مرحلة مقتدى الصدر
اجنادين نيوز / ANN
سليم الحسني
نختلف معه أو نؤيده، فوفق حسابات الميدان، مقتدى الصدر هو الأقوى سياسياً، وقادة الكتل الشيعية والسنية والكردية يتبعون إرادته. في السياسة الغلبة للأقوى. وسواء كان مقتدى الصدر يقوم بذلك عن خطط مسبقة أم لا، فان النتيجة واحدة.
لا يتحكم مقتدى الصدر بجمهوره فقط، إنما بالقيادات السياسية أيضاً. يستطيع أن يجعلهم يتجهون يميناً، ثم بلحظة مفاجئة يغيّر الاتجاه يساراً، فيسارعون الى اتباعه. ولكي يؤكدوا له أنهم لا يخالفون إرادته، يصدر بعضهم بيانات التأييد في الحالتين.
يقول البعض: إنه ليس قوياً، لكن ضعف الآخرين يخلع عليه مظهر القوة. هذا كلام ينفع من يحاول إقناع نفسه بالرضا. أما الميدان فانه يضحك من هذا الكلام، فالأرض تشعر بوزن من يمشي عليها، لا بمن يحلّق في الفضاء.
يقول البعض: لو جدّ الجد سترون من يملك الجماهير والساحة. يضحك التاريخ ساخراً، فلقد سمع هذا القول يتكرر عبر آلاف السنين.
مقتدى الصدر يتعامل بواقعية الساحة، يعرف جمهوره ويعرف خصومه. فما الذي يجعله يتردد عن اقتحامها؟ وما الذي يعيقه عن تنفيذ ما يريد؟
هل ستواجهونه بمواد الدستور؟ جرّبوا ذلك، سيقوم بخطوة جديدة تجعلكم تلجأون الى المحكمة الاتحادية لتحصلوا على تفسير دستوري ينسجم مع ما يريد.
سيعتب عليّ الأصدقاء المتحمسون على هذا المقال، وليس عندي جواب سوى أن أكرر القول إن العلماء أجروا تجربة الضفدع في الماء الساخن، فلم يقفز من الوعاء حتى مات. وبعض القادة ضفادع، أو أن مقتدى الصدر صيّرهم ضفادع.
٥ آب ٢٠٢٢