التَحديث الصِيني مُتفرِّدٌ دولياً وخبرةٌ تُحْتَذى عَالميَّاً
اجنادين نيوز / ANN
بقلم: الأكاديمي مروان سوداح: مؤسس ورئيس الاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – الأردن.
الناشر : وكالة اجنادين الإخبارية العراقية إحدى وسائل الإعلام العربية المتحالفة مع الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
يَفتقد معنى التحديث الدولي إلى مفهوم مُحدَّد وشامل ودقيق يتفق عليه الجميع. في عددٍ من الدول ذات النهج العلمي، يتم وضع بناء متكامل للتحديث ومعناه واستراتيجيته، كما في الصين مثلاً، ذلك أن هذا البلد يعتمد أساساً على التحديث العلمي والتخطيطي، والأبحاث، إذ إنه يرتكز على مجتمع ضخم من العُلماء والبحَّاثة ورجال الأعمال المتعلمين، أصحاب الخبرات دولياً ومحلياً، نظرياً وعملياً.
هذا المفهوم يَفتقر إلى تعريف مقبول عالمياً، وفي مختلف البلدن يختلف تفسير التحديث جذرياً، فعدد منها يعتقد بأن التحديث إنما يعني تواصل تلقي المساعدات الخارجية وبأنها الأساس في التنمية الداخلية..!!!
بعض الأقطار، بخاصة الثالثية منها، لا تُدرك معنى التحديث، ويتم من طرف الصحفيين و”الخبراء والمتخصصين” المزعومين في عواصمها، الالتفاف على هذا المصطلح وتطبيقاته فالعمل على اتلاف معناه، ويتم ذلك بالإشارة إلى فكرة ما بائسة وترويجها إعلامياً وتضخيم إمكانياتها، وضرورات “ما” هنا وأخرى هناك، ومشروع / مشاريع ما تفتقد لمحركات التقدم! وبالتالي، يتم تمييع هذا المفهوم، ومن ثم الانسحاب فجأة من ساحة التحديث، والهروب إلى الأمام وغالباً للخلف بهدوء، ويُفضي ذلك أحياناً كثيرة إلى كورث وطنية، وتراجع وكوارث اقتصادية وثقافية وحضارية، وغيرها.
إن مفهوم الحداثة والتحديث مشهور جداً في عالم اليوم برغم الغموض في تفسير هذا المصطلح في غالبية الدول، فكل منها يفتقر إلى معنى دقيق له. تقول المراجع، أن التحديث والحداثة اكتسبا أهمية واسعة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.. فالثورة الصناعية في إنجلترا وإلى حد ما الثورة الفرنسية في فرنسا جلبتا التحديث إلى الأضواء. وقد احتوت مجلدات الأدب المكتوبة حول هذه المفاهيم الثلاثة على “العديد من الملاحظات والاستنتاجات المتناقضة”. ونتيجة لذلك، لم يتم تقديم أي نظرية للتحديث بشكل مُبرر لشرح عملية التحديث من أجل التغيير الاجتماعي الايجابي.
ولكن، وألف لكن، نجحت الصين وبهدوء بالغ، بوضع تعريف خاصٍ بها للتحديث في سياق عَملانية وطنية شاملة ومتعددة التخصصات للتنمية البشرية، وتمكنت بفضل دوام مولِّدات التحديث الصينية من تقديم تطوير أكبر لنوعية الحياة للصينيين، فصارت الرعاية الصحية والتعليم والحد من الفَقر وانقاذ الفُقراء من فَقرهم بزمن قياسي، ومساواتهم بمواطنيهم جميعاً مهمة أساسية. والتحديث كذلك في الصين هو المساواة بين الجنسين وبين المواطنين، وهو أيضاً عملية التأهب في مواجهة الكوارث والنجاح بالتصدي لها وتفريغها من شَحنَاتِها القاتلة، والتشييد الشامل للبُنية التحتية، وازدهار الاقتصاد وحقوق الإنسان والبيئة، والقضايا المرتبطة بالتنمية الدولية التي تختلف جذرياً عن التنمية البسيطة في العواصم الثالثية والغربية التي ترتكز على رأس المَال الفالِت مِن عِقاله، والنظريات الفردية المحصورة في شخص ما، بينما في الصين نلاحظ، أنه وعلى وجه التحديد يتشكَّل التحديث، من مجموعة كبيرة من المؤسسات والسياسات الثابتة، والعُلماء الدائمي البحث والتمحيص ودراسة المجتمع لمواكبة التطور، وبهذا، تتزايد مداخيل المواطنين وروافع تمتعهم بكل مباهج الحياة بكل تفرعاتها.
في تقدير الفضائية الصينية العربية “سي جي تي إن” الشهيرة عربياً، “أن التحديث إنما هو الهدف في السعي المشترك للشعوب في جميع أنحاء العالم، وهو أيضاً الهدف الذي يسعى إليه الشعب الصيني منذ بداية العصر الاشتراكي. فما هو بالتحديد التحديث الصيني النمط؟
تقول هذه القناة الجماهيرية، إن التحديث الصيني النمط هو تحديث مع حجم سكاني ضخم، ويزدهر فيه أفراد الشعب جميعاً، ويتعايش فيه الإنسان والطبيعة في وئام، ويأخذ طريق التنمية السلمية. يتخلى التحديث الصيني النمط عن المنطق القائل بأن تطور القوى الإنتاجية خاضع ببساطة لرأس المال، والذي يَتَّبِعَهُ التحديث الغربي كون هذا التحديث الغربي يتمحور حول رأس المال وتحديث التوسّع الخارجي والنهب. أشار أحد متابعي قناة CGTN العربية إلى أن الصين قَدَّمَت نموذجاً جديداً لحوكمة الدولة إلى العالم ما يُمَكِّن التعلّم منه. تسعى الصين جاهدة لجعل شعبها سعيداً ومزدهراً، وتوفير المشاريع في جميع أنحاء الدنيا، وتحقيق العدالة والأمن والسلام العالمي.
التحديث الصيني نمط عِلمي مُستحدث لإسعاد البلاد والشعب
يتميز النظام الاجتماعي – الاقتصادي الصيني بتسديد أهدافه في مركز بؤرة مصالح شعبه، فقد وفَّرَت الصين كل عوامل ومناخات خدمة الانسان الصيني، ابتداءً من التربية والتعليم، وليس نهاية بخدمة مواطنيها بتوفير الأعمال والضمان الصحي والاحترام الانساني لهم على مختلف المستويات، بحيث يُفاخر كل صيني بأنه سيد البلاد التي تقدم له خدماتها دون أي تقتير بل بكل كرم وابتسامة واسعة، كون الدولة الاشتراكية الصينية هي خادمة الشعب بأجمعه، وهنا هو مربط الفرس، إذ حينها نُدرك السبب الكامن وراء المحبة الغامرة التي يحتفظ بها الشعب في صدره وعقله الجمعي لقائده الكريم والمخلص الأخ والرفيق شي جين بيغ، قائد القفزات التحديثية الصينية الناجحة، فهو الذي نال وما زال ينال التقدير والتعظيم من شعوب وأمم العالم التي ترنو إلى اشتراكيته التي تخدم الرضيع، والطفل، والشاب، والرجل، والمرأة على قدم المساواة، وبكل ودٍ و ودادٍ بين جميع مكونات الأمة الصينية.
في الأنباء الصينية، شهدت السنوات العشر من العصر الجديد، أنشاء أكبر نظام للضمان الاجتماعي، وأكبر نظام طبي وصحي، وأكبر نظام تعليمي في العالم، واستفاد جميع الناس من إنجازات التنمية. لقد تم انتشال ما أكثر من ١٠٠ مليون شخص من براثن الفقر، وتم حل مشكلة الفقر المدقع تاريخياً.. ووأده.
ومؤخراً، وضمن وفي إطار التحديث الصيني العَلمي، تم وضع تقرير المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، الذي تضمن ترتيبات مُفصَّلة لتحسين رفاهية الشعب، ونوعية الحياة، من أجل تحقيق تطلع الشعب باستمرار إلى حياة سعيدة، وهو ما سيقود الصين بدون أدنى شك إلى قمة الدول، فقد قطعت الصين شوطاً طويلاً للأمام بهذا الشأن وهذه القضية الإنسانية. وبالتالي، تزدهر في حياة فُضلى بكل وضوح في يومياتها. إن التحديث الصيني النمط هو تحديث يتمتع فيه أبناء الشعب كافةً برخاء مشترك، وتعمل الصين على تركيز الجهود على حماية ودفع العدالة والإنصاف الاجتماعيين، والإسراع بتحقيق الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب، للحيلولة بحزم دون اتِّساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
وليس أخيراً: التحديث الصيني مُتفرِّد دولياً وصاحب خبرةً تُحتذى عالمياً، ولهذا يجب علينا الترويج لهذه الآلية العلمية التي يمكن لها أن تنقذ البشرية من مهاويها التي تتربص بها، انطلاقاً من مساحات يُسيطر عليها أصحاب النهم التوسعي على حساب الأُمم الصغيرة والضعيفة وأصحاب الأسمال، الذين يُعانون يومياً من السَحل والذبح والإحراق بدون أدنى سبب، سوى لأن عَضلاتهم هزيلة وضامرة، وأجسادهم مُتهالِكة، وكَوَائِنُهم مَهِيضَةُ الجَنَاحِ.