كاتب لبناني عن جائزة فلسطين العالمية للآداب: الذي يقاتل فينا هو الفكر قبل البندقية
اجنادين نيوز / ANN
محمد ابو الجدايل / طهران
أكد الكاتب اللبناني الدكتور “عبدو اللقيس” عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين، أن العمل الثقافي هو عامل مؤثر جدا في عملية التحرير الفكري الذي يتبعه التحرير العسكري والتحرير البنيوي من الاستعمار.
وأوضح الكاتب اللبناني في إشارة منه الى أهمية إقامة “جائزة فلسطين العالمية للآداب” التي إختتمت أعمالها مؤخراً في العاصمة بيروت بتوزيع الجوائز على نخبة الأعمال الفائزة: حينما تتكاتف كل الجهود بل يجب ان تتكاتف كل الجهود في كل تشعباتها الفكرية والأدبية والاجتماعية والثقافية والسياسية بكل مناحي الحياة وحتى التاريخية منها من اجل استنهاض عملية مقاومة شاملة لهذا الاحتلال الشنيع الذي يعتبر الحالة الاكثر بغضاً وشذوذاً في هذا العصر.
وعن رؤية الإمام الخميني رض ودورها في دفع عجلة القضية الفلسطينية نحو الأمام، قال اللقيس: رأينا الاهمية الكبرى التي ولاها الامام الراحل رضي الله تعالى عليه للقضية الفلسطينية، منذ ان كانت حركته مازالت في خضم ابهتا، بمعنى قبل ان تنتصر ثورته المباركة، حينما رفع شعار اليوم ايران وغدا فلسطين، ثم توّجها بأسبوع الوحدة الاسلامية، ثم ايضا جعل الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك يوما عالميا للقدس بكل ماتحمل هذه المعاني الاساسية، والتي حورب الامام ودولته وثورته ومازالت الحرب تشن عليهم في كل انواعها وبأبشع صورها حتى اليوم وحتى الساعة، بسبب هذه الشعارات المركزية، وخاصة ايضا الشعار الآخر الاساسي “شعار لا شرقية ولا غربية”، بمعنى ان الجمهورية سوف تكون قطبا اساسيا في عالم السياسات الدولية، وما اوصلها إليه الآن سماحة الامام القائد حفظه الله.
وأكمل موضحاً: باتت الجمهورية الإسلامية أحد اعمدة النظام العالمي الجديد المتعدد الأقطاب، ومن النواحي الثقافية والسياسية والاجتماعية والادبية، وكل المناحي الاخرى، حينما تتكامل هذه النواحي جميعها حينما تتكامل هذه الفعاليات في مجملها يكون المجتمع برمته مجتمعاً مقاوماً مجتمعا رافضاً مجتمعاً نابذاً لكل انواع التطبيع، وبالتالي تصبح عملية التحرير قائمة وماثلة حتى لو مازال الجنود الصهاينة متواجدون على الأرض، لكن عملية التحرير الفكري هي اساس ما يمكن ان يؤدي لاحقا الى التحرير البنيوي للارض، وعلى الرغم من ان محاولات التطبيع التي بدأت مع الدول المارقة في الملتقى والتي تعتبر ظهيرا للكيان الصهيوني، ضعف الطالب والمطلوب كما قال الله سبحانه وتعالى، يعني ان ضرب مثلٌ ان يسلبهم الذباب شيئا كما اعتقد الآية في هذا الشكل لايستطيعون لايستنفذونه منه ابدا ضعف الطالب والمطلوب، وبالتالي هؤلاء المطبعين مطبوعين في طابع الخيانة لايمكن لهم ان ينقذوا هذا الكيان من السقوط، وبالتالي السقوط اصبح امر حتمي حينما تتكامل كل الجهود ونحن نرى بأم العين كيف اصبح الشعب الفلسطيني برمته شعبا مقاوما.
وأضاف:لم يعد عمل المقاومة يقتصر على تنظيم معين او جهة معينة، فالحاضنة التي بدأ يشعر بها بعض المقاومون في كل انحاء الاراضي المحتلة تبعث على الفخر وتعطي لهذا الشباب المقاوم دفعا قويا ترفع من معنوياته، وتشد من أذره بشكل كبير، وهذا الامر سوف يقض مضجع العدو بشكل اساسي، وبالتالي حتما هذه الفعاليات لها اثرها الكبير لان الاساس هو العامل الثقافي قبل العامل العسكري ونؤكد على مقولة الامام الراحل اننا لانخشى الغدر العسكري بل نخشى الغدر الثقافي.
وأردف: ولذلك العمل الثقافي هو عامل مؤثر جدا في عملية التحرير الفكري ابتدائا الذي يتبعه التحرير العسكري والتحرير البنيوي من الاستعمار.
وبشأن دور المادة الأدبية في توعية الشعوب بشأن أهمية المقاومة ودورها في تحرير فلسطين، أكمل الكاتب اللبناني: إن الأعمال الثقافية بمختلف فروعها الفكرية أو التاريخية او الواقع الجغرافي، كل هذه المواد من أجل استنهاض هذه الحالة الشعبية التاريخية، كل هذه الأمور التي يمكن للمقاومين للمفكرين استنباط هذه الحالات طبعا قادرة على إعطاء المقاوم العسكري المقاوم الفدائي جرعة رفد وتدعيم أساسي يجعله يثبت في مكانه في مواجه العدو، من خلال البنية الفكرية القوية التي يصبح يتمتع بها بشكل اساسي، وهذا الأمر مهم جدا ولا يعد جانبا هامشياً، بل يصب في صلب عمل المقاومة لانه هو من يؤسس للمدى البعيد لنموذج ونجاح المقاومة.
واختتم كلامه بالقول: حامل البندقية بدون عقيدة بدون فكر صلب يتحوّل بمرحلة ما الى قاطع طريق لا أكثر، لذلك الذي يقاتل فينا هي الروح قبل الجسد الفكر قبل البندقية، الكلمة قبل الرصاصة، لان الكلمة الحقيقية والفكر الناضج والعقيدة الصلبة التي يؤسس لها وعليها كل عمل مقاوم ناجح لانها بدون هذه العقائد بدون هذه الأفكار المتينة التي لا تكون ملوثة بالأفكار الشيطانية هي التي تؤسس إلى عمليات التحرير باذن الله سبحانه وتعالى.