نحو إقامة وترسيخ مجتمع المستقبل والمصير المشترك للصين والدول العربية في العصر الجديد
اجنادين نيوز / ANN
بهاء مانع شياع / رئيس الفرع العراقي في الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
مراجعة وتدقيق الأكاديمي مروان سوداح رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
الناشر : وكالة اجنادين الإخبارية العراقية إحدى وسائل الإعلام العربية المتحالفة مع الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
العلاقات العربية الصينية ترسِّخ أركانها في عمق التاريخ، فهي ليست وليدة اليوم، بل تغوص في أعماق هذا التاريخ العربي الصيني المشترك، وتسنده بعلاقات وتعاون مشترك صيني عربي ما زال يُعزِّز مكانته باضطراد منذ الزمن المطوي وإلى الآن. فمنذ تأسيس الإمبرطورية الصينية، ومروراً بالثورة الصينية والاستقلال الصيني وتأسيس جمهورية الصين الشعبية الحليفة تسارع التبادل بين العرب والصينيين وجرى تعظيم مكانته وفعالياته الرسمية والشعبية. أضف إلى ذلك، أن التاريخ المشترك المكتوب يُفاخِر بالعلاقات العميقة بين عالمينا العربي والصيني، ضمنها التبادلات التجارية، والتعاضد والمصالح الثنائية العميقة التي رسَّخَت التبادل الثقافي والأخوَّة الحضارية وصيانتها بحدقة العين بين العالمين العربي والصيني.
وفي العصر الحديث، شهدت هذه العلاقات تطورات كبيرة ولافتةً للانتباه والدراسة ولأجل الانتفاع منها وتعميمها إعلامياً وشعبياً، فهي تشمل المجالات كافةً، إذ أن مواقف الصين الداعمة للعرب في مختلف القضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية قد عزَّز ووسَّع من تطور هذه العلاقة المتميزة وتآخي اُمَّتينا الصينية والعربية.
تسعى الصين من خلال العديد من المبادرات الإنسانية إلى تشييد مجتمع المصير المشترك للبشرية جمعاء، ضمنها المجتمع العربي الذي شهد تطوراً كبيراً في صَيرورة الاقتراب بل والتلامس مع الأفكار الصينية وقبولها في هذا الحقل الأُممي بالذات، فغدت العلاقات العربية الصينية تتمتع وعلى جميع الصُّعد بالتميز الذي اشتهر عالمياً، وحيث تشارك الصين على الأرض العربية في توليد العديد من المشاريع المهمة، سواءً في البُنى التحتية، أو في تأسيس ورفد الصناعة الثقيلة العربية بخبراتها، لأجل ضمان أُسِ الاستقلالية العربية وديمومة أساساتها فبُنيانها.
وفي أثناء جائحة كورونا تبادلت الصين والدول العربية الدعم والمساندة في التعاون العلمي، والدعم اللوجستي بين الطرفين، وعزَّزت الصين ذلك بتقديم اللقاحات والأجهزة الطبية المجانية للعرب، وزاد هذا التعاون في توطيد العلاقات بصورة ملموسة للغاية، حيث نشهد اليوم على العديد من الدول العربية التي تعمل على تدريس اللغة الصينية في جامعات دول الضاد، وفي غيرها من المؤسسات التعليمية، لشعورها بأن العلاقات العربية الصينية إنما تسير بخطىً متسارعة، فللدور الصيني موقعه الكبير في العالم، وهذا التعاون يأتي من لدن تبادل الثقة والشعور بأهمية الصين للعرب والعرب للصين.
تعمل الأقطار العربية على الاستفادة من التجارب الصينية الكبيرة التي قادتها للتطور والازدهار في ظل قيادة الحزب الشيوعي الصيني ونواته الرفيق شي جين بينغ، وفي المقابل ترى الصين أن الدول العربية تمثل امتداداً مهماً لتاريخ حافل بالتعاون والدعم المشترك للعديد من القضايا المحلية والدولية.
إن المستقبل القريب سيشهد المزيد من التعاون، لشعور الجانبين بأهمية ذلك، ولتطابق الرؤى المشتركة للقضايا المختلفة، والأهم هو وجود ثقة متبادلة بين الطرفين ومشاعر كل طرف بعدم استغلال الطرف الآخر، فهذه العلاقة إنما هي تصب في مصب المصلحة العامة، في عصرنا الحالي الممتدة جذوره إلى عمق الأرض، وسيثبت على أنه الركيزة الأساسية لبناء وتطور العلاقات بين الجانبين.