مروان سوداح.. كاتب شيوعي ممانع برأس من حديد
يتمتع الممانعون الأردنيون بنشاط مفرط، يتفوقون فيه على أقرانهم في سوريا ولبنان وفي مصر وتونس وموريتانية حتى. إذ لا يكفّون عن إرسال الوفود إلى دمشق للتضامن، بمناسبة ومن دون مناسبة، مع نظام الأسد. الناشط والكاتب والصحفي مروان سوداح عيّنة مثالية عن هذا النوع.
كل شهر، ومن غير تعب، يكتب سوداح كثيراً عن الصين وكوريا الشمالية وروسيا، وعن جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق في وسط آسيا، وعن إيران فـ سوريا، وصولاً إلى كوبا وفنزويلا. يخلو ما يكتبه من الأفكار ومن الأخبار حتى. إنشاء محض يُبجّل أنظمة الحكم القمعية المناوئة للغرب فحسب.
وحسب سيرته الذاتية، يترأس سوداح «الاتحاد الدولي للصحفيين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين»، ويترأس «رابطة القلميين، محبي بوتين وروسية في الأردن والعالم العربي»، ويترأس «المجلس العربي للتضامن مع الشعب الكوري، ومناصرة توحيد شطري كوريا»، وكذلك يترأس «المجلسين الأردني والعربي للتضامن ومناصرة شعب الجبهة الوطنية الديمقراطية المعادية للإمبريالية في جنوب كوريا، ونصيرُ فرعها في بيونغ يانغ»، وبالطبع فهو مؤسس ورئيس «المجلس العربي الالكتروني للتضامن مع سوريا»، فضلاً عن تأسيسه وترأسه لأكثر من (15) تجمعاً آخر، معظمها عابر للحدود.
يُبدي سوداح تعلقاً خاصاً بكوريا الشمالية، فيكتب أنها بلد عظيم «بقيادته الزوتشيه، ومبادئه الثابتة التي لا يَنضب مَعينها ولا يَخبو أُوارها»، لأنّ «السؤدد العلمي الكوري الراهن لم يَسبق له مَثيل». لا يقف سوداح عند السؤدد الكوري الشمالي في الكرة الأرضية، بل يؤكد «كوريا (كيم جونغ وون) سَبقت غالبية دول العَالم، وتربّعت على عرش الكون» بجهود «المُطوّر الزاهر كيم جونغ وون»، وقبله والده «لمُعزّز كيم جونغ إيل»، وقبله الجدّ المؤسس و«المُحرّر كيم إيل سونغ»، حسبما ما يكتب سوداح في الذكرى الـ69 لـ «ميلاد الدولة الاشتراكية الزوتشيه الكورية». ولا يمنعه ولَعه بالنظام في كوريا الشمالية أو غيرها من الأنظمة المشاكسة للغرب، من التوقف عند نظامٍ ودولة أقلّ حدّة مثل أوزبكستان، حتى لو كان ما يكتبه عنها مجرد تخريف محض يجعل من اقتصادها مشابه لاقتصاد النرويج.
لـ سوداح اهتمامات فكرية وفلسفية الطابع، يكشف عنها متابعته النقدية الحثيثة، وتأمله ثم إعادة نشره –في موقع إنباء الذي يترأس تحريره-«خواطر أبو المجد»، التي يكتبها ضابط المخابرات السابق وسفير الأسد في الأردن، بهجت سليمان.
ورغم نشأته كـ شيوعيّ منذ سبعينات القرن الماضي، ورغم آلاف المواد التي كتبها، وآلاف المهرجانات واللقاءات والاجتماعات والوفود التي شارك فيها منذ سبعينات القرن الماضي، كماركسيّ عنيد، ظل سوداح مغموراً وخامل الذكر، إلا في مرة وحيدة ذكر فيها اسمه على نطاق أوسع. وكانت حين تولى منصب نائب رئيس «المركز الأردني التايلندي للتأمل وتطوير الذات»، الذي افتتحه سفير تايلند في العام 2010. آنذاك برز اسم سوداح على نطاق أوسع متّهماً –من غير وجه حق- بالتبشير والدعوة لاعتناق الديانة البوذية.