الأطفال الشهداء لا يكبرون.. إلا أنهم ملائكة السماء
اجنادين نيوز / ANN
بقلم: الصحفي أفغان غفارلي
ـ تحرير وتدقيق ومراجعة: الأكاديمي مروان سوداح/ الأَردن.
نحن نتحدث عن الأطفال الأذربيجانيين الذين عانوا من ويلات الحرب الدموية، التي أنتجتها بلا رداع دولي سياسة ونهج الاحتلال الأرميني. تشهد الوقائع والوثائق، على أن هؤلاء الصِغار قد تعرضوا للتدمير الجسدي والسحل، وكان عددهم كبيراً، بحيث شكّل كارثة عالمية وليس وطنية أذربيجانية فحسب.
في جانب موازٍ، تعرَّضَ عدد مِكْثار منهم لصدمات روحية إثر غزو أرمينيا للتراب الأذربيجاني. احتلت أرمينيا 20٪ من أراضي جمهورية أذربيجان لمدة 30 عاماً متواصلة. خلال تلك الفترة الاحتلالية لأراضي أذربيجان، كانت بلادنا واحدة من البلدان التي تضم أكبر عدد من اللاجئين والمشردين داخلياً في هذه الدنيا الواسعة، إذ نزح أكثر من مليون أذربيجاني من وطنهم وتشردوا. كان ثلثهم من الأطفال. وفي الفترة 1988-2020، تَوَاصَل الاحتلال الذي إتَّسَمَ بالهمجية، ذلك أن الغازي الأرميني نفَّذَ سياسة الإبادة الجماعية والأرض المحروقة، التي استهدفت الوجود الفيزيائي لمواطني أذربيجان.
خلال تلك الإبادة الشاملة، قُتل وجُرح آلاف الأطفال الأذربيجانيين وأخذوا رهائن واختفوا من الوجود للأبد! ووفقاً للجنة الحكومية المعنية بمشاكل الأسرة والمرأة والطفل في جمهورية أذربيجان، قد قُتل 210 أطفال، واعتلَ 270 طفلاً وساء وضعهم الصحي إلى الحضيض. وعلى سبيل المِثال لا الحصر، شهدت الفترة ما بين 1988 و1994 عذابات ألحقتها المحتل بأطفالنا يَندى لها جبين الإنسانية السوية، وقتل الأرمن أحد الوالدين لِ 3393 طفلاً، وقتلوا الأب والأم لِ 120 طفلاً!
تُظِهر الأبحاث والدراسات التي أجريت، أن الأطفال الأذربيجانيين قُتلوا بأيدي الأرمن بأكثر الأساليب وحشية، أثناء احتجازهم كرهائن، وذلك بدنياً وعقلياً، بينما عدد كبير آخر منهم التصقت العاهات بأجسادهم وعقولهم ومشاعرهم مدى الحياة.
تعرض الأطفال الذين تم احتجازهم كرهائن بشكل جماعي للتعذيب والإهانات التي لا تطاق، والحط من كرامتهم كأطفال، واستُخدمت أشلاء أجسادهم في الاتجار بالبشر وهي جريمة يجب أن يُعَاقِب العالم أرمينيا عليها. وطبقاً لمعلومات لجنة الدولة للمواطنين الأسرى والمفقودين في جمهورية أذربيجان، تم حالياً تسجيل 71 طفلاً رسميًا كمفقودين.على الرغم من وجود إفادات شهود ومعلومات أخرى عن احتجاز 29 طفلاً كرهائن، إلا أن الجانب الأرميني، وكعادته، ينفي الحقائق.
في ليلة 25-26 فبراير 1992 وقعت في مدينة خوجالي الأذربيجانية أقسى الأحداث التي ارتكبها الغزاة الأرمن. وفي تطورات العملية الوحشية للأرمن، تم إخلاء 5379 من سكان المدينة قسراً، وتم القبض على 1275 شخصاً وتعذيبهم. ولا يزال مصير 150 منهم، بينهم 68 امرأة، و 26 طفلاً، مجهولاً. تم تدمير 8 عائلات بالكامل، وفَقَدَ 130 طفلاً أحد والديهم، وفَقَدَ 25 طفلاً الأب والأُم، وقُتل 613 شخصاً، من بينهم 63 طفلاً بوحشية بالغة بآليات التعذيب الشيطانية. ذكريات الأطفال الذين كانوا شهودًا على الفظائع الأرمينية في مدينة خوجالي مروعة. قالت خازانغول أميروفا، الفتاة التي فقدت والديها أثناء المذبحة: “كان عمري 8 سنوات في ذلك الوقت. في ليلة الاحتلال، حاول أبي وأمي وأنا وأختيّ الهرب. قتل الأرمن والدتي، ماتت يرحمها الله. أحاطوا بنا واحتجزونا كرهائن، ثم أطلقوا النار على أختي البالغة من العمر 5 سنوات. ربط الأرمن والدي بشجرة وعذبوه أولاً. ركعت أمامهم وتوسلت إليهم أن يطلقوا سراح والدي. لكنهم لم يتركوه يذهب، لقد سكبوا عليه البنزين وأشعلوا في جسده النار! كان والدي يصرخ وجسده يحترق في وسط ألسنة اللهب. حقيقة، لقد تم حرقه حياً أمام عينيَّ. لن تترك عيني هذه المشاهد المروعة مدى الدهر وبقية حياتي”.
في الأرقام المروعة التي يجب على البشر في كل مكان معرفتها واتخاذ التدابير اللازمة لشجبها: دَمَرَت أرمينيا 1107 مدرسة أذربيجانية، و855 روضة أطفال أذربيجانية بالكامل في الأراضي المحتلة بجمهورية أذربيجان. لسوء الحظ، لم يَهب المجتمع الدولي للقيام بواجباته المنوطة به، ولم يحرك ساكناً لممارسة تعهداته الإنسانية والقانونية لمحاسبة المعتدي الأرميني، الذي انتهك كل القوانين والشرائع والأديان، وعاكس القواعد القانونية الدولية المتعلقة بالتعذيب الجسدي والمعنوي للأطفال الذين لا ذنب لهم في شيء، والمَعمول بها آدمياً في كل الظروف والأحوال!