روسيا.. نظرة وواقع وتحولات دولية
اجنادين نيوز / ANN
بقلم: غسان أبو هلال
جَبَلَ الله العلي القدير خليقته على الخير والعطاء والكَرم والشهامة ومحبة الإنسان للإنسان الذي كرّمه المولى على أرضه. في العقل البشري الطبيعي الذي يحمل بذور السماء السمحة، نجد مثالية لا حدود لها، تتمثل في كراهية الحروب بأشكالها وألوانها كافة كونها حاملة الموت والشناعات، ولكن عندما تُفرض الحرب والغزو فرضاً على البشر، وعندما يُهدَّد الإنسان بالموت من شيطان في هيئة إنسان، يتوجب على المُعتَدى عليه الدفاع عن نفسه، والحفاظ بمختلف الوسائل على حيوته، وحياته وعائلته ووطنه، فالوطن هو الأُسرة، والناس، والأولاد والأحفاد، والمستقبل والعَمار، والأرض، والهواء، والماء، ففي الوطن وُلدنا جميعاً، ولذا له الولاء منّا ولقائده محبتنا الغامرة وفولاذيتنا للدفاع عنه، ولرد المكائد والمصائد عنه.
وتطبيقاً لهذه الأفكار الربانية، ومن خلال استعراضي للتاريخ الروسي القديم والجديد، ومتابعاتي الدولية لِمَا أرى وأسمع بما يجري حول روسيا منذ سنوات طويلة، التي بدأ الكيان الصهيوني بمهاجمتها علناً، والدعوة لتدميرها، ونشره الخطط في صحافته لتعليم الإرهابيين كيفية تدمير موسكو والكرملين وقادته، والمدن الروسية المختلفة، أقول، كلما سمعت كلمة “روسيا” يزداد حبي وتعلقي لها، ولهفتي أليها لِمَا تحمله في جعابها التاريخية من التاريخ العريق والمشرّف، فهذا البلد، روسيا، الشرقي العريق والعظيم، الذي أنجب العلماء والأفذاذ، هو الأقرب إلينا ولقلوبنا وعقولنا من الغرب الذي استعمر وطننا العربي، وأبادة الملايين منا، ليس ابتداء من الجزائر الشقيقة بلد المليون شهيد، ولا انتهاءً ببلدان آسيا العربية.
كانت روسيا وما زالت محط اطماع الغرب السياسي لما تمتلكه من ثروات طبيعية وإمكانات بشرية ضخمة، ومع ذلك لم تتمكن القمم الغربية منذ مئات السنين من الهيمنة على روسيا التي دَحَرَت عبرالتاريخ القديم والحديث كل المستعمرين، ولاحقتهم جيوشها إلى قصورتهم الأوروبية.
الغرب يدرك تماماً انه لن تقوم له قائمة إلا بسقوط روسيا، لكنهم فشلوا سابقا ويفشلون اليوم بكل مخططاتهم، وبالتالي، لن يستطيعوا السيطرة التامة على عوالم أخرى في ظل وجود روسيا قوية ومنتصرة، وسيغدو شرقنا الأوسط وشرق آسيا جاذباً للاستقلالية والندية، فعالم اليوم مسكون بالتحضر والثقافة والوعي، وهو مسيس لا تنطلي عليه ألعاب الفبركات الالكترونية ولا التصريحات البهلوانية، وسيأتي يوم يغرب فيه وجه الاحتلال عن كل مستعمراته ضمنها العربية وفلسطين في مقدمتها، لتشرق شمس الحرية وينتهي عصر الظلم والظلاميين والتبعية.
إن حلفاء اليوم، حلفاء الخير والسلام، يتضامنون ويتحدون سوياً.
للأسف الشديد، هنالك أقلية غير مسيسة لا تُدرك المجريات في روسيا وأوكرانيا، فالبعض ينظر إلى النصف الفارغ من الكأس، ويتناسى النظر إلى نصفه الآخر الممتلئ، لكن الحقيقة مقدسة ولها الفوز والمستقبل، ومخطط الرئيس بوتين للتداول بالعملة الوطنية الروسية، الروبل، هو تحوّل جذري في العلاقات والوقائع الدولية.. إنه ظاهرة عظيمة جداً برغم أنه جاء متأخراً بعض الشيئ، وهو في صالح عِملاتنا العربية الوطنية
الشيطان يبقى شيطاناً، والأفعى تبقى أفعى، ومهما حاول الغرب التطاول على روسيا فلن يُجدي هذا نفعاً، لأن موسكو سترد الصاع صاعين، إلا أن “النفس الروسي” جليدي كجزء من سيبيريا الكبرى، وعندما يذوب الجليد ستغرق كل الجهات التي تطاولت على موسكو، وستعض أصابعها ندماً، لأن العالم يشهد حالياً تحولات جذرية لم يشهدها تاريخ الأنظمة الرأسمالية – الإمبريالية، وسوف تغيّر البشرية تحالفاتها، وتطلعاتها، ومصالحها ومعسكراتها.. وقد تغيب منظمات دولية كثيرة من على الخريطة السياسية.. ويبتلع النهر السياسي الجديد الهادر كل مَن تَطاول عليه.
لقد أصبح الإعلام الغربي مكشوفاً ومفضوحاً ومُستجلباً للضحك، فالتاريخ لن يرحم مَن دمّر العراق وسوريا وفلسطين وليبيا وافغانستان وغيرها من الدول، التي لم ولن تجد أي إغاثة من مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وأدواتها في الغرب بمفهومه الواسع ومَن يلف لفه من المتذيلين له.
إن الإنسان الواعي – الصالح يتابع بشغف ما تقوم به روسيا من عمليات تؤكد إدراكها التاريخي لما يحدث على سطح الكرة الأرضية. لقد استيقظت روسيا وستخلص العالم من ظلم الاحتلال وأدواته. سيادة الرئيس فلاديمير بوتين العظيم قد اتخذ قراره الحاسم والصارم بتحويل العالم بدعم من جميع شرائح الشعب الروسي وأصدقاء روسيا من دول وشعوب.
ـ بوتين: نحن معك وإلى جانبك.. بوتين: إلى الأمام دوماً!