تايوان ليست اوكرانيا ..والصين ليست روسيا ؟!
اجنادين نيوز / ANN
رؤية حرة
منصور ابو العزم
حاول بعض الكتاب العرب والاجانب الربط بين مايحدث فى اوكرانيا ودخول القوات الروسية معظم الاراضى الاوكرانية ، وبين ما يمكن ان تفعله الصين مع اقليم تايوان الذى يعد جزء من الاراضى الصينية ، وكان التساؤل الرئيسى المطروح هو : هل يمكن او من المحتمل ان تقوم الصين ب « غزو » تايوان وضمها بالقوة اليها ، وهو تساؤل يجترأ على الحقائق القانونية والرسمية ، وكأن تايوان ليست بالفعل جزء من الصين ، او انها دولة مستقلة وعضو فى الامم المتحدة مثل اوكرانيا ، وليس من حق الجيش الصينى الانتشار فى كل بقعة من الاراضى ذات السيادة الصينية . وهنا يكون القياس خاطئ لعدة اسباب :
اولا : ان تايوان جزء من اراضى الوطن الام منذ قرون خلت حتى وان احتلته بعض القوى الاجنبية مثل اليابان وغيرها لبعض الوقت ، ولم يكن دولة مستقلة وانما هى الولايات المتحدة خلال نزاعاتها التى لاتتوقف مع الصين حاولت انكار وجود تلك الدولة العريقة فى الستينيات من القرن ال20 الماضى والاعتراف بجزيرة تايوان فى الامم المتحدة على انها الممثل الشرعى للشعب الصينى نكاية فى الصين التى كانت تدعم شعب فيتنام ضد الغزو والاحتلال الامريكى .
ثانيا : دأب الغرب ، وبريطانيا تحديدا عندما كانت قوة عظمى ، على خلق جيوب حدودية وانتزاعها من اراضى وسيادة الدول وجعلها ذات كيانات خاصة حتى تتمكن من استخدامها لاغراض عسكرية وغيرها سواء فى نزاعها مع تلك الدولة او فى القارة عموما حتى تحتفظ لنفسها بقدم فى تلك المنطقة ، وقامت بحملات بين سكان تلك الكيانات تشجعهم على انهم لا ينتمون للوطن الام ، ونشرت بينهم الثقافة الغربية وشجعتهم بوسائل عديدة على ترك اللغة الام والتحدث بالانجليزية واعتناق المعتقدات الغربية ، حدث ذلك فى هونج كونج الصينية وتايوان الصينية وسنغافورة التى كانت جزء من مملكة ماليزيا ، ويحدث الان فى اقليم اوكيناوا اليابانى الذى يعد القاعدة الرئيسية للقوات الامريكية فى اسيا . ومن هنا ظهرت هونج كونج التى استغرق تفاوض الصين مع بريطانيا عقودا حتى عادت للصين بوضع مشوه ، وتايوان التى اصبحت تسيطر عليها الثقافتان الغربية واليابانية – بحكم الاحتلال اليابانى السابق لها – وتسعى القوى الغربية بدعم من بعض القوى الاسيوية ، لفصلها عن الصين وتغذية مشاعر الكراهية لكل ماهو صينى حتى الثقافة واللغة ، وتشجيع مشاعر الانفصال بصورة مرعبة . واصبحت سنغافورة دولة مستقلة تهيمن عليها الثقاقة الغربية . ومنذ انتهاء الحرب الباردة ، والغرب بقيادة الولايات المتحدة يمارس نفس السيناريو في اوكرانيا ويستخدمها كقاعدة خلفية للكل الانشطة غير القانونية ، وقاعدة استفزاز للمنافس الروسى العنيد ، كما اصبحت الوكر الذى تدرب فيه المخابرات الغربية الكوادر التي ستقود المظاهرات والانقلابات فى الدول المعادية او الانظمة التى لم تعد تخدم المصالح الامريكية كما ينبغى وهى التى تنفذ سياسة « الفوضى الخلاقة » او الهدامة فى تلك الدول .