الرئيس الصيني يساهم بالحكمة الصينية لمواجهة التحديات العالمية
اجنادين نيوز / ANN
بقلم الإعلامية صينية سعاد ياي شين هوا
منذ يناير الماضي، أصبحت الصين، عقب الهند، دولة رئاسة دورية لمجموعة البريكس. وخلال الأشهر الماضية، قد استضافت الصين عددا كبيرا من الاجتماعات والأنشطة المعنية وعلى مختلف المستويات في ظل تفشي الوباء الناجم عن فيروس كورونا المستجد، ما دفع تحقيق نتائج مثمرة بين دول البريكس في مختلف المجالات، وأنشأ أساسا وتينا لإقامة قمة البريكس الرابعة عشرة.
ويعتبر مصطلح “بريكس” اختصاراً لمجموعة الأسواق الناشئة التي تضم: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. وتأسست المجموعة عام 2006، وبعد تطورها لمدة 16 سنة، قد أصبحت آلية البريكس منصة هامة تتعامل فيها الأسواق الناشئة والدول النامية، من أجل تحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، كما تمثل قوة مهمة في دفع تحول النظام الدولي وتحسين الحوكمة العالمية وتعزيز التنمية المشتركة .
في يوم 22 يونيو، حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ الجلسة الافتتاحية لمنتدى الأعمال لدول البريكس عبر الفيديو وألقى كلمة رئيسية فيها تحت عنوان “مواكبة العصر وخلق مستقبل مشرق”.
وأشار الرئيس شي في كلمته إلى أنه في الوقت الراهن، تتشابك وتتفاعل آثار التغيرات غير المسبوقة في العالم منذ مائة سنة وجائحة القرن، حيث تظهر التحديات الأمنية المختلفة بلا نهاية، وتتعثر عملية التعافي الاقتصادي العالمي، وتتعرض التنمية العالمية لانتكاسات كبيرة.
لكن، لن تتغير التطلعات للتعاون المشترك في مواجهة التحديات، مهما كانت تغيرات الأوضاع في العالم.
وقدم الرئيس شي مقترحات الصين في مواجهة التحديات العالمية.
أولا، يتعين على دول العالم بذل جهود مشتركة للحفاظ على السلام والاستقرار في العالم عبر التضامن والتعاون. وقال شي جين بينغ إن التاريخ المؤلم قد أثبت أن الهيمنة وسياسة التكتلات والمواجهة بين المعسكرات لن تأتي بالسلام والأمن، بل ستؤدي إلى حروب وصراعات. ويجب على المجتمع الدولي أن ينبذ اللعبة الصفرية، ويعارض سويا الهيمنة وسياسة القوة، ويبني نوعا جديدا من العلاقات الدولية على أساس الاحترام المتبادل والعدالة والإنصاف والتعاون والكسب المشترك، ويكرس الوعي بمجتمع المستقبل المشترك الذي يتميز بتقاسم السراء والضراء، حتى يسطع نور السلام على العالم.
ثانيا، يتعين على مختلف الدول بذل جهود مشتركة لتعزيز التنمية المستدامة في العالم عبر التآزر والتساند. وفي العالم الماضي، طرح الرئيس شي مبادرة التنمية العالمية، التي تدعو إلى التركيز على تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، والدفع بإقامة الشراكة التنموية العالمية المتميزة بالتضامن والمساواة والتوازن والنفع للجميع، والدفع بالتعاون على نحو شامل في مجالات الحد من الفقر والصحة والتعليم والترابط الرقمي وعملية التصنيع. وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمنتدى الأعمال لدول البريكس، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ مجددا أنه ينبغي أن تتمسك دول العالم بوضع تطلعات الشعوب والمصلحة العامة في المقام الأول، وتدفع بدخول التنمية العالمية إلى العصر الجديد، بما يعود بالخير على شعوب العالم.
ثالثا، بذل جهود مشتركة لتحقيق التعاون والكسب المشترك بروح الفريق الواحد. وأكد الرئيس شي أن الحقائق أثبتت مرارا وتكرارا أن العقوبات تعتبر السيف ذا الحدين، وأن تسييس الاقتصاد العالمي واستخدامه كأداة وسلاح وفرض العقوبات العشوائية باستغلال الموقع القيادي في النظامين المالي والنقدي الدوليين، الأمر الذي سيضر في نهاية المطاف بكافة الأطراف ويلحق أضرارا بشعوب العالم.
رابعا، دعا الرئيس شي دول العالم إلى بذل جهود مشتركة لتوسيع الانفتاح والاندماج عبر التسامح والشمول، مؤكدا ضرورة الحفاظ على نظام التجارة المتعددة الأطراف الذي تكون منظمة التجارة العالمية مركزا له، وإزالة الحواجز التجارية والاستثمارية والتقنية، والدفع ببناء اقتصاد عالمي منفتح.
كما جدد الرئيس الصيني شي جين بينغ عزم الصين في مواصلة تعزيز انفتاحها أمام العالم، وأعرب عن ترحيبه للاستثمارات الأجنبية في أرجاء الصين.
هذا وعقد منتدى الأعمال لدول البريكس عام 2022 في يوم 22 يونيو في العاصمة الصينية بكين بشكل حضوري وافتراضي، وحضر الجلسة الافتتاحية للمنتدى رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا والرئيس االبرازيلي جايير بولسونارو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وألقوا كلمات فيها. كما حضرها وزراء الاقتصاد والتجارة لدول البريكس وسفراؤها لدى الصين وممثلو قطاع الأعمال وغيرهم من قرابة 1000 شخص.
ومن المتوقع أن تقام قمة بريكس ال14، عبر دائرة الفيديو خلال يومي 23 و24 من يونيو الجاري، وتحت عنوان “تعزيز شراكة بريكس عالية الجودة، الولوج في عصر جديد للتنمية العالمية”.