ارتقاء 50 شهيداً أذربيجانياً.. وأرمينيا ترفض السلام وتتجاهله!
اجنادين نيوز / ANN
ـ بقلم: الصحفي الأذربيجاني أفغان غفارلي
ـ تدقيق وتحرير ومراجعة: الأكاديمي مروان سوداح/ الأَردن.
من جديد يزداد التوتر بين أذربيجان وأرمينيا، وهما دولتان متجاورتان تقعان في جنوب القوقاز. أرمينيا، التي احتلت 20 في المائة من أراضي جمهورية أذربيجان لمدة 30 عاماً، ترفض تماماً توقيع اتفاق سلام! بالرغم من هزيمتها بعد حرب استمرت 44 يوماً في خريف عام 2020.
نتيجة للحرب التي دارت في سبتمبر – نوفمبر 2020، حرَّرَت جمهورية أذربيجان الجزء الرئيسي من أراضيها من الاحتلال. ومع ذلك، تستمر منطقة “قره باغ” العليا ترزح تحت احتلال القوات المسلحة الأرمينية.
حالياً، وَحدة حفظ السلام الروسية المتمركزة بشكل مؤقت في هذه المنطقة القرباغية، تُشرف على الحفاظ على نظام وقف إطلاق النار. بالتوازي مع ذلك، تستمر محادثات السلام بين أذربيجان وأرمينيا منذ عامين، ويتوسَّط كل من روسيا والاتحاد الأوروبي في هذه المفاوضات. ووفقاً للبيان الثلاثي الموقَّع بين أرمينيا وأذربيجان في 10 نوفمبر 2020 بوساطة روسية، فُرضت التزامات على الطرفين. ومع ذلك، على عكس موقف أذربيجان الايجابي، ترفض أرمينيا الامتثال لالتزاماتها!
على سبيل المِثال لا الحصر، لم يقم الجانب الأرميني بسحب جماعاته المسلحة غير الشرعية من منطقة “قره باغ” في الجزء المحتل أرمينياً من جمهورية أذربيجان، وهذا يتعارض مع التزامات أرمينيا. في الوقت نفسه، تم اكتشاف عمليات تلغيم مكثف شرعت بتنفيذها أرمينيا لأراضي أذربيجان، وهو ما يبطئ فتح اتصالات النقل لأرمينيا في المنطقة.
في الآونة الأخيرة، تحوَّلت انتهاكات وقف إطلاق النار بين الطرفين إلى قتال نشط على حدود الدولة منذ 13 سبتمبر. في وقت سابق، في 31 أغسطس، التقى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في بروكسل بوساطة من الاتحاد الأوروبي، واتفقا على العمل على إنجاز معاهدة سلام وحتى تصافحا.
لسوء الطالع، بعد حرب الـ44 يوماً، تمسكت أرمينيا؛ التي انتهكت مراراً وتكراراً عملية التفاوض؛ بسياستها التقليدية التوسعية هذه المرة أيضاً. إلا أنه في 13 سبتمبر ارتكبت دولة الاحتلال الأرمينية استفزازات عسكرية واسعة النطاق على الحدود مع أذربيجان. حاولت القوات المسلحة الأرمينية سراً تلغيم الطرق الأمنية والأراضي الواقعة بين مواقع الجيش الأذربيجاني! في الوقت ذاته، تعرَّضت مواقع وملاجئ ونقاط دعم الجيش الأذربيجاني إلى إطلاق نار كثيف من أنواع مختلفة من الأسلحة التي استخدمها الأرمن.
وفقاً للمعلومات التي أعلنتها وزارة الدفاع الأذربيجانية، فقد استشهد أكثر من 50 جندياً أذربيجانياً حاولوا لجم هذه الاستفزازات الأرمنية، وتعرّضت البُنية التحتية العسكرية لأضرار جسيمة. اتخذ الجيش الأذربيجاني الإجراءات المناسبة لمنع الاستفزاز، وتم تدمير الأهداف العسكرية الأرمينية التي كانت مصدراً لإطلاق النار على القوات الأذربيجانية. في هذه المعارك، تكبد الجانب الأرمني خسائر فادحة: تم القضاء على نحو 200 جندي من دولة الاحتلال الاستعمارية. في 13 سبتمبر؛ ونزولاً عند رغبة نداءات الشُركاء الأجانب، تم التوصُّل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار. وفي هذا المسير، جاء في بيان وزارة خارجية أذربيجان، أنه على الرغم من الدعوات الدولية، يواصل الجانب الأرميني انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه.
بقيت مقترحات الجانب الأذربيجاني لبدء المفاوضات قائمة وملموسة بما يخص معاهدة السلام، لكن لم تجد تجاوباً لها من الجانب الأرميني! مباشرة، بعد الاجتماع في بروكسل في 31 أغسطس، عرض الجانب الأذربيجاني عقد اجتماع بين وزيري خارجية البلدين في نهاية سبتمبر، لكن لم يكن هناك أي رد من أرمينيا! وعلى العكس من ذلك، وبعد ثلاثة أيام من اجتماع بروكسل، انطلق أمين مجلس الأمن الأرميني إلى زيارة غير شرعية إلى أراضي أذربيجان، ولجأ بشكل واضح إلى نقلات الاستفزاز السياسي!
في الجانب الأذربيجاني، نلمس دوماً عَمَلانيّة ملموسة لخطوات متواصلة تشهد على تقدّم واضح في مقترحات باكو، تضمن لأرمينيا وحدة أراضيها وسيادتها، والاعتراف المتبادل بالحدود. وعلى النقيض من ذلك، وللأسف، يواصل الطرف الآخر، أرمينيا، مطالباته الإقليمية غير الشرعية بأراضي أذربيجان، دون التفات يرفان إلى المقترحات العملية التي تتقدم أذربيجان بها.
وزارة خارجية جمهورية أذربيجان نشرت تصريحاً، أكدت فيه أن إثارة أرمينيا التوترات العسكرية في المنطقة ليس في مصلحة يرفان. لقد عانت أذربيجان من العدوان العسكري الذي شنته أرمينيا والاستعمار الأرميني على أذربيجان لمدة 30 عاماً، ولهذا ترى أذربيجان أهمية استمرارها في تقديم الاقتراحات السلمية وتطبيع الأوضاع.
نتيجة للعدوان الأرميني، ارتقى أكثر من عشرين ألف شهيد أذربيجاني في الحرب الأولى، وثلاثة آلاف شهيد في الحرب الثانية، وأضحى نحو مليون أذربيجاني لاجئين ومشردين، ودَمِّر الأرمن المدن والقرى الأذربيجانية، وظهرت مشكلة المُشرَّدين داخلياً.
تؤكد أذربيجان حتى هذه اللحظة، أنها مستعدة كل الاستعداد لإجراء مفاوضات مع أرمينيا على المستويين السياسي والدبلوماسي. لكن، وفي الضد من هذه المساعي الأذربيجانية الحميدة، تنشط القيادة السياسية والعسكرية للدولة الأرمينية الاحتلالية الاستعمارية على استمرار تجاهلها لكل تلك المقترحات السلمية الأذربيجانية!
ـ ملاحظة : ساهمت وكالة الدولة لدعم المنظمات غير الحكومية لجمهورية اذربيحان في إعداد هذه المقالة.