في الثامن والعشرين من ايار .,. أذربيجان تحتفل بمرور 104 عام على تأسيها
اجنادين نيوز / ANN
نصير ممدووف
القائم باعمال سفارة جمهورية اذربيجان في العراق
في كل عام وفي الثامن والعشرين من ايار يحتفل الشعب الاذربيجاني بتأسيس دولتة الدميقراطية الاولى ، ففي تاريخ 28 ايار 1918 تم إعلان جمهورية أذربيجان الديمقراطية عقب انهيار الإمبراطورية الروسية القيصرية. بيد أن الجمهورية الأولي استمرت للأسف نحو عامين فقط حتى عام 1920، ففي 28 نيسان قامت قوات الجيش الأحمر الحادي عشر بغزو جمهورية أذربيجان التي كانت تعاني في ذلك الوقت ظروفا داخلية وخارجية صعبة وطالبت باستقالة البرلمان الأذربيجاني وأقاموا حكومة خاصة بهم. ومع احتلال قوات الجيش الأحمر الحادي عشر، دخلت أذربيجان فترة امتدت 70 عامًا من الحكم السوفيتي وحتى عام 1991، حتى استعادت استقلالها مرة ثانية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
والجدير بالذكر أن تأسيس هذه الجمهورية عام 1918، لم يكن بالأمر اليسير في بداية القرن العشرين، حيث كان العالم يعاني الحروب والاضطرابات والصراعات بجميع أشكالها العسكرية والعرقية والدينية؛ فضلًا عما كانت تعانيه أوروبا الشرقية ومنطقة القوقاز من الانقلابات الشيوعية والحروب الأهلية، الأمر الذي سهل على الجيش الأحمر السوفيتي احتلال المنطقة.
حقوق كاملة للمرأة
وخلال هذه الأشهر المعدودة تمكن الشعب الأذربيجاني تحت قيادته الوطنية تكوين بنيان سياسي فريد تمتع أفراده بكافة حقوقهم القانونية وحرياتهم، وأسسوا معًا البرلمان والحكومة وأول مؤسسة تعليمية حكومية ومنح المرأة الأذربيجانية حقها في التصويت بالانتخابات وسبق بها كثير من الدول الأوروبية، كما تم تمثيل جميع الكيانات السياسية والقوميات والأعراق الرئيسية في أذربيجان بالمجلس الوطني ذي المائة وعشرين مقعد شاهد عيان على التزام أذربيجان بالمبادئ والمواثيق الدولية الخاصة بالتعددية الحزبية والنظام البرلماني متعدد القوميات. وبعد تكثيف المحادثات الدبلوماسية مع قادة دول الحلف، وفي 11 كانون الثاني عام 1920 اعترف مؤتمر باريس للسلام بالاستقلال الواقعي لجمهورية أذربيجان
جمهورية اذربيجان والعدوان الارميني المتكرر
واجهت جمهورية أذربيجان في السنوات الأولى من استعادة استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، العديد من المشاكل نتيجة الاضطرابات السياسية والاقتصادية والتي كان أبرزها عدوان أرمينيا على أذربيجان الذي أسفر عن احتلال 20% من الأراضي الأذربيجانية، وتشريد أكثر من مليون مواطن من مدنهم وأراضيهم الأصلية، وقد توالت الاعتداءات الأرمينية من عمليات قتل وإبادة جماعية ضد المواطنين الأذربيجانيين الأبرياء الذين بلغ عددهم أكثرمن 20.000 شخص، ومعظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، كما دمرت وأحرقت العديد من المقدسات الإسلامية والمدارس والمساجد والآثار التاريخية التي تشهد على أصالة وعراقة الشعب الأذربيجاني.
دور الزعيم حيدر علييف بتوحيد الامة
خلال هذه المرحلة التاريخية الحرجة من تاريخ أذربيجان، ناشد الشعب الأذربيجاني الزعيم القومي «حيدرعلييف» تولي زمام الأمور، لإخراج البلاد من هذه الأزمة الطاحنة، وبالفعل تمكن «علييف» خلال فترة قصيرة من الزمن بما يمتلكه من رؤية ثاقبة، من نقل أذربيجان من حالة التخبط والصعوبات العديدة التي سادت فترة التسعينات إلى آفاق الازدهار والتقدم الوطني، وقد بدأ عهد جديد في حياة جمهورية أذربيجان المستقلة، حيث تخلت البلاد عن الاقتصاد المخطط للحقبة السوفيتية، وتحولت إلى اقتصاد السوق الحر، كما تم اتخاذ التدابير اللازمة لإقامة نظام سياسي ديمقراطي في البلاد، حيث تم إقرار قانون الأحزاب السياسية، وتثبيت الحقوق لكل القوميات للمشاركة في الانتخابات البرلمانية، كما وقعت أذربيجان على العديد من المعاهدات الدولية للحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما فيها إقرار حقوق المرأة السياسية.
وقد كان النفط السبب الرئيسي الذي جعل من جمهورية أذربيجان محط أنظارعديد من دول العالم، خاصة وأن أذربيجان قد لعبت دوراً بارزاً خلال الحرب العالمية الثانية حيث قدمت باكو- عاصمة أذربيجان معظم نفط الاتحاد
السوفيتي على الجبهة الشرقية.
وفي ايلول عام 1994، تم توقيع «عقد القرن» بقيمة عدة بلايين مع شركات النفط متعددة الجنسيات لتطويرحقول النفط البحرية في القطاع الأذربيجاني من بحرقزوين. وبشبكة خط نفط باكو– تبليسي – جيهان وخط غاز باكو – تبليسي – أرزروم تضطلع أذربيجان بدور مهم في ممر الطاقة بين الشرق والغرب وفي أمن الطاقة في أوروبا.
وبالتوازي مع قطاعي النفط والغاز، تم الاهتمام بتنمية القطاعات غيرالنفطية بما في ذلك تطوير البنية التحتية لقطاع النقل والمواصلات ذات الأولوية الإستراتيجية، من سكك حديدية، وموانئ بحرية ومطارات، بالإضافة إلى أساطيل الطائرات والسفن، ووسائل النقل البري والبحري، والتي تجرى زيادتها وتحديثها على نحو ملحوظ سعيا لتنشيط مسارات النقل بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب. وقد قامت جمهورية أذربيجان بتحقيق المشاريع الاقتصادية المهمة. واليوم يشعر الشعب الأذربيجاني بهذه التنمية وبنتائج الإصلاحات الاقتصادية.
دور فعال في المنظمات الدولية
إن جمهورية أذربيجان هي عضو في منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، ورابطة الدول المستقلة وبرنامج التعاون من أجل السلام لمنظمة حلف شمال الأطلسي ومنظمة التعاون الاقتصادي لبلدان حوض البحر الأسود ومنظمة التعاون الاقتصادي لبلدان الشرق الأوسط وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى. وقد أصبحت جمهورية أذربيجان عام 2001 عضوًا في المجلس الأوروبي (البرلمان)، وبذلك انضمت إلى الأسرة الأوروبية.
وقد تحولت جمهورية أذربيجان اليوم من بلد يطلب العون الأمني والمساعدات الدولية في الماضي، إلى بلد يساهم اليوم في العمليات الدولية لدعم السلام، والجهود الإنسانية. وتلعب أذربيجان اليوم دورا محوريا في كل القضايا الإقليمية، وتتقاسم ثمار ازدهارها وثرواتها مع بلدان المنطقة عبر مجموعة من آليات الشراكة والتعاون.
استعادة الارض المغتصبة
ونتيجة ذلك، استعادت دولة أذربيجان سيادتها ووحدة أراضيها – بعد ما قرب من ثلاثين سنة من احتلال عشرين بالمائة من أراضيها، تحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس دولة اذربيجان السيد إلهام علييف بانتصار عظيم استغرق 44 يوما فقط على أرمينيا المحتلة، وأرغم العدو على الاستسلام بقوة الإرادة السياسية والعسكرية، وهكذا قام السيد الرئيس إلهام علييف بتنفيذ وصايا الزعيم القومي حيدر علييف الراحل حول تحرير أراضي أذربيجان وضمان سلامتها وسيادتها مع تضامن الشعب الأذربيجاني ورفاهيته.
تحرير الارض واعادة البنية التحتية
وبعد الانتصار في حرب قاراباغ الثانية، تقوم أذربيجان بإعمار الأراضي المحررة، وإنشاء البنية التحتية الجديدة فيها وتعمل إلى تحويل المدن والآثار التي تم تدميرها خلال الاحتلال من قبل الأرمن البربريين إلى أجمل وأحدث المدن في المنطقة، وكما تسعى إلى إسكان المشردين في ديارهم في أسرع وقت ممكن.
لقد تمكنت أذربيجان خلال الحقبة الماضية من تاريخ استقلالها من إقامة علاقات الصداقة والتعاون مع العديد من البلدان وخاصة مع بلدان العالم العربي و الإسلامي وفي مقدمته جمهورية العراق حيث
تحظى العلاقات العراقية الأذربيجانية بالتطور المستمر، وهذا يبعث على الرضا والطمأنينة بين البلدين، ويعزز العمل المشترك لتطوير هذه العلاقة يوما بعد يوم، وهذا يثبت ما تتمتع به القيادة السياسية والشعب العراقي من مشاعر الإخوة الصادقة تجاه إخوانهم في أذربيجان، كما أنه قد تحقق تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين بعد عام 2003. وقامت وفود رسمية وبرلمانية عراقية بزيارة باكو ، وتم أثناء هذه الزيارات التوقيع على العديد من الاتفاقيات بين البلدين
ويحتل العراق موقعا مهما بين دول العالم، ويلعب دورا بارزا بين المنظمات الدولية في دعم القضايا والنزاعات الإقليمية واتخاذ القرارات المعنية بشأنها. وإننا نشيد بالسياسة الخارجية للعراق التي تقوم على أساس الاعتراف بالحقوق ومبادئ احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة
واليوم نستطيع أن نقول بكل ثقة واطمئنان بأنه خلال السنوات الماضية استطاعت أذربيجان تحقيق الإنجازات في المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وبهذا ضمان مستقبلها ومستقبل أبنائها، ونالت على تقدير المجتمع الدولي، وتؤدي واجباتها بكفاءة على المستويين الوطني والدولي