“جهود علماء أذربيجان في خدمة العلوم العربية”
اجنادين نيوز / ANN
هذا العنوان، نشرت “مكتبة دار السلام للطباعة والنشر”، رسالة الدكتوراة للدكتور سيمور نصيروف، رئيس الجالية الأذربيجانية في مصر، والذي صدر ايضاً في كتاب.
وبعد وصول الدكتور سيمور إلى مصر في عام 1995، للدراسته في الأزهر الشريف، بعد استقلال جمهورية أذربيجان عن الاتحاد السوفييتي، بدأ يدرس كل ما يتعلق بالشعب الأذربيجاني في المصادر العربية.
استمر د. نصيروف في كتابة هذه الرسالة مرتكزاً على المصادر العربية، والهدف من ذلك هو تعريف القراء العرب والأذربيجانيين معاً على مدى العلاقة العميقة والمتينة التي تكرَّست تاريخيا بين الشعب الأذربيجاني والوطن العربي، ودور الأذربيجانيين في خدمة العلوم العربية.
والرسالة التي بين أيدينا تتحدث عن:
• مختصر عَمَّا كُتب في تاريخ وجغرافية أذربيجان، وما يتعلق بها من خصائصَ ومميزاتٍ على مدار تاريخِها الطويلِ، إضافة إلى الطرق المختلفة التي تقرأ بها لفظة أذربيجان، ومعناها وكيفية النسبة إليها.
• تَتَبُّعُ ما ورد في القرآن الكريم مِن كلماتٍ مشتقة من (أذربيجان)، وما جاء من إشاراتٍ إليها، واستقراءُ مواضعِ ذكر لفظ (أذربيجان) بالنصِّ في الأحاديث النبويةِ الشريفة وآثار الصحابة.
• إظهار مكانة الأذربيجانيين الذين ساهموا مساهماتٍ فعّالةً في نهضة العِلم والعَالم، حيث ورد في الكتابِ تراجمُ تُنَاهِزُ مائتَيْ شخصيةٍ أذربيجانيةٍ بارزةٍ في ساحة العِلم، مقتبسة من 162 مصدراً، وعلى رأسهم البطل صلاح الدين الأيوبي، ورئيس الأطباء في مصر فتح الله ابن نفيس، وقاضي قضاة مصر أفضل الدين الخونجي، وقاضي مصر والشام ابن قاضي عسكر، والعلامة الأصولي والنحوي ابن الحاجب الدويني، والكثير من اسماء الشخصيات المشهورة والبارزة الذين أبدعوا في شتى الميادين.
وقد كان للآذَرِبيجانيين الحظ الأوفر من الإسهام في المعارف الإنسانية، ولذلك تجد الشخصيات المترجَم لها متنوعة التخصصات، فليس هناك فن إلا ومنهم مَن برعوا فيه. يقول الإمام الجزري: عند ذكر إحدى المدن الأذربيجانية، نتعرف على مَن خرج منها أفراداً وجماعات من العلماء المتخصصين في كل عِلمٍ وفن، وأضاف السمعاني: قديماً وحديثاً، وما أحسن ما قاله الحافظ الكبير أبو طاهر السلفي:
ديارُ أذربيجانَ في الشرقِ عندنا كأندَلُسٍ في الغربِ في العلمِ والأدَبِ،
فما إنْ تكاد الدهرَ تلقى مُمَيِّزاً مِنَ اهْلَيْهِما إلا وقد جَدَّ في الطَّلَبِ.
وقد اعتمد الباحثُ في هذا الكتاب على المصادر العربية الرصينة، دون الاعتماد على غيرها من المصادر الأجنبية؛ وذلك للإيجاز والاختصار وفقاً لما تقتضيه طبيعةُ البحثِ.
والدكتور سيمور نصيروف له أنشطة ثقافية وعلمية وخدمية متنوعة، إذ أنَّه يشغل منصب رئيس الجالية الأذربيجانية في مصر، ورئيس جمعية الصداقة المصرية الأذربيجانية، وكذلك هو أستاذ اللغة الأذربيجانية في جامعة القاهرة، ويشرف أيضاً على عدد كبير من الطلاب الوافدين الدارسين في الأزهر الشريف منذ عشرين عاماً، وله مقالات عديدة باللغتين العربية والأذربيجانية، تحدث فيها عن العلاقات الأذربيجانية مع العالمين العربي والإسلامي، وشارك في المؤتمرات الدولية العديدة، وألقى محاضرات، ويَظهر الدكتور سيمور بكثافة في وسائل الإعلام العربي والأذربيجاني لتسليط الضوء والمساهمة في توطيد العلاقات بين أذربيجان والعالم العربي.