الصين و تايوان.. رؤية حرة
اجنادين نيوز / ANN
منصور ابو العزم
تصعد الولايات المتحدة من محاولاتها الاستفزازية ضد الصين بشان تايوان وجرها الى حرب بمواجهة اقليمها المنشق، والهدف الامريكى واضح تماما للعالم وهو تدمير القوة الاقتصادية والعسكرية التى بنتها الصين بعرق ومعاناة أبنائها على مدى ال 40 عاما الماضية ، والحفاظ على الهيمنة الامريكية على العالم ونسف نظرية التعددية القطبية التى تتبنها الصين وروسيا .
وقد تناولنا فى مقالة سابقة المقارنة بين حالة اوكرانيا وروسيا ، وبين حالة الصين وجزيرتها الصغيرة تايوان التى يسعى الغرب بقيادة امريكا وبعض القوى الاسيوية الى انفصالها تماما عن الوطن الام . ولكن ظل السؤال مطروحا بلا اجابة ، هل تستعيد الصين تايوان ؟!
اولا : بريطانيا والولايات المتحدة وقوى اسيوية اخرى منافسة للصين هم من اوجد « حالة » تايوان خلال حرب تحرير واستقلال الصين عندما دعموا بالمال والسلاح قوات تشينج كاى تشيك ضد قوات الحزب الشيوعى بقيادة ماوتسى تونج . وبعد ان تمكنت قوات ماو من تحرير الاراضى الصينية واعلان الجمهورية فى عام 1949 ، هرب تشيك كاى مع ماتبقى من قواته الى جزيرة تايوان التى يفصلها عن البر الرئيسى نحو 160 كيلومترا من المياة البحرية ، وكانت خلال الحرب العالمية الثانية واقعة تحت الاحتلال اليابانى .
ثانيا : تقديرى يدعم تقديرات خبراء اخرين فى الشأن الصينى بأن الدولة الصينية لن تتخذ قرار دخول قواتها تايوان الا اذا شعرت بتهديد قوى جدا لكرامتها كقوة اقتصادية وعسكرية كبرى فى محيطها الاسيوى ، والعالم ، وتدرك بكين جيدا ابعاد المؤامرة التى تدبر لها ولكن قرار الحرب فى الصين ليس بالسهولة ذاتها لدى الدول الاخرى ، والصين تاريخيا ليست دولة مغامرة تعشق خوض الحروب مثل الولايات المتحدة مثلا ، ولم تكن دولة استعمارية مثل اوروبا وامريكا حتى عندما كانت امبراطورية كبرى وتمتلك القوة الاقتصادية والعسكرية التى تمكنها من ذلك ، والحكمة الصينية العريقة لديها من الصبر والتأنى مايجعلها لاتلجأ الى قرار الحرب الا بعد ان تنفد كل الوسائل الاخرى ، ومازال فى جعبة بكين الكثير منها حتى تستعيد تايوان سلميا .