بمناسبة الذكرى ٦٤ على تاسيس العلاقة الدبلوماسية العراقية الصينية
اجنادين نيوز / ANN
بقلم: الكاتب احمد محمد علي
– عضو في الفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، وعضو في جمعية الصداقة العراقية الصينية.
التاريخ عامل هام، لا يمكن تجاهله عند الحديث عن أية علاقات بين طرفين.
إن العراق والصين، يتمتعان بعلاقات صداقة تاريخية مبنية على أساس الاحترام والمنفعة المتبادلة..
فالعراق صاحب حضارة عريقة، ومثلها الصين المعروفة بحضارتها القديمة العريقة، وكلتا الحضارتين لهما إسهامات بارزة في تاريخ البشرية جمعاء.
الصين قدمت الورق والبوصله والطباعة والبارود.. وعرف العراق القديم من خلاله الكتابة والعلوم والفنون..
إن حضارتي بلاد الصين وبلاد ما بين النهرين، قدمتا إرثا بشرياً وعلميا بلغ أقاصي الدنيا، وامتد أثره إلى وقتنا الحاضر.
لقد كانت العلاقات العراقية الصينية، تنفتح على آفاق مشرقة.. حيث يعود عهدها إلى مطلع فترة الدولة العباسية، وخاصة عصرا أبو جعفر المنصور وهارون الرشيد؛ حيث بلغت ذروة العلاقات تجاريا وسياسيا واجتماعيا إلى مستوى كبير
وهناك الكثير من الشواهد التاريخية التي تدل على عمق هذه العلاقات، ومنها ما ترويه سجلات التاريخ من أن امبراطورية تانغ، قد طلبت عام 757 للميلاد، من الخليفه العباسي أبي جعفر المنصور، دعما عسكريا لإخماد الانتفاضة الداخلية.
وهو ما لبّى له العباسيون ذلك، وأرسلوا القوات لمساعدة أسرة تانغ.
حيث تمكنت القوات الصينية، بمساعدة القوات العباسيين من إعادة الأمور إلى مجاريها وإخماد الانتفاضة.
وقد حكي أن أغلب الجنود العباسيين استقرَروا في الصين وتزوجوا وتكاثروا وأرسوا أساسا اجتماعيا جديدا في الصين بعد انتهاء الحرب.
فكان ذلك ملحظا مهما في إعادة الصداقة بين العراق والصين
وبعد ذلك حدث حلف بين تانغ والخليفه هارون الرشيد لاخضاع ملك التبت.
الأمر الذي أدى إلى الاستقرار السياسي في تانغ و تطور العلاقات العراقية الصينية..
أما في التاريخ المعاصر فيذكر أن العلاقات ما بين العراق والصين قد بدأت في سنة ١٩٥٨ بين البلدين، وظل الحفاظ على هذا الود يرسو في جميع المستويات.
في عام 1971 أيد العراق طلب الصين للحصول على مقعد دائم في الأمم المتحدة وصوت لصالح قبول بكين بدلاً من انفصاليين تايوان.
أما خلال العقد الأخير من القرن العشرين بعد اندلاع أزمة الخليج عام 1990 وغزو العراق للكويت، امتنعت الصين عن التصويت على القرار الأممي 678 لاستخدام القوى ضد العراق؛ إذ أنها ترى ضرورة انتهاج الحلول السلمية في حل الازمة.
وفي عام ٢٠٠٣ رفضت الصين الغزو الأمريكي للعراق، ورفضت المشاركة مع أي قوات في العراق، مصرحة عن رغبتها في حل الوضع بشكل سلمي.
وفي ما بعد عام 2003، دعمت الصين الحكومة العراقية؛ حين رحبت الصين بتشكيل مجلس الحكم في العراق، و تدعم مسعى العراق في عودة النظام العام وأن يمارس الشعب العراقي حقوقه الكاملة ووجوب الحفاظ على استقلاله وسيادته وا على وحدة أراضيه.
إن الصين ترغب في بناء نمط جديد من العلاقات الدولية يقوم على المساواة واحترام خصوصـيات كل البلدان ومختلف الثقافات بمفهوم رابطة المصير المشترك للبشرية.
وقد قدّم البناء المشترك لـ “الحزام والطريق” فرصا تاريخية جديدة للتبادلات الصينية العراقية و تعزيز التنمية المستدامة والتبادلات الشعبية والثقافية لبلدين.
ولاستذكار الماضي القديم « طريق الحرير» الذي ترك تراثا نفيسا يجسد مجد وعظمة الحضارتين الصينية والعراقية.
وتعزيز الروابط الشعبية بين البلدين، و التبادل الثقافي الذي يمثل خطوة مهمة في تعزيز الصداقة بين الشعبين الصيني والعراقي والتي تمثل قوة محركة هامة لتعميق الصداقة
ونظراً لادراك أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين
وتقوم العلاقة العراقية الصينية على مبادئ الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية أو السياسات الخارجية.
التزمت الحكومة العراقية حكومة وشعبا على الدوام بمبدأ الصين الواحدة، وامتنعت عن إقامة أي علاقات رسمية أو تبادلات رسمية مع تايوان.
وتعد الصين حاليا أكبر شريك تجاري للعراق، وتعد العراق ثالث أكبر شريك تجاري للصين بين الدول العربية.
وقد شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين قفزة نوعية وتطورا ونموا مزدهرا.
إن العراق يتطلع لمزيد من التعاون مع الصين الصديقة، والمزيد من تعميق هذا التعاون للاستفادة من قدرات وخبرات الصين ونضالات الحزب الشيوعي الصيني في كافة المجالات السياسية والاقتصادية، لكي يتمكن العراق من مواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية وتنفيذ الإصلاحات والبرامج والخطط والمشروعات التي تتبناها الحكومة العراقية.
إن كل ما يتمناه الملايين من العراقيين أن تزداد العلاقات الصينية العربية قوةً على أساس التفاهم والتعاون المشترك القائم على المصالح المتبادلة، والتطلع للمستقبل معًا في تحقيق التنمية والرخاء..