روسيا والصين ودورهما في خلاص العالم من الهيمنة الأمريكية
اجنادين نيوز / ANN
بقلم: عامر جاسم العيداني
ـ كاتب وصحفي عراقي، وعضو فاعل في الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، ورئيس تحرير وكالة السندباد الإخبارية؛ ورئيس تحرير وكالة الحرير الاخبارية؛ وعضو في نقابة الصحفيين العراقيين.
ـ تحرير وتدقيق: الأكاديمي مروان سوداح، رئيس الاتحاد الدولي / الأردن.
الملاحظ، أن هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على العالم تأخذ طريقاً جديداً خلال العقود الأربعة الماضية إذ توظف واشنطن في ذلك سياسة تجويع الشعوب تحت ذريعة حقوق الانسان، حيث تعمل ضد الحكومات التي لا تخضع لسياساتها وتوجيهاتها، وفي كثير من الأحيان تتخذ قرارات العقوبات الاقتصادية منفردة وخارج مجلس الأمن الدولي، وفي حالات أخرى تتخذ خطوات بالتدخل العسكري لإسقاط أنظمة تحت ذريعة تهديد السلم العالمي، أو بإدعائها أنها تهدد أمنها القومي! والشواهد على ذلك كثيرة، منها افغانستان والعراق وسورية وغيرها .
وصلت سياسات الولايات المتحدة إلى حد تجنيد دول لإيذاء روسيا والصين، مثلما حدث في أوكرانيا، مِمَّا اضطر روسيا إلى الدفاع عن نفسها من النازية الجديدة، وقد تتبعها تايوان بدفع أمريكي في يوم ما وتعيدها الصين إلى الوطن الأم – أرضها الموَحَّدة .
إن حرب اوكرانيا قد أدّت إلى توحّد الصين وروسيا ودول أخرى وتكاتفها وتعاونها من أجل إنهاء سياسة القطب الواحد، من خلال بناء علاقات اقتصادية وطيدة فيما بينها، ومحاولة التخلص من سيطرة الدولار على التجارة العالمية والخروج من نظام سويفت في التبادل التجاري، وذلك باستخدام العملة الوطنية فيما بينهم .
إن التنسيق بين الصين وروسيا ودول منظمة شنغهاي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي للتخلي عن الدولار، يتأتي حالياً من خلال بناء نظام جديد للتبادل التجاري باستخدام العملات الوطنية. والجدير بالذكر، أن روسيا تمتلك نسختها المحلية لنظام الدفع الوطني، وهي بطاقات “مير” (Mir) ، بديلاً عن نظام سويفت.
وعلى خلفية أزمة القرم في عام 2014، والعقوبات الغربية التي تلت انضمام شبة الجزيرة إلى روسيا، لجأت موسكو إلى استحداث نظام تحويل الرسائل المالية الخاص بها “إس بي إف سي” (SBFC)، ليكون بديلاً إذا تم فصلها عن نظام “سويفت” (SWIFT) الدولي لتحويل الأموال.
إن هذه الإستراتيجية سوف تؤدي إلى الاقتراب من الاكتفاء الذاتي الاقتصادي، وتكديس كميات كبيرة من العملات الأجنبية، وتطوير الأنظمة المالية التي تقوض فعالية العقوبات الاقتصادية التي تقودها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ضد روسيا .
ومن جانب أخر،تهدف سياسات بكين الاقتصادية إلى تأكيد نفسها في الداخل، وإبراز نفوذها في الخارج. وتحقيقاً لهذه الغاية، جرى تصميم “نظام المدفوعات عبر الحدود بين البنوك” (CIPS) لتعزيز سيطرة الحكومة المركزية على الاقتصاد المحلي وتسوية المطالبات الدولية باليوان .
إن الصين وروسيا تعملان على بناء نظام عالمي جديد يُنهي نظام القطب الواحد، الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية من خلال بناء نظام مالي جديد تستقطب إليه عدد كبير من الدول، التي لا ترفض النظام الحالي الذي يتسبب في إيذاء اقتصادياتها واستقرارها السياسي، وأن التضامن القائم من خلال منظمة شنغهاي للتعاون ما هو إلا بداية للتغيير، والتي أنضمت إليها إيران، وهي سابع دولة بعد الصين وروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجكستان واوزبكستان.
يُلاحظ، أن عدداً كبيراً من دول العالم تنتظر من روسيا والصين الإسراع في بناء نظام مالي جديد، يعمل على خلاصهم من التبعية للعالم الغربي والأمريكي المُهيمن على اقتصادات العالم .