التغيرات المناخية والمخاطر البيئية

اجنادين نيوز / ANN

بقلم الدكتورة كريمة الحفناوي

إن تغير المناخ يعد من القضايا التى تحظى باهتمام كبير على مستوى دول العالم بسبب التهديدات التى تفرضها آثار تغير المناخ على التنمية المستدامة، والتى تؤثر على خطط التنمية والأمن الغذائى وتوافر المياة، وبالتالى ستؤثر على الأمن القومى، حيث سيعانى العالم من ارتفاع معدلات الفقر وتحديات أخرى كثيرة.
فى كلمته فى المنتدى الاقتصادى العالمى (دافوس) 2021 حث وزير الإيكولوجيا والبيئة الصينى دول العالم على تشكيل جبهة واحدة لمعالجة أزمة المناخ وذلك لتكريس أسلوب أخضر، والعمل على تحييد الكربون عام 2060، وأضاف “هناك أرض واحدة فقط ومستقبل واحد للبشرية نحن بحاجة للعمل معا لمواجهة تغير المناخ لأننا مجتمع واحد للوصول إلى صافى صفر إنبعاثات”.
وقال الرئيس الصينى شى جين بينج فى خطابه فى مؤتمر إحياء الذكرى الخمسين لاستعادة المقعد الشرعى لجمهورية الصين الشعبية فى الأمم المتحدة 1971 – 2021 “بالنسبة لتغير المناخ، ينبغى على الدول اتخاذ إجراءات عملية لحماية الحدود الأمنية للطبيعة، وتشجيع الانتعاش الأخضر، والتعاون يدا بيد والعمل سويا على بناء عالم يسوده السلام والازدهار والتسامح والنظافة والجمال”.
كما وعد الرئيس الصينى فى كلمته فى الدورة 76 للأمم المتحدة (21 سبتمبر 2021) دول العالم بالتزام الصين بتكثيف دعمها للدول النامية فى تطوير طاقة خضراء ومنخفضة الكربون، ولن تبنى مشاريع طاقة جديدة تعمل بالفحم.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية فى كلمته أمام قمة منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة والمناخ فى السابع عشر من يونيو 2022 تحت رعاية الرئيس الأمريكى جو بايدن “إن شعوب العالم تتطلع إلى نتائج ملموسة تسهم فى إحداث تغيير حقيقى على الأرض ينقلنا من مرحلة التفاوض حول النصوص والإعلان عن التعهدات إلى مرحلة التنفيذ الفعلى على جميع المستويات للوصول إلى أهداف اتفاق باريس”.
وفى الحوار الذى أجرته الصحفية بحريدة الأهرام سارة العيسوى (والذى نُشِر فى التاسع من يوليو 2022) مع “جيلسومينا فيجليوتى” نائبة رئيس بنك الاستثمار الأوروبى، والذى أصبح اسمه “بنك المناخ”، بعد أن وضع البنك قضية التغير والتكيف البيئى على رأس أولوياته وخصص 50% من تمويلاته للعمل المناخى والاستدامة البيئية، أكدت نائبة رئيس البنك على أن بنك المناخ ملتزم بدعم تنظيم مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ فى دورته ال27 والتى ستمثل فرصة جيدة لإعادة رسم خريطة العالم الخضراء.
واستكملت السيدة فيجليوتى “تمثل استضافة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ نقطة تحول باعتبارها دولة محورية فى المنطقة والقارة الإفريقية وهى المنطقة الأقل تسببا فى الانبعاثات الكربونية، والأكثر تأثرا بسبب نقص الإمكانيات، لذا بنك الاستثمار الأوروبى ملتزم بتقديم كافة أوجه الدعم، للمساعدة على نجاح الاجتماعات، وسنعمل مع الحكومة المصرية على تفعيل استراتيجية التكيف المناخى، التى تم إقرارها فى الدورة الأخيرة فى جلاسكو، وكذلك استمرار العمل على تنفيذ التعهدات الدولية تجاه قضايا المناخ والتكيف البيئى”.
ومع إطلاق الحكومة المصرية “الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية2050” قامت مؤسسة القيادات المصرية للتنمية فى 21 مايو 2022 بعقد لقاء بالتعاون مع جهاز شئون البيئة، ووزارة الشباب والرياضة تحت عنوان “مبادرة رواد/ رائدات التغير المناخى” وذلك لعمل تدريب توعوى حول التهديدات التى تفرضها آثار تغير المناخ على التنمية المستدامة. وعُقِد اللقاء بحضور الأكاديميين والإعلاميين والمتخصصين فى مجال شئون البيئة من كافة المؤسسات والهيئات المعنية.
وفى هذا اللقاء تناول الدكتور فؤاد زكريا (الأستاذ بمعهد البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومى للبحوث) عدة نقاط هامة منها المؤشرات الدالة على التغيرات المناخية وهى ذوبان الجليد، وارتفاع درجة الحرارة، وزيادة متوسط ارتفاع مستوى سطح البحر، والأمواج العالية، وتغيرات فى الشعب المرجانية، وزيادة فى درجة حرارة البحار والمحيطات، وتآكل الشواطىء، وتغيرات فى أنماط تساقط الأمطار والثلوج، بجانب العواصف والأعاصير، وكثرة حرائق الغابات.
وأضاف الدكتور فؤاد أن كل ذلك يؤدى إلى التأثير على صحة الإنسان فى كل أنحاء العالم وإلى ظهور أمراض جديدة لم تكن موجودة، بل وعودة أمراض أخرى، نتيجة لهجرة الحيوانات والطيور والحشرات من موطنها إلى مواطن أخرى.
كما أشار الدكتور زكريا فؤاد إلى أن للاحتباس الحرارى آثاره على زيادة التصحر والجفاف مما يؤدى لفقدان الأراضى الصالحة للزراعة وبالتالى يؤثر على الأمن الغذائى العالمى مسببا المزيد من المجاعات، واختتم كلمته بقوله “إن قطاع الزراعة من أكثر القطاعات عرضة للتأثيربالتغيرات المناخية فى حين أنه يسهم فى زيادة معدلات الأوكسجين وخفض انبعاثات الكربون”.
ومن المعروف أنه حتى الآن لم تف الدول الصناعية الكبرى بالتزاماتها تجاه الدول النامية من أجل تخفيف الآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية، والاحتباس الحرارى، وأثارة على توزيع المياة والتصحر وجفاف مناطق كثيرة فى الوطن العربى وإفريقيا.
إننا نطالب الدول الكبرى بالوفاء بالتزاماتها ناحية دول الجنوب ودعمها للتغلب على الصعوبات المناخية، كما إننا بحاجة إلى مزيد من المبادرات، وتحسين التعاون المتعدد الأطراف فى مجال التمويل، نظرا للحاجة لتوفير مبالغ مالية ضخمة للتصدى للتغيرات المناخية والمخاطر البيئية.

زر الذهاب إلى الأعلى