فيما لوحّت أمريكا بتنفيذ الفكرة.. هل يمكن توفير انترنت عبر الأقمار الصناعية في إيران؟
اجنادين نيوز / ANN
محمد ابو الجدايل / ايران
لا يختلف إثنان في زمننا الراهن أن الإنترنت عبر الأقمار الصناعية من أحدث شبكات الاتصال وأكثرها تقدما في العالم، مسألة تم طرحها بشكل موسّع مؤخراً بشأن إيصال هذا النوع من الإنترنت الى إيران.
ووفقا لوكالة آنا الإخبارية، غدا الوصول إلى شبكة الاتصالات في العصر الرقمي ليس ضربا من الخيال او قضية ثانوية وإنما ضرورة حتمية، وبات مليارات المستخدمين حول العالم غارقون في منصات الإنترنت يوميا لأداء أنشطة مختلفة، وسط هذه الحالة الماثلة عالمياً، سعت الحكومات في جميع أنحاء العالم الى تزويد المستخدمين بخدمات متنوعة وعالية الجودة مع التعاون مع شركات الخدمة في مجال الاتصالات في كل بلد من بلدان العالم.
حيث أفضى تنامي وتقدّم الاتصال الدولي باستخدام التقنيات الذكية إلى قيام المستخدمين باختيار شبكة وأداة أخرى بسرعة للوصول إلى الخدمات عبر الإنترنت في المواقف التي يتعذر فيها الاتصال بشبكة معينة لأسباب مختلفة، حيث تم في السنوات القليلة الماضية، تجاوز نطاق الاتصال عبر الإنترنت حدود الكوكب، وبسبب أنشطة شركات مثل اسبيس ايكس وبلواورجين، علاوة على شبكات 3G و 4G و 5G و LTE والإنترنت المنزلي الثابت، وغيرها من خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية متاحة أيضا للمستخدمين في مناطق محدودة من العالم وبأفضل انواع الخدمات.
على العموم، المُطلع على شؤون الإنترنت والإتصالات يعلم علم اليقين أن الإنترنت عبر الأقمار الصناعية يشير إلى القدرة على استقبال وإرسال البيانات من رادارات الأقمار الصناعية الصغيرة على سطح الأرض والتواصل مع الأقمار الصناعية الخاصة في مدار الأرض، وتختلف الشبكة المقدمة للمستخدمين من خلال الأقمار الصناعية عن الإنترنت المتنقل والثابت الذي توفره هوائيات الاتصالات وشبكة الألياف الضوئية، ولكن هذا الاختلاف يكمن فقط في سرعة نقل البيانات وتكلفة الاتصال، يأتي هذا التوضيح عقب ما جرى في الأيام القليلة الماضية، بسبب مشكلات أمنية حاولت خلقها جهات معادية للجمهورية الاسلامية ومنها عدم امتثال العديد من منصات المراسلة الأجنبية لقوانين الحوكمة الإلكترونية في إيران، تعطل الإنترنت الدولي الذي يستخدمه المستخدمون الإيرانيون ولا يمكن الاتصال بالشبكة على ساعات مختلفة من النهار والليل بسبب الإنتهاكات التي مارستها جهات اجنبية لخدمة الاتصالات في ايران.
بالتزامن مع مجريات الأيام الأخيرة، ومبادرة الحكومة الايرانية بصد الإنتهاكات الإلكترونية لخدمة الاتصالات في البلاد، وفي الوقت الذي يتم فيه تقييد مستوى وصول المستخدمين إلى الإنترنت وبعض تطبيقات المراسلة والشبكات الاجتماعية، أعلن ايلون ماسك رئيس شركة اسبيس اكس، عن مفاوضات مع الحكومة الأمريكية لتوفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية للمستخدمين في إيران، يأتي هذا فيما كانت تفرض الحكومة الامريكية عقوبات قاسية ضد الشعب الإيراني وغرامات ضخمة على أي شركة تقدم خدمات اتصالات إلى إيران، وفي كثير من الحالات تعتبر عقوبات بالسجن لمدراء تلك الشركة بعينها. الآن، تشير بعض التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية إلى أن الحكومة الأمريكية أعطت موافقتها الضمنية على إطلاق خدمة استارلينك عبر الإنترنت الفضائي في إيران.
عقب هذا الإعلان الصلف من قبل رئيس شركة اسبيس اكس، أقدمت العديد من وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية الى إثارة الكثير من الجلبة حول إزالة قيود الإنترنت من خلال تنشيط شبكة اتصالات استارلينك الفضائية في إيران، نظرا للأهمية الكبيرة للوصول إلى شبكة الاتصال والدور المركزي لعدد من تطبيقات الشبكات الاجتماعية للأنشطة التجارية، فإن نشر أي نوع من الأخبار المتعلقة بتحسين جودة الإنترنت أو توفير خدمات الشبكة الجديدة يعد أمرا مهما. ولكن ماتريده أمريكا من توفير هذه الخدمات داخل الجمهورية الاسلامية هو تحريض الناس وتأجيج الأوضاع بما ينسجم مع تنفيذ أجندتها.
إلاّ أن الدراسات حول تلك الأطروحة الأمريكية، يتطلب الاتصال بشبكة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية خلق ظروف خاصة واستخدام أدوات البنية التحتية، في هذا الصدد ، قال هادي حميدي ، في مقابلة مع مراسل وكالة “آنا” الإخبارية: “لا يمكن تشغيل وتزويد الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في إيران على المدى القصير، الاتصال بهذه الشبكة ليس بالأمر السهل على الإطلاق ويجب استخدام الأدوات اللازمة، “بشكل عام، ليس من المستحيل توفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في إيران، وربما في المستقبل غير البعيد ، ستكون البنية التحتية اللازمة للاتصال بهذه الشبكة متاحة للمستخدمين.
وأكمل الخبير الإيراني في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: هناك شركات تقدم خدمات اتصالات عبر الأقمار الصناعية للمستخدمين بشروط خاصة وبما يتوافق مع القانون، على سبيل المثال ، في بعض أجزاء إيران، لا يوجد وصول إلى أي شبكة اتصالات باستثناء الاتصالات عبر الأقمار الصناعية ، وفي هذه المناطق ، يتم تقديم خدمات الأقمار الصناعية بإذن من السلطة المسؤولة عن الأمر. بالطبع، في شبكة الأقمار الصناعية المتوفرة في إيران، من الممكن فقط تلقي البيانات ولا يمكن للمستخدمين إرسال المعلومات، مؤكدا أنه لا توجد أي بنى تحتية لتحقّق الفكرة الأمريكية التدخلية بشأن ايصال الإنترنت عبر الاقمار الصناعية الى ايران.