سامي مهدي وداعا
اجنادين نيوز / ANN
صلاح زنكنه
دع الأنذال والسفلة يشمتون بموتك مثلما شمتوا بسعدي يوسف قبلك.
أعرف أنك لا تأبه بالموتورين من أشباه الأدباء وأراذل المثقفين والمعوقين معرفيا والبائسين ابداعا والواقفين على تل الأزبال والنفايات الحزبية والعقائدية والوصولية والناعقين في كل آن وحين, ويعتاشون على فتات سذاجتهم وأورامهم السرطانية.
شخصيا أعذرهم ولا ألومهم كثيرا كون معظمهم ببغاوات يبغبغون بما يسمعون ولا يعرفون سامي مهدي الشاعر المبدع والناقد الفذ والمثقف الحقيقي والإنسان النبيل, وأحد كبار رموز الثقافة العراقية.
تأكد أني لا أرثيك وإنما أذكر ببعض خصالك كي ألجم الشامتين والشاتمين والموتورين الذين يصطادون في المياه العكرة .. جريرتك يا أستاذي أنك كنت بعثيا وهذا قدرك كما أخبرتني ذات يوم في مكتبك نهاية التسعينات .. ومن مفاخرك أنك لم تغادر العراق حتى أخر رمق من حياتك .. وإدناه ما كتبته عنك قبل سنتين في صفحتي على موقع الحوار المتمدن.
الذي يعجبني في سامي مهدي .. إنه عراقي صميمي حد العظم .. وطني بكل معنى الوطنية .. لا يختزلُ في حزب أو مذهب أو طائفة .. يبوح بما يدور ويمور في وجدانه بكل وضوح وصدق وصراحة وجرأة .. وكل هذا يحسب له كونه مثقفا ألمعيا من طراز المبدعين الذين يؤمنون بالمستقبل ولا يحفلون بالعقائد والعقائديين والمتزمتين فكريا .. فضيلته الكبرى أنه يفكر بعقل شاعر وجودي رائي .. يتأمل كثيرا .. ويسخر كثيرا .. ويتألم أكثر .. امتناني الكبير لأستاذي الذي آواني في جريدة حزب البعث (الثورة) وهو يدرك جيدا أنني لا أطيق هذا البعث وطروحاته العقيمة وأنا أكاشفه بهواجسي الغاضبة التي يتعاطف معها بحنو أب يستوعب حماسة ابن شاب بطر لتثير ابتسامته الوديعة الحانية .. أحييكِ بمحبة وجمال وعنفوان وأشد على يديك بشجاعة الفرسان.
وأخيرا .. حين أخبرني صديقي الشاعر أمير الحلاج في مقهى الزهاوي بخبر رحيلك, أجهشت في البكاء, وقلت له سيطبلون ويزمورن ويشمتون به أولئك الأدعياء, ولا يلتفتون لمنجزه الإبداعي الثر.
سلاما لروحك .. وعزائي ومواساتي لأم نوار وابنتيك وكل محبينك.