شُهبٌ متناثرة

اجنادين نيوز / ANN

حسن النواب

الألم‭ ‬لا‭ ‬يستوطنُ‭ ‬إلاَّ‭ ‬قلوب‭ ‬الأنقياء،‭ ‬كثيرون‭ ‬لا‭ ‬يطيقونَ‭ ‬مواجهتهم‭ ‬بحقيقتهم؛‭ ‬لذا‭ ‬تراهم‭ ‬يهشمونك‭ ‬ويشوهونكَ‭ ‬بالخفاء،‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬الحب‭ ‬لنْ‭ ‬يكتبُ‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬يكلمها‭ ‬أو‭ ‬يهديها‭ ‬وردة‭ ‬حمراء،كل‭ ‬ما‭ ‬فعلهُ‭ ‬هو‭ ‬تركَ‭ ‬روحه‭ ‬تسيح‭ ‬من‭ ‬جسده‭ ‬لتكون‭ ‬شُهباً‭ ‬وريش‭ ‬حمامٍ‭ ‬يتطاير‭ ‬فوق‭ ‬رأسها‭ ‬وممرَّاً‭ ‬لقدميها،‭ ‬فلربما‭ ‬تصل‭ ‬أخيرًا‭ ‬وتطرق‭ ‬بوابة‭ ‬قلبه،‭ ‬العاشقة‭ ‬وردة؛‭ ‬لكَ‭ ‬أنْ‭ ‬تتأملها‭ ‬وتكلمها‭ ‬وتلمسها‭ ‬وتقبِّلها‭ ‬أو‭ ‬تشمُّ‭ ‬عطرها‭ ‬وحتى‭ ‬تنام‭ ‬إلى‭ ‬جوارها؛‭ ‬ولكن‭ ‬إيَّاكَ‭ ‬أيها‭ ‬العاشق‭ ‬أنْ‭ ‬تقطفها‭ ‬،يجفُّ‭ ‬النهر‭ ‬عندما‭ ‬تخونه‭ ‬الضفاف،‭ ‬،كل‭ ‬اسمائك‭ ‬المستعارة‭ ‬يعرفها‭ ‬لأنَّ‭ ‬عطركِ‭ ‬فيها،‭ ‬المَهاجر‭ ‬هي‭ ‬جنائن‭ ‬السماء‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬الحالمين،‭ ‬لكنها‭ ‬بكل‭ ‬سحرها‭ ‬لا‭ ‬تعادل‭ ‬أي‭ ‬زقاق‭ ‬في‭ ‬وطني،‭ ‬الشعر‭ ‬الذي‭ ‬يجيء‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬يذهب‭ ‬سريعاً‭ ‬إلى‭ ‬المجاري،‭ ‬اصبروا‭ ‬وسترون‭ ‬مصائر‭ ‬الخونة،‭ ‬يحبُّ‭ ‬وطنهُ‭ ‬لسبب‭ ‬واحد‭ ‬حتى‭ ‬يتمسَّك‭ ‬بالأمل،‭ ‬الوردة‭ ‬الذابلة‭ ‬خانها‭ ‬الربيع،‭ ‬أقفلتْ‭ ‬جميع‭ ‬الأبواب‭ ‬بوجههِ‭ ‬لكنَّهُ‭ ‬مازال‭ ‬يسعى‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬أخير‭ ‬هو‭ ‬الجنون،‭ ‬الموتى‭ ‬لا‭ ‬همَّ‭ ‬عندهم‭ ‬سوى‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭.‬الشيء‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬أدمنَ‭ ‬عليهِ‭ ‬ولم‭ ‬يندم‭ ‬العشق،‭ ‬أمامها‭ ‬ارتبكت‭ ‬الأبجدية‭ ‬وتلعثم‭ ‬الكلام،‭ ‬البلبل‭ ‬يغرد‭ ‬عند‭ ‬النافذة،‭ ‬لكنَّ‭ ‬العاشق‭ ‬لا‭ ‬يسمعه‭ ‬لأنَّ‭ ‬قلبه‭ ‬اعتزل‭ ‬العشق،‭ ‬حتى‭ ‬ترى‭ ‬العاشقة‭ ‬بوضوح‭ ‬ابتعد‭ ‬عنها،‭ ‬اعذروا‭ ‬الشاعر‭ ‬في‭ ‬غربته،‭ ‬فكثيرًا‭ ‬ماتدعهُ‭ ‬الوحشة‭ ‬يهذر‭ ‬كـأنَّهُ‭ ‬حفيف‭ ‬شجر‭ ‬في‭ ‬غابة،‭ ‬ويشتم‭ ‬المقدسات‭ ‬والسماوات‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬ينتحر‭ ‬ويستمر‭ ‬بالحياة‭. ‬المخبر‭ ‬السري‭ ‬سمسار‭ ‬وضيع‭ ‬في‭ ‬المادة‭ ‬أربعة‭ ‬إرهاب،‭ ‬الإنسان‭ ‬الحر‭ ‬لم‭ ‬ينحن‭ ‬إلاَّ‭ ‬في‭ ‬رحم‭ ‬أمه‭. ‬الذي‭ ‬تعلم‭ ‬على‭ ‬الانحناء‭ ‬إلى‭ ‬أسياده،‭ ‬حين‭ ‬يحاول‭ ‬أنْ‭ ‬يستقيم‭ ‬بجذعه‭ ‬ينكسر‭ ‬ظهره،‭ ‬ولا‭ ‬يستقيم‭ ‬جذعه‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬وضعته‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬السلطة‭. ‬لقد‭ ‬رحلتْ‭ ‬بعيداً‭ ‬لكنَّ‭ ‬ظلها‭ ‬مازال‭ ‬معهُ،‭ ‬يعرفُ‭ ‬أنَّك‭ ‬ِأصبحتِ‭ ‬لسواهُ‭ ‬لكنَّ‭ ‬طيفكِ‭ ‬قرَّرَ‭ ‬أنْ‭ ‬يبقى‭ ‬معهُ،‭ ‬كلما‭ ‬أمعنوا‭ ‬بسرقة‭ ‬الشعب‭ ‬كلما‭ ‬اشتاقت‭ ‬شوارع‭ ‬الوطن‭ ‬لمشهدهم‭ ‬الفجعائي‭ ‬الأخير‭. ‬إذا‭ ‬أردتَ‭ ‬رؤية‭ ‬الضمير‭ ‬تأمل‭ ‬وجه‭ ‬أُمَّك،‭ ‬الألم‭ ‬مهنة‭ ‬الأنقياء،‭ ‬الموت‭ ‬هو‭ ‬الحقيقة‭ ‬الجليَّة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬لكنها‭ ‬تختفي‭ ‬مع‭ ‬دفن‭ ‬الجثة‭. ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬السمكة‭ ‬تعرفُ‭ ‬أنَّ‭ ‬مصيرها‭ ‬الشبكة‭ ‬لأصبحت‭ ‬موجة‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬الطائر‭ ‬يعرف‭ ‬أنَّ‭ ‬مصيره‭ ‬طلقة‭ ‬صيَّاد‭ ‬لأصبح‭ ‬نسمة‭.‬الإنسان‭ ‬وحده‭ ‬يعرفُ‭ ‬أنَّ‭ ‬مصيرهُ‭ ‬القبر‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬مازال‭ ‬يسعى‭. ‬أيها‭ ‬الغريب‭ ‬قطرات‭ ‬المطر‭ ‬التي‭ ‬تشظَّتْ‭ ‬على‭ ‬راحة‭ ‬يدكَ‭ ‬إِنّما‭ ‬هي‭ ‬عبرات‭ ‬الملائكة‭ ‬على‭ ‬وحشتك‭. ‬حتى‭ ‬تتلمس‭ ‬السعادة‭ ‬عليك‭ ‬أنْ‭ ‬ترعى‭ ‬الألم‭. ‬كُلَّما‭ ‬لمع‭ ‬قلبك‭ ‬كُلَّما‭ ‬كشفت‭ ‬الأعداء‭ ‬الذين‭ ‬يتخفُّونَ‭ ‬بثوب‭ ‬الصداقة‭ ‬حولك؛‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الإعلاميين‭ ‬بالعراق‭ ‬والحقيقة‭ ‬مازالت‭ ‬ضائعة‭.‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬نشتاق‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬النجوم‭ ‬في‭ ‬الليل‭ ‬ذلك‭ ‬أنَّ‭ ‬كل‭ ‬البيوت‭ ‬في‭ ‬المهاجر‭ ‬بلا‭ ‬سطوح‭. ‬الذكريات‭ ‬هي‭ ‬حياتنا‭ ‬الثمينة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يسمح‭ ‬لنا‭ ‬الأوغاد‭ ‬والطغاة‭ ‬أنْ‭ ‬نعيشها‭ ‬بطريقة‭ ‬صحيحة‭. ‬ايتها‭ ‬المنطقة‭ ‬الخضراء‭ ‬تبَّاً‭ ‬لكِ‭ ‬لقد‭ ‬أصبح‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬وطني‭ ‬قبوراً‭ ‬متنقلة؛‭ ‬مازالت‭ ‬الخوذة‭ ‬على‭ ‬رأسهِ‭ ‬لأن‭ ‬الحرب‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬بعد‭. ‬الوطن‭ ‬يغرق‭ ‬بالأمطار‭ ‬والمنطقة‭ ‬الخضراء‭ ‬تغرق‭ ‬بالدولار‭. ‬الليالي‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يبزغ‭ ‬فيها‭ ‬القمر‭ ‬يحبها‭ ‬اللصوص‭ ‬ويكرهها‭ ‬العشاقْ‭. ‬أنقى‭ ‬الثورات‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬يشعلها‭ ‬المطر‭. ‬هو‭ ‬يحبكِ‭ ‬والبرهان‭ ‬جنونه‭. ‬المعمَّمون‭ ‬يسرقون‭ ‬بيوتكم‭ ‬عندما‭ ‬تذهبون‭ ‬إلى‭ ‬الصلاة‭. ‬كل‭ ‬الشعوب‭ ‬التي‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬التحرير‭ ‬تشعر‭ ‬بالندم‭ ‬الآن؛‭ ‬لأنَّ‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع‭ ‬المزيَّفة‭ ‬جاءت‭ ‬بطغاة‭ ‬أكثر‭ ‬قسوة‭ ‬لهم‭ ‬برغم‭ ‬أنوفهم‭ ‬وأحلامهم‭. ‬تظنهُ‭ ‬هجرها‭ ‬والحقيقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعرفها‭ ‬أنَّ‭ ‬قلبهُ‭ ‬ماعاد‭ ‬جديراً‭ ‬بعشقها‭. ‬لأنَّهُ‭ ‬قرَّرَ‭ ‬أنْ‭ ‬يصرف‭ ‬ما‭ ‬تبقَّى‭ ‬من‭ ‬نبضاته‭ ‬لأجل‭ ‬الفقراء‭ ‬حاصرته‭ ‬المنطقة‭ ‬الخضراء‭. ‬ما‭ ‬من‭ ‬سعادة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬والبرهان‭ ‬أنَّ‭ ‬الله‭ ‬وعدنا‭ ‬بالجنة‭ ‬في‭ ‬السماء‭. ‬أحبُّكِ‭ ‬حين‭ ‬ينطقها‭ ‬يشعرُ‭ ‬أنَّ‭ ‬الأرض‭ ‬تختفي‭ ‬بفمه‭. ‬صفقة‭ ‬الموازنة‭ ‬اكتملتْ،‭ ‬هزُّوا‭ ‬دفوفكم‭ ‬وأردافكم‭ ‬وارقصوا‭ ‬جيدًا‭ ‬لتنفيذها‭ ‬حتى‭ ‬تنهبوا‭ ‬ما‭ ‬تبقَّى‭ ‬لمناصبكم‭ ‬أيها‭ ‬المهرجون‭. ‬أمام‭ ‬الملأ‭ ‬بخشوعٍ‭ ‬يقبـِّلونَ‭ ‬عتبات‭ ‬مراقدنا‭ ‬وتراب‭ ‬كربلاء‭ ‬وفي‭ ‬الخفاء‭ ‬برعونةٍ‭ ‬وغدر‭ ‬ٍيجيئون‭ ‬بالمفخخات‭ ‬ويطلقون‭ ‬الرصاص‭ ‬من‭ ‬كواتمهم‭ ‬على‭ ‬قناديل‭ ‬العراق‭ ‬يالهذا‭ ‬النفاق‭. ‬إلهي‭ ‬لماذا‭ ‬هذا‭ ‬العراق‭ ‬الجميل‭ ‬ينتقل‭ ‬من‭ ‬طاغيةٍ‭ ‬الى‭ ‬طاغيةٍ‭ ‬لماذا‭ ‬يا‭ ‬إلهي؟

زر الذهاب إلى الأعلى