ما هي محاور المؤتمر الوطني للكفاءة الانتاجية في ايران؟
اجنادين نيوز / ANN
انعقد في 22 مايو الجاري المؤتمر الوطني للإنتاجية حول “الإنتاجية والاقتصاد القائم على المعرفة”، وكان ذلك بالتزامن مع اليوم الوطني “لتحسين الإنتاجية والاستهلاك” بحضور كل من مساعد رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الإدارة والتوظيف بالبلاد، ورئيس الإنتاجية الوطنية وزير الجهاد الزراعي ومجموعة من الأساتذة والخبراء والناشطين في مجال الإنتاجية في جامعة علم وصنعت (العلوم والتكنولوجيا) الإيرانية.
ووفقاً للعلاقات العامة لمنظمة الإدارة والتوظيف بالبلاد، أشار الدكتور ميثم لطيفي في تصريح له خلال المؤتمر الى أن النظام الايراني –الاسلامي الحاكم يتضمن ثلاثة أبعاد، وقال: يتمحور البعد الأول حول العدالة؛ بما تعنيه كلمة العدالة في توزيع التسهيلات، والعدالة في استخدام المرافق، والعدالة في العمل، والعدالة في الدفع، والعدالة في التخصيص، فيما يتمحور البعد الثاني حول الإنتاجية والنمو، والإنتاجية تعني شكر الله، وتعني أقصى فائدة، وأما البعد الثالث فهو يتمحور حول الرضا إذا كان لدينا العدل والإنتاجية، سيكون هناك رضا.
وتابع الدكتور لطيفي: بالتزامن مع تفشي وباء كوفيد- 19، وحرب أوكرانيا، والتغير المناخي في انحاء الارض، انخفض مؤشر الصحة العالمي والأمن الغذائي بشكل حاد، ونحن في وضع يتعين علينا فيه اتخاذ قرارات كبيرة للبلاد؛ على سبيل المثال، يحتاج نمط الحوكمة الحكومية، خاصة في الشركات المملوكة للدولة، إلى التغيير، في العام الماضي، تمت الموافقة على قانون الميزانية وكتبت معاييره التنفيذية من قبل منظمة الإنتاجية الوطنية الإيرانية، والتي تنص على أن دفع المكافآت إلى المدراء وأعضاء مجالس إدارة الشركات المملوكة للدولة مشروط بالإنتاجية؛ في الأساس، يجب ألا تفيد الشركة غير الربحية مدراءها من دون ان يكون لديهم انتاجية كبيرة.
كما تناول مساعد رئيس الجمهورية رئيس منظمة الإدارة والتوظيف بالبلاد، مسألة النظر في قياس إنتاجية الأجهزة التنفيذية في مهرجان الشهيد رجائي لهذا العام، وأوضح: لو أخذنا بعين الاعتبار تركيز قائد الثورة الاسلامية على هذه المسألة، فقد أولينا اهتماما خاصا لهذه المشكلة وسنقوم بتقييم الأجهزة بناءً على دورة الإنتاجية المحددة لها في القانون وسنقوم بترتيبها بما يتناسب مع الخطط المرسومة.
وأكمل: الإنتاجية تحاج الى الثقافة أكثر من أي شيء آخر، ولن تتحقق الإنتاجية دون التفكير في الابتكار، والابتكار غير ممكن دون قبول المخاطر. يجب أن نخلق الشجاعة وحس المغامرة لخوض مجالات جديدة لخبرائنا. العمل الجاد والتفكير الاستراتيجي شرطان ضروريان لتحقيق الإنتاجية. إن شاء الله بجهود الشباب المتحمسين والثوري والعلمي سنوفر أرضية للنمو والتميز الذي من شأنه أن يرفع من شأن الشعب الايراني ويكرّمه.
مؤشرات النمو الايجابي للإنتاجية في العام الماضي
بدوره، قال الدكتور میرسامان بیشوایی رئيس منظمة الإنتاجية الوطنية الإيرانية، أن الإنتاجية في إيران تعود رسميا إلى 60 عاما مضت، مضيفاً: إيران عضو في منظمة الإنتاجية الآسيوية (APO) منذ عام 1965م، وحتى يومنا هذا شهدنا حالة متواترة من الصعود والهبوط في هذا المجال، وبالطبع الإنتاجية أقدم في ثقافتنا الإسلامية والإيرانية من ما ذكرته سالفاً.
وأردف موضحاً: تعدّ مسألة تحقيق النمو الاقتصادي من وجهة نظر الإنتاجية الشغل الشاغل وأحد أهداف خطط التنمية في البلاد، خاصة الخطتين الخامسة والسادسة؛ لهذا يتم التأكيد على هذه المسألة أيضا في الميزانيات السنوية، لكن هذه سنة خاصة هذه السنة التي أكد فيها قائد الثورة الاسلامية دام ظله العالي على مسألة الإنتاجية في رسالته بعيد النوروز (أول السنة في ايران بحسب التقويم الشمسي).
كما لفت رئيس منظمة الإنتاجية الوطنية الإيرانية إلى أن “قائد الثورة اعتبر الاهتمام بالإنتاجية شاغلا وطنيا وشدد على ضرورة تعزيزها، كما صرح فخامة الرئيس أن هدف الحكومة الثالثة عشر هو تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 3.5٪ من مكانة الإنتاجية، وتابع: من وجهة نظري، هذا العام هو فصل جديد في تاريخ إنتاجية البلاد إن شاء الله، بكلمات قائد الثورة المباركة، سنتمكن من تشكيل حركة جماعية لحل تحديات الإنتاجية في البلاد بأفضل وجه ممكن.
وبشأن تقريره عن وضع الإنتاجية بالبلاد أكمل الدكتور بیشوایی: كان نمو مؤشر إنتاجية البلاد في السنوات العشر الماضية سلبياً بنسبة 1٪؛ بينما وفقًا لخطة التنمية، كان من المفترض أن يكون 2.8٪ من النمو الاقتصادي ناتجا عن الإنتاجية، لكن الأداء لم يكن جيدا وعدنا في تلك السنوات، كانت هناك دول في آسيا كان متوسط نمو الإنتاجية فيها إيجابيًا 1.8.
وأردف رئيس منظمة الإنتاجية الوطنية الإيرانية بشأن النمو الإيجابي لمؤشر إنتاجية البلاد في العامين الماضيين، وأوضح: أُجري خلال الأسبوع الماضي في منظمة الإنتاجية الوطنية الإيرانية، حسابات لمؤشر الإنتاجية الإجمالية للعام الايراني الماضي وأنا فخور بالإعلان عن ذلك للمرة الأولى، حيث كان نمو مؤشر الإنتاجية خلال العام الايراني الماضي (1400) إيجابيا 2.9؛ وهذا يعني أنه من أصل 4٪ من النمو الاقتصادي للبلاد في العام المنصرم، كانت حصة الإنتاجية حوالي 3٪، وهو مايبعث على الأمل بشكل كبير.
وأوضح قائلا: بالطبع، إذا شهدنا نموا في الإنتاجية بنسبة 3٪ لمدة عامين متتاليين آخرين، فسنصل إلى مؤشر عام 2011 وما زلنا بعيدين عن المستوى المنشود.
وفي إشارة منه الى مقاربات منظمة الإنتاجية الوطنية الإيرانية في يومنا الراهن، قال رئيس المنظمة الوطنية للإنتاجية: علاوة على المنجزات الجيدة في الماضي، والتي نؤكد عليها دون الحفاظ على المقاربات السياسية للحكومات وتقديم نفسها باسم الأفراد، سوف نتبع ثلاثة مناهج جديدة هذا العام؛ النهج الأول هو إكمال دورة تنظيم الإنتاجية في البلاد، أي ربط الإنتاجية بالأنظمة الرئيسية مثل تخصيص الميزانية، والنهج الثاني هو تبسيط الابتكار المتفوق، والنهج الثالث هو مناقشة ذكاء وإضفاء الطابع الديمقراطي على النظام البيئي للإنتاجية.
واختتم الدكتور بيشوايي كلامه، بدعوة جميع الناشطين في مجال الانتاجية الى اعتبار النشاط والمطالبة والترويج في هذا المجال مهمة خاصة بهم للقيام بهذا القطاع الى مستويات يكون لها دور في تقدم البلاد.
الاقتدار الغذائي لا يقل شأنا عن الإقتدار العسكري
وفي جزء آخر من المؤتمر، وصف الدكتور سید جواد ساداتینجاد وزير الجهاد الزراعي، الإقتدار الغذائي بأحد مكونات الاقتدار الوطني، وأوضح في هذا الشأن: الإقتدار الغذائي لا يقل اهمية عن الإقتدار العسكري وكل الدول تسعى لتوريد وتخزين المواد الغذائية، ونحن لهذا الغرض، ليس لدينا خيار سوى الذهاب إلى الكفاءة الإنتاجية، وأضاف: لحسن الحظ، تمت الموافقة في العام الماضي على وثيقة إنتاجية في الحكومة، والتي تحدد الإجراءات التي نحتاج إلى وضعها على جدول الأعمال لتحقيق ما نصبو إليه.
ساداتینجاد أشار الى خطة تعميم الدعم بأنها ثورة في صناعة الثروة الحيوانية والدواجن، وأردف موضحاً: من الواضح ان أكبر فائدة في خطة تعميم الدعم تصب في صالح القطاع الزراعي. وتابع: في الأساس تعدّ الزراعة في العالم قطاع دعم هام وأساسي، ويجب على الحكومات دعم النشطاء في هذا المجال؛ لكن هذا الدعم يجب أن يُمنح إما للمنتج أو للمستهلك أو على طول السلسلة، ولكن بعملة 4200 تومان ، تم تقديم هذا الدعم للمستورد وتسبب في نضوب الإنتاجية في هذا المجال سابقاً.
واعتبر وزير الجهاد الزراعي أن أكبر داعم ورديف للزراعة هو الشعب والمستهلكين، وقال: في حال أقدمنا على زيادة الإنتاجية، حينها سنتمكن من توفير الغذاء للمستهلك بسعر أرخص؛ وهذا بدوره يحسن معيشة المزارع، لهذا نطلب من جميع النشطاء والمثقفين في هذا المجال مساعدة وزارة الجهاد الزراعي على طريق تحقيق الكفاءة الإنتاجية في البلاد.