الصين تعمل دائما على تنفيذ الحكم الذاتي الإقليمي وضمان حقوق الأقليات القومية المشروعة
اجنادين نيوز / ANN
الصحفية صينية سعاد ياي شين هوا
تعيش في الصين 55 أقلية قومية، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة، محتلا أكثر من 8 في المائة من إجمالي عدد سكان البلاد. وتنتشر معظم الأقليات القومية في غربي الصين والمناطق الحدودية بجنوبي الصين وشماليها. في الوقت الحالي، وضعت الصين في هذه المناطق 5 مناطق ذاتية الحكم على مستوى المقاطعة و30 ولاية ذاتية الحكم ونحو 120 محافظة ذاتية الحكم، وتحتل مساحتها أكثر من 64 في المائة من إجمالي مساحات أراضي الصين.
وخلال أكثر من 70 سنة مضت منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية وخاصة خلال أكثر من 40 سنة الماضية منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، حققت مختلف القوميات في الصين ازدهارا وتقدما مشتركا، وذلك يرتبط ارتباطا وثيقا بنجاح تنفيذ نظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي الذي تمتاز بها الصين والذي يعني أن أجهزة الحكم الذاتي في المناطق المأهولة بالأقليات القومية تمارس حقوق الحكم الذاتي، ويجري ذلك تحت قيادة البلاد. ويهدف هذا النظام إلى حماية ممارسة أبناء الأقليات القومية لحقوقهم بصفة أسياد الدولة وكذلك لتنفيذ الحكم الذاتي في مناطقهم المحلية.
تعتبر شينجيانغ إحدى مناطق ذاتية الحكم على مستوى المقاطعة، واسمها الكامل منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور، وتقع في شمال غربي الصين وتحتل سُدس مساحة الدولة الصينية. وتتمتع شينجيانغ بموارد وافرة وأراض شاسعة. ويعيش فيها أبناء من مختلف القوميات الصينية. وخلال جولته التفقدية الأخيرة لمنطقة شينجيانغ، أشار شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ورئيس الصين، ورئيس اللجنة العسكرية المركزية للحزب إلى أن “بلادنا دولة موحدة متعددة القوميات، وأن التكامل التعددي للأمة الصينية سمة مميزة لبلادنا. وقد عملنا بصورة خلاقة على الدمج بين النظرية العرقية للماركسية والواقع الملموس لقضية القوميات الصينية، وأقررنا النظرية القومية والسياسة القومية ومحتواهما الرئيسي هو المساواة بين القوميات والتضامن القومي والحكم الذاتي الإقليمي للأقليات القومية وتحقيق الازدهار والتنمية المشتركة لكافة القوميات، مما حقق المساواة والتضامن والتقدم بين كافة القوميات بالمعنى الواقعي في ظل النظام الاشتراكي. وذلك يدل على أن نظريتنا وسياستنا القومية جيدة وفعالة”.
وبالإضافة إلى شينجيانغ، تعد نينغيشيا منطقة أخرى ذاتية الحكم بشمال غربي البلاد، واسمها الكامل منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي. وبسبب موقعها الخاص، تعتبر منطقة نينغشيا من أكثر المناطق عرضة للتصحر في الصين. وظل هناك قول ينتشر في المنطقة وهو “تهب ريح كل سنة، وتهب من الربيع حتى الشتاء، وانتشر الرمل في كل مكان، أصبح الكثيب أعلى من البناية”.
وخلال السنوات الأخيرة، اتخذت منطقة تينغشيا العديد من الإجراءات للوقاية من التصحر ومعالجته، كما عملت على تشجيع المؤسسات والأفراد على التشجير وزرع الأعشاب. وبالإضافة إلى ذلك، خصصت المنطقة أموالا ضخمة لبناء منشآت الري، ونفذت حظر الرعي وتحويل الأراضي الزراعية إلى الغابات والأعشاب وغيرها من المشاريع البيئية. وبالإضافة إلى ذلك، قدمت الحكومة المركزية تعويضات للمجموعات والأفراد الذين قدموا مساهمات في تحسين البيئة وفقا لآليات التعويض المناسبة، حتى قدمت الأموال لمساعدة المواطنين الفقراء الذين تنقصهم ظروف الحياة الأساسية على نقلهم إلى المكان الآخر.
ومع تحسن البيئة، يزداد حجم انتاج الحبوب في منطقة نينغشيا سنة بعد سنة. وتعمل حكومة منطقة نينغشيا على تعزيز جهودها في إعداد الكوادر من الأقليات القومية ونمو أعمال التعليم القومي، من أجل تحقيق التعايش المنسجم بين أبناء من مختلف القوميات وإسعادهم. وكل ذلك يرتبط إرتباطا وثيقا بتنفيذ نظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي.
ويرى محللون أنه رغم أن معظم الدول في العالم هي دول ذات قوميات عديدة، غير أن قليلا من الدول بما فيها الصين وضعت المناطق الذاتية الحكم للأقليات القومية. وأصبح نظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي الصيني نموذجا ناجحا لحل المشاكل القومية في العالم. ووفقا لنظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي في الصين، يمكن للأقليات القومية أن تنفذ حقوق الحكم الذاتي، وبإمكانها أن تشارك من خلال هذا الأسلوب في التشريع وإدارة البلاد أيضا. لذلك، فإن هذا النظام يسهم في تحقيق المساواة بين مختلف القوميات والنمو المشترك والإزدهار والتقدم وكذلك حماية التوحيد والأمن الوطنيين.