الاستهلاك الثقافي
اجنادين نيوز / ANN
بغداد / زهراء كاظم
كيف يمكن لنا ان نفسر، ان البعض من الادباء والمثقفين الذين اتلفتهم المناصب والاعمال الادارية بكل الطرق والاساليب، وبالذات المال، قد جذبتهم الافكار الاستهلاكية، التي لم تُجد نفعاً في “دكاكين” الثقافة المغايرة، والتي لا تدخل في عملية الانجاز الابداعي، لمبدع حرر ذاته من قيود الاستعباد، بل تخلو حتى محاوراتهم من اية ثيمة تدلل على الجاذبية، وكيف يمكن لنا ان نفسر ان قطاعاً منهم قد اعد نفسه لتولي نوع من العمل له تأثير مكاني لا يتجاوز حدود جغرافية عمله؟! معتمداً على تفانيه القاتل لمنجزه الابداعي، على انه لا يمكن الاستغناء عنه؟!
ولكن بمرور الوقت يقابل المجتمع الثقافي اديباً يسير طبقاً للمصالح الانانية، الضيقة، اديباً لا انسانياً، فوضوياً بمعناه المتخلف، لا يمكن التنبؤ بمساره، لا جاذبية فيه، ولا جاذبية في افكاره الفقيرة حد البؤس.
ان هؤلاء وهم يمارسون هذه الطقوس العدائية للثقافة ولعموم الادب العراقي في فضاء انطلاقه نحو مساراته الجديدة، انما يطلقون الرصاصة الاخيرة ضد ذواتهم المتشظية، في بيان نزوعهم وانقيادهم لماضٍ سقط في وحل النفايات الثقافية، ولا يشكل اي خطر ضد المشهد الثقافي الصاعد من خلال الانجازات الرائعة في محافل الثقافة لمبدعينا الشباب وهم يمتلكون حماستهم نحو التأسيس الرائع وبتجرد للادب والثقافة والفنون عموماً.
في حين نرى البعض وهو يعيش اشتغالاته المتشظية، يناصب العداء للآخر المبدع بتصورات ذاتية تفقده التبريرات التي تنم عن موقف لا واع ولا اخلاقي ضمن افاق الحداثة، التي باتت تؤكد حضورها وفاعليتها حتى في علاقات الوسط الادبي، والتي لم يدرك معناها حين كان سيده سخرية في اللغة العربية؟!
ان ما يحتويه هذا التركيب العجيب الخاطئ، ليس اتفاق عمل مبرمج وفق آليات سليمة، انما هي انماط سلوكية مازالت تحتفظ بإرثها “البوليسي” وتكشف عن عقول فقدت محتوياتها في ان تقدم جديداً على مستوى الثقافة والادب وقد أحاطتها الظلمة سنوات طوال.