“الأذرع الأمريكية السوداء” وراء الفوضى – “المدافع الزائف” عن حقوق الإنسان
اجنادين نيوز /ANN
CGTN
يرى الكثيرون حول العالم، إن موقف الولايات المتحدة من الصراع الروسي الأوكراني تفوح منه “رائحة النفاق”. فقد سكبت الولايات المتحدة “الزيت على النار” في بداية الحرب لتزيد من حدة التوترات، مما أدى إلى تصعيد الأزمة الأوكرانية وتشريد عدد كبير من المدنيين، ثم وضعت اللوم على الدول الأوروبية، لتتحمل المسؤولية الرئيسية عن استقبال هؤلاء اللاجئين. كشف هذا مرة أخرى عن الوجه الحقيقي لنفاق الولايات المتحدة، وجعل العالم يرى بوضوح: الولايات المتحدة التي تطلق على نفسها “المدافع الشرعي” عن حقوق الإنسان، لكنها في الحقيقة “مدافع زائف”.
– “مشاهدة الحريق من الضفة المقابلة”
في ظل الضغوط الخارجية، كان على الحكومة الأمريكية أن تعلن أنها ستسقبل 100 ألف لاجئ أوكراني غادروا وطنهم. لكن في الواقع، وبالنسبة للأوكرانيين، قد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً للحصول على وضع قانوني لدخول الولايات المتحدة. قالت وسائل إعلام أمريكية إن الولايات المتحدة- كما هو الحال مع بعض الأفغان- تعهدت باستقبال الأوكرانيين، لكن لم يكن لديها القدرة على مساعدتهم في الوصول إلى الولايات المتحدة. حتى لو نجحوا في الوصول إلى الولايات المتحدة، فإن طلبات اللجوء الخاصة بهم قد تتأخر لفترات طويلة بسبب “تراكم الوثائق والبيروقراطية”.
لطالما كانت الولايات المتحدة تجيد حمل الدول الأخرى على دفع “فاتورة” الكوارث التي تحرض عليها أو تخلقها من البداية. وابتداءً من عام 2010، روجت الولايات المتحدة لـ “الربيع العربي” في غرب آسيا وشمال إفريقيا، مما أدى إلى اضطرابات في مجموعة من البلدان وتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى أوروبا. أشعلت الولايات المتحدة ألسنة الله تحت شعار “حقوق الإنسان”، ثم شنت عمليات عسكرية في ليبيا وسوريا ومناطق أخرى، ما زاد الوضع احتداما في الشرق الأوسط، وبعد تصاعد الأزمة، لم تفعل شيء سوى مشاهدة نيران الصراعات “من الضفة المقابلة”، وتجاهلت تماما معاناة السكان المحليين.
– تجاهل الضحايا
خلال أكثر من 240 عامًا من تاريخ تأسيس الولايات المتحدة، لم تمتد الفترة التي لم تخض فيها حروبا سوى 10 سنوات فقط. منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى عام 2001، وقع 248 نزاعًا مسلحًا في 153 منطقة من العالم، منها 201 صراع اشعلته الولايات المتحدة، وهو ما يمثل أكثر من 80% من تلك النزاعات. منذ عام 2001، شنت الولايات المتحدة حروبًا وعمليات عسكرية غير مبررة وغير قانونية مما أسفر عن مقتل أكثر من 800 ألف شخص وتشريد عشرات الآلاف. كشفت المآسي الإنسانية التي تسببت فيها الولايات المتحدة على مستوى العالم للمجتمع الدولي حقيقة أن الولايات المتحدة تفعل كل ما هو ضد حقوق الإنسان باسم “حماية حقوق الإنسان”.
– الوضع المتردي محليا لحقوق الإنسان
وكذلك الوضع المحلي لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة. فخلال فترة انتشار وباء كوفيد-19، قلل الساسة الأمريكيون الذين كانوا مشغولين بالنزاعات الحزبية عمداً من خطورة الوباء، وأصبحت تدابير الوقاية من الوباء ورقة مساومة لمختلف الأطراف لمهاجمة بعضهم البعض. الآن اقترب عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 في الولايات المتحدة من المليون، مما يجعلها الدولة الأسوأ وضعا في مواجهة الوباء على مستوى العالم. في هذا البلد الذي يمتلك أحدث المعدات والتكنولوجيا الطبية، تعرضت حقوق المواطنين في الحياة والصحة لأضرار جسيمة، مما يعكس تجاهل نخب الطبقة الحاكمة وصناع القرار لحقوق أبناء الطبقة المتوسطة والدنيا. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت مشكلات خطيرة مثل التمييز العنصري والعنف المسلح أن وضع حقوق الإنسان في #الولايات_المتحدة آخذ في التدهور المستمر.