ثقافة الراهن العصري

اجنادين نيوز / ANN

زهراء كاظم

ربما نحتفي دائما بالمضامين الجديدة التي سجلتها مظاهر الوعي ، في فضاءات المثقف والاديب والفنان، ولابد من الاعتراف ، اذا كانت هناك ثمة خطيئة ارتكبناها في قداس الثقافة، شعورا منا بتجاوز ما هو جديد ، ولابد لنا من الاستمرار في محراب الانتماء والعمل بــ “نواة عقلية ” تسمح لخلق روح مغايرة، والشعور بانه بدأ يفتح نافذة واقعية في ظل البحث عن مناخات لتأسيس واقع ثقافي مختلف تماماً لمقامات الامس، بعيداً عن مفردات ” الحرب ” وقد وضعت أوزارها أنتصارا على أغرب ” عدو ” واجهنا به عدة مسميات سواء بالفكر أو طرق وطرائق ” الحرب ” غير التقليدية وقد دخلت تفاصيلها جغرافية العراق بلا أستثناء .
هنا فقط ندخل معا المدينة والمدنية .

بعيدا عن الفردية في توحدها الذاتي، وهي واحدة من ظواهر التاريخ الشاذة التي لم يعد يهتم بها احد، بل تم رفضها من قبل قطاع واسع من المثقفين، لانها كانت قدراً متردياً ضرب الثقافة والمثقفين.
الان ونحن على اعتاب مرحلة جديدة في عراق ما بعد الأرهاب الذي شكل ثقلا ربما صارت بصماته تأخذ بعدها في شكل المدينة كـ ” مؤسسات ” و أن ندخلها كمعنى مساهم في أعادة التراتب الأقتصادي والسياسي والأجتماعي ،وقد أختبرته الحرب ناجحا بأمتياز للذود عن الوطن من هذه ” العصابة ” الرثة بكل ما تحمل من سلوكيات .
هذا النجاح هو ضمانتنا في تشكيله الجديد ، بل والمغاير بروح العصر وندرك كم نحتاج لتنظيف ما علق بالمجتمع وبالكائن البشري من أدران ربما لا يدري وقد داهمته .
علينا أن نعمل بكل الوسائل الثقافية والاعلامية ضد هذه الظواهر والخطايا من ان تعلن عن حضورها مرة اخرى، اذا ما كانت تشعر البعض بذات النهج السابق، او الذي تراوده تأثيرات تلك الحروب .
لاننا ندرك جيداً ان هذا النهج لا يمكن ان يخلق بغير تأثير، او قوة سياسية تعمل بتقاطع مع توجهات الانتماء الخالص لمشهد ” الثقافة” المدني والفكر في انساقه المتعددة، وهذا هو بالتحديد التوجه الذي يجب من اجله ان نعمل ضد المحاولات التي تظهر باسم الفردية والذاتية والجهوية. وفي رأينا، ان الدولة وروابط الثقافة في المقام الاول، لأعداد هذا ” المثقف ، اذ يجب ان تتأكد ان احداً لا يصل الى اي نوع من المراكز الاحتكارية التي تضر بالقضية العراقية، وقد بدأت تتلمس طريقها ضمن مسارات الحقيقة التي اشرتها الانامل النبيلة ، والاصوات التي لا تصدح من وهم أو خرافة ، مع وجود مفاهيم مستجدة تتواءم مع متغيرات الحياة العراقية.
ان ما يجب ان نفعله في هذه الرحلة التي تمضي بعيداً نحو أفق الثقافة ” المدنية ” المغايرة، وضمن مقتربات هذا الأنعطاف الجديد ، هو ان نركز في انجازنا الابداعي لعموم المثقفين على البعد الشامل للذاكرة الجمعية العراقية. ولتنصهر جميع المواقف والافكار ، وهي تتقد من جرأة طروحاتها بانتماء لروح هذا السفر في محراب واحد ” المقاوم المدني ” بعيداً عن الخلود للوحدانية الخالية من ملامح صدقها. وهي سرعان ما تذوب، بل تفقد ملامحها تحت اشعة اي ضوء، وندخل بقوة أدواتنا المعرفية وقد سجلتها الأحتفاءات في أكثر من مضمار بطولي.

زر الذهاب إلى الأعلى