جُزر القمر والصين: علاقات تعاون وتَساند مُثمر
اجنادين نيوز / ANN
بقلم: إبراهيم حمدان
*تحرير وتدقيق: الأكاديمي مروان سوداح
*الكاتب معتمد لدى شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية، ومستشار رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، وأمين الشعبة المركزية للحزب الاتّحادي لتنمية جُزر القَمر في جزيرة القَمر الكُبرى – نجَازِيجا “UPDC”.
تتميز العلاقات القمرية الصينية بالصداقة والتعاون والتساند المتبادل، ويرى الشعب القَمري وقواه السياسية أن جمهورية الصين الشعبية تُشكِّل بالنسبة إلينا في الجُزر حليفاً وسنداً حقيقياً في مختلف المجالات، برَغم صِغر مساحة جُزر القمر ومحدودية عدد سكانها، وعِظم مساحة الصين وكثرة مواطنيها، والفرق بالتالي بين قُدرات الدولتين اقتصادياً وقواهما البشرية المنخرطة في عملية الانتاج. ولهذا، يمكننا القول بكل ثقة وثبات، أن الأخوّة القمرية الصينية تترسخ على قاعدة إنسانية بحت، وهو ما يمكنه أن يدفع بالعلاقات الثنائية بين بلدينا خطوات كبرى واسعة إلى الأمام.
يَعرف الجميع، ان الفِكر الصيني يتسم بالانسانية والعدالة المتوارثة عبر القرون، وبخاصة في الفلسفة الاشتراكية التي تأصلت في مفاعيل العلاقات الصينية الداخلية والخارجية. ولهذا، يَنظر الانسان الصيني لنفسه على أنه كيان مستقل، يتحلى بقدرات عظيمة مسنودة من الايديولوجيا السائدة في بلده، والتي يتم تفعيلها في مختلف أشكال العلاقات الخارجية. ومن هنا، يسعى الشعبان القمري والصيني إلى نقل محركات هذا الفكر إلى بلدينا وتوسيعها، في سعي لبناء صروح متجددة لابداعات تتصف بها صلات بلدينا وقطرينا المتآخيين. ولا بد لي من القول، وقد سبق لي شرف زيارة الصين بدعوة رسمية والاطلاع على وقائعها، أن المجتمع الصيني يشبه خلية نحل، تعمل سوياً بدافع التكاتف والتضامن الاجتماعي والمنفعة المشتركة، وهذا الواقع يعكس التنافس الذي تكون فيه المنفعة المجتمعية هي المحرك، لأنها تنعكس مادياً وفكرياً ونفسياً بالايجاب على الجميع، ذلك أن لكل مواطن مسربه ومكانه وبالتالي مكانته في العمل المحدد، الذي يُكمّله بالتعاون مع آخرين، كما هي النحلة النشطة التي تتعاون مع الزهرة لصنع العسل ولتخصيب الزهرات الأخريات.
وفي الدبلوماسية وأخبارها ويومياتها، فقد سبق للرفيق وانغ يي أن صرح أن الصين كانت أول دولة تعترف باستقلال جُزر القمر، وأقامت علاقات دبلوماسية معها. وعلى مدار السنوات الطويلة الماضية؛ منذ إقامة هذه العلاقات الدبلوماسية؛ ظلت العلاقات بين البلدين صادقة وودية وستكون ذلك على المدى، وقد باتت نموذجاً للمساواة والتعاون المُربح للجانبين بين الدول الكبيرة والصغيرة. كما وأكد وانغ يي، على الأهمية الكبيرة التي توليها الصين للعلاقات بين البلدين، معرباً عن سعادته للتعاون المتبادل المنفعة بين البلدين في شتى المجالات، وأن تعطي زخماً متجدداً للتنمية الصحية وفي غيرها من الفضاءات، والمستقرة للعلاقات الثنائية.
في سياسة جُزر القمر الواضحة المَعَالم والتي كانت وهي تستمر على ما بَنَت سياستها عليه مع الصين، تمسكها الثابت والدائم بسياسة صين واحدة، وبأن تايوان جزء من البر الصيني، وفي هذا الصدد، قيّم الوزير وانغ يي نهج جُزر القمر على الحفاظ على موقفها الصحيح بشأن القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للصين، وأكد إن الصين تدعم بقوة جُزر القمر أيضاً في حماية استقلالها السيادي، ووحَدة وسلامة أراضيها، وكرامتها الوطنية، واستكشاف مسار تنموي يتماشى مع ظروفها الوطنية.