الاستعمار الأرميني يستهتر بالقوانين الدولية والإنسانية
اجنادين نيوز / ANN
بقلم: الصحفي أفغان غفارلي
ـ تحرير ومراجعة: الأكاديمي مروان سوداح
مئات الآلاف من الأشخاص فُقِدوا نتيجة النزاعات المسلحة في أنحاء مختلفة من العَالم، وبالنسبة لجمهورية أذربيجان، الواقعة في منطقة القوقاز، فهي أيضاً تستمر تعاني منذ سنوات عديدة من مشكلة مواطنيها المفقودين. كان هذا بسبب العدوان العسكري التوسعي لأرمينيا على جمهورية أذربيجان.
بدأ العدوان العسكري الأرميني على أذربيجان في عام 1988. ونتيجة له، احتل العدوانيون الفالتون مِن عِقالهم منطقة قره باغ العليا في جمهورية أذربيجان. لا توجد حتى الآن معلومات عن مصير آلاف الأذربيجانيين الذين اختفوا نتيجة سياسة الاحتلال التصفوية للجنس الأذربيجاني. وفقاً للمعلومات الصادرة عن لجنة الدولة للمواطنين الأسرى والمفقودين في جمهورية أذربيجان، فقدنا أثر 3890 مواطناً أذربيجانياً في الفترة ما بين 1988و1994، منهم 3171عسكريون، و719 مدنيون.
في الاحصاءات المتوافرة، كان من بين المدنيين 71 طفلاً، و267 امرأة، و 326 مسناً. يتبيّن من المعلومات التي حصل عليها الجانب الأذربيجاني، أن معظم الأشخاص المُدرَجين في هذه القائمة كانوا في السابق في الأسر الأرميني، لكنهم استشهدوا فيما بعد جرّاء عمليات التعذيب الوحشي التي تعرضوا إليها، أو بسبب الأمراض والفيروسات التي طالتهم في الأسر الأرميني.
الجانب الأرميني ما زال يرفض حتى اللحظة الإدلاء بمعلومات عن الأذربيجانيين الذين تم أسرهم واحتجازهم كرهائن. لقد عانت عائلات الأذربيجانيين المفقودين منذ 30 عاماً، وهنالك مساعٍ تبذل للحصول على معلومات حول مصير أفراد هذه العائلات، دون طائل. إن الكشف عن الحقيقة بشأن الأذربيجانيين الذين أصبحوا ضحايا الحرب، إنما يعني أن الآلاف من الآباء والأطفال الدامعين سيجدون العزاء، والعكس يعني أنهم سيواصلون العيش في إطار المأساة ما تبقى لهم من أعمار في هذه الحياة.
تتعاون لجنة الدولة الأذربيجانية ذات الصلة بشكل وثيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتوضيح مصير المفقودين.. ومع ذلك، فإن جمهورية أرمينيا تنتهك قواعد القانون الدولي بإخفائها معلومات عن الأشخاص المفقودين. إذ أنه وخلافاً لقواعد الحرب، لم يُسَلِّم هذا البلد جثث الشهداء والأسرى والرهائن للجانب الأذربيجاني، وفي ذات الوقت يُخفي المعلومات عن أماكن دفنهم!
لقد طالبت أذربيجان الاتحاد الأوروبي واللجنة الدولية للصليب الأحمر تقديم المساعدة في عملانية تسريع البحث عن الأشخاص المفقودين، ولقد نوقش الصراع في قره باغ مرات عديدة في منظمة الأمم المتحدة، في 1993-1994 ، إذ تبنّى مجلس الأمن الدولي 4 قرارات تنص على انسحاب القوات الأرمينية من أراضي أذربيجان، وأكدت على سيادة وضرورة سلامة أراضي أذربيجان، لكن لم يتم تنفيذ أي منها، وهو ما يعني فلتان الإمبريالية الأرمينية من عقالها، ورفضها الالتزام بالقوانين الدولية النافذة بشأن الحروب، وعدائها الواضح للإنسان والإنسانية وحقوق البشر، واستهتارها الواضح والمُستَنكَر بحياة الأحياء والأموات!