الحزب الشيوعي الصيني في العصر الجديد
اجنادين نيوز / ANN
احمد محمد علي
كانت الصين، في الماضي مستعمرةً من قبل القوى الإمبريالية الغربية واليابانية، وكانت تعيش في وضع مظلم وأليم جراء هذا العدوان الداخلي والخارجي.
لقد عانى الشعب الصيني من تلك الحروب؛ لإخراج الاستعمار الأجنبي، وتحسين الوضع المعيشي مرارا وتكرارا ، وفشلوا مرارا وتكرارا، حتى شكلت انتفاضة الرابع من مايو نقطة التحول في التطور الفكري الصيني ونهضته،
حيث هزت الاحتجاجات الشعبية في جميع أنحاء البلاد ضد السلطة الرجعية وقد قام الطلاب والعمال بتنظيم إضرابات مطالبين بإنهاء نتائج فرساي ورفض احتلال اليابان لشاندونغ.
ولم تكن الحركة العمالية في الصين ابدا كالحركة العمالية في باقي الدول الخاضعة للسيطرة الاستعمارية ، والمقتصرة على المكاسب الاقتصادية فقط، ورفع الاجور وساعات عمل اقل وتحسين الظروف الملائمة للعمال، وانما كانت حركة سياسية موجهة ضد التسلط العسكري والامبريالي .
وقد عززت حركة الرابع من مايو الصحوة العظيمة للشعب الصيني وبها أدرك، ضرورة إنشاء حزب بروليتاري؛ يكون منظِما للثورة ونبراسا وضوءا لها..
أن حركة الرابع من مايو فتحت الباب أمام انتشار الماركسية في الصين ، وخلقت بالتالي ظروفًا غير مسبوقة لتغيير مسار ورحلة التاريخ الصيني الحديث.
وبمجرد ولادة الحزب الشيوعي في العام 1921، أخذ على عاتقه المهمة التاريخية المتمثلة في تحقيق النهوض للأمة الصينية.
كان تأسيس الحزب الشيوعي حتمية لتطور تاريخ الصين الحديث؛ حيث بدأ الحزب الشيوعي الصيني في استكشاف الطريق لإنقاذ الأمة الصينية، وكان رادفا للسير الدؤوب للشعب في النضال من أجل الخلاص الوطني، والاستقلال وتوحيد الأمة الصينية..
لقد أدرك الحزب أن التناقض الرئيسي في المجتمع الصيني هو التناقض بين الإمبريالية والشعب الصيني، والتناقض بين الإقطاع والشعب.
ولقد كافح الحزب الشيوعي الصيني متسلحا بإرادة الشعب- ولا غيرها- لنيل الاستقلال الوطني، ولتحقيق حياة أفضل للصينيين؛ وهي الأهداف التي كانت هي العجلة الحقيقية لدفع نضال الحزب الشيوعي الصيني إلى الأمام في ذلك الوقت، والتي مكنت الحزب من تجاوز الصعوبات والمشقات في حروبه ضد الاستعمار والقوى الرجعية، وصولا إلى توحيد البلاد وهزيمة الإمبريالية واليابانيين وخسارة رجعيي الكومينتانغ.
استلم الحزب الشيوعي السلطة في العام 1949، معلنا تأسيس جمهورية الصين الشعبية.
وكانت هذه السنوات، هي سنوات كفاح الشعب الصيني في الحقيقة بمختلف قومياته حتى قال الرفيق الخالد “ماو تسي تونغ” في ذلك:
«إن الصينيين الذي يشكلون ربع الجنس البشري قد نهضوا على أقدامهم منذ اليوم».
تحمل الحزب الشيوعي الصيني بوعي ناضج مهمته التاريخية، في أخذ زمام المبادرة التاريخية لتحمل المسؤولية الكبرى في إنقاذ الأمة وتحقيق نهضة الأمة الصينية.
و يوضح تاريخ الصين الحديث أنه بدون الحزب الشيوعي ليس هناك صين جديدة.
وقد قال الرفيق شي جين بينغ: «لفهم الصين اليوم ، يجب على المرء أن يفهم الحزب الشيوعي الصيني»
ويكتسب العصر الجديد أهمية خاصة في تاريخ الحزب الشيوعي الصيني .
العصر الجديد هو عصر وراثة الماضي والانفتاح في المستقبل .
وان الاقدام على الإصلاح والانفتاح كانت ثورة عظيمة جديدة قادها الشعب في ظل العصر الحديث، والغرض منها تحرير القوى الإنتاجية الاجتماعية وتطويرها ، وتحقيق تحديث الدولة ، وإعطاء حيوية جديدة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية. وان نهضة الصين ليس نهضة دولة أخرى ،بل نهضة ربع سكان العالم أنها نهضة دولة ذات تاريخ طويل وارض شاسعة
حيث حققت الصين إنجازات عظيمة في شتى المجالات ، جذبت انتباه العالم في ظل القيادة الحكيمة للحزب الشيوعي الصيني.
ولعل من أهم منجزات الحزب الشيوعي الصيني تتمثل في تحقيق التنمية المستدامة، وتحسين المعيشة بصورة كبيرة، والقضاء على الفقر؛ حيث تم انتشال العديد من الفقراء الصينيين من الفقر بفضل جهوده الحثيثة.
وتقليص الفجوة في مستويات المعيشة بين سكان الحضر والريف بشكل كبير، لتشكل أكبر مجموعة متوسطة الدخل في العالم.
إن بشموليتها الإنسانية، لم تنس بعد نهضتها تلك الشعوب المنكسرة والمسحوقة تحت وطأة الاستعمارات الأجنبية، إذ قدمت المساعدة والدعم لكل من يحتاجه، لا سيما تلك البلدان الأقل نموا، كي تساعدها في سبيل القضاء على الفقر.
وقد استمرت الصين في التطور في باقي المجالات فأصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأكبر دولة صناعية، وأكبر دولة احتياطي للنقد الأجنبي.
وزاد تأثيرها الدولي بشكل ملحوظ بجهود الحزب الشيوعي وقيادته في العالم ككل.
ان الصين تتحرك بسرعة لتعزيز اقتصاد صديق للبيئة وأكثر اخضرارًا، مع التزامات قوية تجاه حماية البيئة، والطاقة النظيفة، والحماية الإيكولوجية، وتطوير الصناعات الخضراء.
وتحسنت البيئة بشكل كبير، وارتفع معدل تغطية الغابات.
إن أحد الأسباب المهمة التي جعلت الحزب الشيوعي الصيني قادرًا على اجتياز المصاعب والاستمرار في النمو والتطور هو دمج الجانب النظري مع جانب الممارسة.
فقد رأى نواة الحزب الرفيق “شي جين بينغ”، أهمية دراسة الواقع واستيعاب المتغيرات وتطوير الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وهي الوحدة الديالكتيكية للمنطق النظري للاشتراكية العلمية والمنطق التاريخي، لظروف المجتمع الصيني؛ أي الجمع بين المبادئ الأساسية للماركسية، والواقع الملموس للصين والثقافة الصينية..
وقد شدد الرفيق شي جين بينغ على مسؤولي الحزب ضرورة عدم السعي إلى أي مصالح أنانية، أو فريدة كما أرشدهم إلى تكريس أنفسهم لتحسين حياة الشعب.
إن أهم السمات البارزة التي تميز الحزب الشيوعي الصيني عن غيره من الأحزاب السياسية، هي تلك الشجاعة في إجراء الإصلاح الذاتي.
وإن نجاح الإصلاحات والانفتاح على العالم قد أدخلت الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في حقبة جديدة، عززت بها ثقة مئات الملايين من الناس حول العالم في تحقيق التعاون والتنمية السلمية العالمية.
إن الصين لا تسعى لأن تصبح زعيمة عالمية كما تزعم قوى الإمبريالية، ولا تريد أن تقود دولًا أخرى ، لكنها تنتهج مفهوم المساواة بين الدول، كبيرة كانت أم صغيرة ، قوية أم ضعيفة واحترام خصوصـيات كل البلدان، ومختلف الثقافات.
لقد لعب الرفيق شي جين بينغ دوراً بارزاً فى تعزيز الحوار بين الأمم فى العالم وفقاً لمبدأ “المصير المشترك للبشرية”، وقد كانت فكرة المصير المشترك للبشرية هي فكرة إنسانية جميلة و ما يريد أن يقوله الرئيس الرفيق شي جين بينغ هو أنه لكي تصبح الصين وشعبها سعيدة، يجب أن تكون شعوب الدول الأخرى أيضا سعيدة لأن العالم قرية واحدة.
وقد أشار الرفيق شي جين بينغ إلى ذلك في خطابه الذي ألقاه في جلسة المناقشات العامة للدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأوضح إلى أن الصين تظل دائما من بناة السلام العالمي ومساهما حياً في التنمية العالمية ومدافعا دائما عن النظام الدولي ومزودا كبيرا للسلع العامة، كما أنها ستواصل توفير فرص جديدة للعالم من خلال تنميتها الجديدة.
وأكد الرفيق شي جين بينغ على ضرورة تعزيز التعددية والدفاع عنها، قائلا “إنه لا يتعين لأي دولة أن تسعى للسيطرة على العالم، بل يجب أن تعمل الدول المختلفة معا لتحقيق السلام العالمي والتطور من خلال التعاون، وليس من خلال فرض أفكار على الآخرين بشكل أحادي.
لقد بذل الحزب الشيوعي الصيني منذ تأسيس والى وقتنا الحاضر جهودًا كبيرة للحفاظ على السلام، والتنمية على مستوى العالم، داعيًا إلى الاحترام المتبادل لتحقيق المنفعة المتبادلة.
قال الرفيق شي جين بينغ إن الصين مستعدة للعمل مع جميع الأطراف لدعم التعددية الحقيقية، وإنشاء نوع جديد من العلاقات الدولية من خلال التعاون والمصالح المتبادلة للجانبين والدعوة إلى بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية…
وكما يقول المثل الصيني: “زهرة واحدة لا تعني حلول الربيع، في حين أن مئات الأزهار متفتحة تجلب الربيع إلى الحديقة.”
فالصين مستعده لمواصلة العمل بلا كلل ولا ملل مع جميع البلدان الأخرى وستظل الصين على الدوام من بناة السلام العالمي ، ومساهمًا في التنمية العالمية ، وستساهم بثبات في بناء عالم أفضل للبشرية دون فقر واستغلال.