الذكرى ٧٣ لتأسيس جمهورية الصين الشعبية: إلهام العراقيين في تجربتها الناجحة
اجنادين نيوز / ANN
ـ بقلم احمد محمد علي: عضو في الفرع العراقي للإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، كاتب وباحث في الشأن الصيني.
ـ تدقيق وتحرير ومراجعة: الأكاديمي مروان سوداح رئيس الاتحاد الدولي.
مرت 73 سنة على تأسيس جمهورية الصين الشعبية. شهدت هذه الفترة ثمرة كفاح الشعب الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي.
نحن في العراق نحتفل بسرور وابتهاج بهذه الذكرى، ونتقدم بالتهاني إلى قيادة الحزب الشيوعي وأمينه العام ونواته الرفيق شي جين بينغ والشعب الصيني بهذا العيد المشرق .
الهمت “التجربة الصينية” العراقيين ورسمت لهم طريقاً معبداً في كيفية النهوض في جميع القطاعات الإنتاجية، وتحقيق التنمية المستدامة، والتخلص من ويلات الحروب، وتحقيق الاستقلال الوطني.
كانت الصين في الماضي تعاني من مشاكل عدة منها الاستعمار، وتجارة الأفيون، المجاعات، والفقر. وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية وانتصار الحزب الشيوعي الصيني، أصبح الصينيون سادة بلادهم.
علّق الرفيق ماو تسي تونغ بهذا الخصوص قائلاً: (لن يصبح الصينيون إلى الأبد شعباً عبداً)، فقد استطاعت قيادات الحزب الشيوعي معالجة الوضع الراهن بعد التأسيس، من خلال ثلاث خطوات وهي: الاستقلال السياسي، والوحدة الوطنية، وتطبيق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية .
هذه الخطوات جعلتها تطلق العنان لكافة قدراتها الاقتصادية، وتكون من بين أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، واليوم هي ثاني أكبر اقتصاد، وساعد هذا التطور الاقتصادي في انتشال ما يقدر ب ٧٠٠ مليون شخص من براثن الفقر والفقر المدقع، وتأكيد السير في سياسة مستقيمة لمصلحة الجميع، وليس بسياسة أحادية كما في الدول الغربية، مما جعل الصين تجذب قلوب شعوب العالم والعراقيين خاصة.
عانى بلدنا العراق غزواً استعمارياً خارجياً سبّب في دمار البُنى التحتية والسيادة الوطنية، فازدادت الحروب الطائفية وخطر التنظيمات الإرهابية، واحتلالها أراضي واسعة، واتحد العراقيون جميعاً حيث تم القضاء على الحرب الطائفية والتنظيمات الإرهابية، وحرروا الأرض واعادوا الاستقرار والأمن، لكن البُنى التحتية لم تتطور، واستمر الاقتصاد العراقي في الاعتماد فقط على القطاع النفطي في الميزانية العامة، وتوقف البحث عن موارد اخرى يمكن الاستفادة منها في تطوير الاقتصاد، مما تسبب في ارتفاع نسبة الفقر إلى ٢٥٪، وازدياد نسبة البطالة الى١٦٪، وانتشار الفساد في شتى الوزارات .
العراق إذاً في حاجة إلى التعلم و الاستفادة من دروس التجربة الصينية بكيفية القضاء على الفساد والبيروقراطية، وإعادة هيكلة اقتصاده من خلال جعل الإقطاع العام أكثر إنتاجية، والتعاقد مع خبراء صينيين لغرض زيادة إنتاجية الأراضي الزراعية، وعلاج الآفات التي تتسبب في ضعف الإنتاج الزراعي، والاستفادة من الاستثمارات الخارجية، وتكوين شركات مساهمة، والاستفادة من الصين كشريك اقتصادي في التعاون من خلال مبادرة الحزام والطريق والاستثمارات الصينية الأخرى .