصيني اليوم ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فقد منحته استثماراته الضخمة في التكنولوجيا الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي.

ويزعم المؤلفان ان زيارة جورج أوزبورن وبوريس جونسون للصين في الأعوام الماضية فتحت الباب للصين على أسرار الصناعة النووية الأوربية، ويصف المؤلفان كيف كان ديفيد كاميرون يستمتع باحتساء الجعة مع (شي) في حانة باكينجهامشير التي تبشر بعصر ذهبي جديد في العلاقات الأنجلو- صينية. وكيف كانت الصين متعاطفة بشكل خاص مع نادي 48 Group Club البريطاني ، الذي تأسس عام 1954 من أجل الترويج للتجارة الأنجلو-صينية، والذي يضم أعضاؤه رجال أعمال مثل توم جلوسر ، الرئيس التنفيذي السابق لرويترز ، جنبًا إلى جنب مع السياسيين السابقين توني بلير، ومايكل هيسلتين، وبيتر ماندلسون. . .

ختاماً كانت هذه خلاصة المخاوف التي تناولها المؤلفان في هذا الكتاب، وهي متقاطعة تماما مع رؤية مارتن جاك مؤلف كتاب – عندما تحكم الصين على العالم- (When China Rules the World)، الذي يدافع فيه بحماس عن وجهة نظر الصين، ورؤيتها الشرقية للعولمة، وسبق لنا ان تطرقنا قبل بضعة أيام لكتاب مارتن جاك في عرض ملخص كان بعنوان (هل ستتصدر الصين القوى العظمى ؟). .

زر الذهاب إلى الأعلى