رسالة إلى *السيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي المحترم
اجنادين نيوز / ANN
رسالة إلى
*السيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي المحترم*
*السيد وزير التعليم العالي أ.د. نبيل عبد الصاحب المحترم* ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في بداية الأربعينيات من القرن الماضي، حقَّق الجيش الألماني تقدُّمًا كبيرًا في أوروبا وشمال إفريقيا حتى وصلوا إلى مشارف الحدود الروسية (السوفيتية وقتها). عندها سأل رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل و(كان رئيس وزراء حرب) مستشاريه: كيف وضع التعليم والقضاء؟..
قالوا له: بخير..
قال: إذن إنجلترا والمملكة المتحدة بخير..
وأيضًا عندما طلب مستشارو أدولف هتلر أن يُشرِكَ بعضًا من الأساتذة والباحثين في المراكز البحثية مع الجنود في جبهات القتال الألمانية، أجاب: يجب أن يبقَوا في الجامعات و مراكز البحوث، وأن نحافظَ عليهم لكي يستطيعوا أن يضعونا في مسار التقدم قبل الآخرين.
وقالت مستشارة ألمانيا السابقة أنجيلا ميركل، (عندما تظاهر المهندسون والمحامون والأطباء مطالبين بأن تتساوى مخصصاتهم ورواتبهم برواتب الأساتذة والمعلمين) قالت جملتها المشهورة: *لولاهُم لما كُنَّا، ولولاهُم لما كُنتم* ..
فكيف تريدون أن نساويهم بكم؟!…
على مدى التأريخ، كان المعلِّمُ له مكانته الخاصة، وكان العرب يقولون: ( *مَن علَّمني حرفًا ملكني عبدًا*)، وكان رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) قد افتدى أسرى بدرٍ من قريش مقابلَ أن يُعلِّمَ كلَّ واحدٍ منهم عشرةً من صبية المسلمين القراءة والكتابة ..
و على مدى التأريخ أيضًا كان الأستاذ الجامعي والمعلِّم والمدرِّس القدوةَ و المنارَ حتى قال فيه أميرُ الشعراء:
*قِف للمعلِّمِ وفِّه التبجيلا* *كادَ المُعلِّمُ أن يكونَ رسولًا*
وكانت هذه القصيدة مستوحاة من كلام ربِّ العباد في مُحكَمِ كتابه العزيز: *(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)..*
عموما ما حدث يوم الخميس من إساءات إلى الأساتذة الجامعيِّين المطالبين باستحقاقتهم أمام مكتب الوزير الذي يباشر عمله في وزارة العلوم والتكنولوجيا، بمعيَّةِ موظفي وزارة العلوم والتكنولوجيا، في ما يتعلق بشمولهم وتوزيع الأراضي وإعادة بناء الشقق السكنية في( *مُجَمَّع الأخوَّة* ) الذين تمَّ أخذ قسطٍ أوَّليٍّ منهم بمقدار 5 مليون دينار منذ أكثر من 12 سنة ولم يتم إنجاز الشقق، وتمَّ تحويل مئات الدوانم من أراضي جامعة بغداد إلى الجامعة الأمريكية الأهلية، وحتى التي أخذتها وزارة الدفاع من جامعة بغداد تحوَّلت إلى الجامعة الأمريكية وجزء منها بُنِيَت عليه ( *جامعة البيان الأهلية* ) التي أسَّسها مدير مكتب رئيس الوزراء الأسبق..
للاسف، لم تهتم وزارة التعليم العالي ولا رئاسة الوزراء بجامعةبغداد و هي جامعة معروفة في العالم ب( *الجامعة الأم في العراق* )، والمشهود لها بالرَّصانة، والتي خرَّجت الملايين من الطلبة خلالَ قرنٍ من الزمن..
*المطلوب منكم:*
*الأول* :*منح أراضي سكنية مخدومة للأساتذة داخل حدود مدينة بغداد*
أسوةً بما منحها رئيس مجلس الوزراء للوزراء، وللوكلاء، وللقضاة، وللدرجات الخاصة..
وكان صدام حسين في زمن حكمه لا يمنح للقضاة أو للضباط أو للدرجات الخاصة إلا ويمنح الأساتذة أراضٍ في مناطق تولُّدهم.
*الأمر الثاني:* *إجراء تغييرات في القيادات الجامعية* ..
إنَّ تظاهرات الهيئات التدريسية أثبتت أنَّ الأساتذة في وادٍ، وأن القيادات في وزاره التعليم في وادٍ آخرَ.
والقيادات في وزارة التعليم فقدت الشفافية في تعاملها ومنذ أوقات بعيدة بسبب عدم وجود روابط واضحة للعلاقة بين الأساتذة وبين القيادات في وزاره التعليم العالي، كما أنَّ قيادات وزارة التعليم العالي تتعامل بفوقيَّةٍ كبيرةٍ وبتعسُّفٍ وإجحافٍ مع كلِّ الأساتذة، حتى أنَّ كثيرًا من القوانين تمَّ تمريرها ومنها قانون 20 لسنة 2020 وإجراءات أخرى دون أن يكون لوزارة التعليم العالي دور مُهِمٌّ فيها، كما في تقاعد الأساتذة الذي يفترض أن يكون لهم مدَّة تمديد بسبب كفاءتهم، وبسبب حاجة الجامعات لهم. كان موقف وزارة التعليم معدومًا، وكان موقف رئيس مجلس الوزراء قاصرًا..
أتمنَّى على الإخوة في رئاسة مجلس الوزراء ووزارة التعليم العالي أخذ الأمور بجدِّيَّة تُجاه ما جرى، وفي تعاملهم مع الأساتذة في الجامعات، لا سيما أنَّ التعليمَ في العراق ينحدر نحو الإنهيار، والتعليم مأساوي، والحاجة إلى إعادة البيت التعليمي في كافه جوانبه..
وفًّقكم الله تعالى إلى خدمة العراق وأهله..
البروفيسور الدكتور
ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي