البرازيل وفنزويلا وحماية غابات الأمازون

اجنادين نيوز / ANN

– بقلم دكتورة كريمة الحفناوى.
عضو في الاتحاد الدولى للصحفيين والكتاب والإعلاميين العرب أصدقاء وحلفاء الصين.
– تدقيق ومراجعة الأكاديمي مروان سوداح رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين. الاردن

فى قمة المناخ “كوب 27” المقامة بشرم الشيخ بجمهورية مصر العربية (6 – 18 نوفمبر 2022) جاء زعماء أمريكا اللاتينية بخطابات محددة لإنقاذ كوكب الأرض منهم رئيس دولة فنزويلا نيكولاس مادورو، ورئيس دولة البرازيل المنتخب حديثا لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

أوضح الرئيس البرازيلى فى كلمته ضرورة رصد ميزانية ضخمة لمواجهة مخاطر الاحتباس الحرارى، الذى يؤدى إلى وفاة 200 ألف شخص بسبب الحرارة المفرطة، والأمراض التى تظهر نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، فضلا عن الفيضانات التى هددت أرواح المواطنين البرازيليين، مؤكدا أن الأكثر تعرضاً للضرر هم الفئات الهشة والضعيفة مما يستدعى ضرورة بذل مزيد من الجهد لخفض مزيد من الانبعاثات، وكذلك خفض الاحترار فى كوكب الأرض.

أكد الرئيس البرازيلى على التزام بلاده بجميع تعهداتها لمواجهة التغير المناخى مشيراً إلى وقف قطع أشجار الأمازون والتدهور الذى يحدث فى الأمازون، وفى كلمته فى يوم “التنوع البيولوجى” فى القمة قال دا سيلفا “إن السنوات الماضية شهدت اتخاذ الحكومة البرازيلية السابقة عدة قرارات مدمرة، لحقوق الإنسان، كما تخلفت عن الوفاء بالتزاماتها لوقف النزيف الذى كان يتعرض له ملف التغير المناخى”.

وتعهد لولا دا سيلفا ببذل قصارى جهده لحماية غابات الأمازون، وتابع قائلا إن هناك 28 مليون شخص يعيشون فى الأمازون، سيتم تحقيق الإدماج الاجتماعى لهم والتنمية الاقتصادية، دون التفريط فى البيئة، وأضاف أنه لابد من تفعيل صندوق الأمازون من أجل اتخاذ التدابير اللازمة لحماية أكبر غابات استوائية فى العالم.

وفى نفس القمة المنعقدة فى شرم الشيخ بمصر دعا الرئيس مادورو فى خطابه إلى حماية الأمازون وتحمل المسؤوليات كسكان أمريكا الجنوبية فى إنقاذ الغابة والتنوع البيولوجى فى الأمازون وقال ” لقد تركت آلاف السنين من الوجود آثاراً لايمكن محوها فى منطقة الأمازون، لكننا نعتقد أن الشعوب الأصلية هى التى يجب أن تعلمنا كيف ننقذ الطبيعة وكيف نتعايش معها
قبل 30 عاما حذر الزعيم الكوبى فيدل كاسترو فى خطابه الشهير فى ريو دى جانيرو فى قمة ريو بالبرازيل 1992 “هناك نوع بيولوجى مهم مُعرّض لخطر الزوال بسبب التصفية السريعة والتدريجية لظروفه المعيشية الطبيعية وهو الإنسان”، وأضاف غدا سيكون قد فات الآوان لفعل ماكان يجب أن نفعله.

وفى قمة كوبنهاجن عام 2009 أشاررئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية هوجو شافيز إلى أن السبب فى التغيرات المناخية وتدمير البيئة هو التفكير المادى والتقدم اللامتناهى للدول الرأسمالية الكبرى باستخدام تقنيات يمكن من خلالها استنزاف جميع موارد الأرض بمحدودية، قائلا بكل شجاعة “دعونا لا نغيرالمناخ، دعونا نغير النظام”.

استعرض الرئيس مادوروعدة نقاط هامة فى خطابه، حيث أشار إلى أن التفاوت الهائل فى بلدان العالم الأول، مقارنة ببقية دول العالم قد ازداد وتعمق فى العهود الأخيرة، على نفس وتيرة تدمير البيئة، وأن هناك علاقة بين الأزمة البيئية، وأزمة عدم المساواة التى تولد الفقر، حيث أن الاستغلال العشوائى لموارد البيئة هو المسؤول أيضا عن البؤس الاجتماعى.
كما أشار إلى أن فنزويلا مسئولة عن 0،4% فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى على كوكب الأرض، ولكنها تتحمل تبعات الاختلال الذى تسببه الاقتصادات الرأسمالية الرئيسيه فى العالم التى لوَّثت وتواصل تلويث كوكب الأرض لصالح قلة من الناس.
وحذر رئيس فنزويلا من أن كل ساعة وكل شهر وكل عام من التقاعس، والتردد، والتراخى، يترجم إلى أنظمة بيئية مدمرة، إلى أنواع منقرضة من الكائنات الحية، وإلى تدهور ظروف الحياة التى وهبنا إياها الكوكب بمنتهى الكرم.

وقال “إن الاعتراف بالفشل الحضارى هو البداية لتصحيح جذرى، لقد هددنا تغير المناخ أمس ولكن اليوم يهددنا الانهيار المطلق للنظام البيئى الذى يثور كمصير قاتل على مرأى منا، وإذا واصلنا هذا الإيقاع المدمر للذات فسيكون هذا الكوكب غير صالح للسكن خلال 30 أو 40 عاما”.

وأشار إلى أن آخر تقرير أصدرته منظمة الأمم المتحدة لتغير المناخ (والذى شارك فيه 14 ألف عالم من جميع أنحاء العالم)، حذر من أنه إذا لم يتم تقليل الانبعاثات من الغازات الدفيئة كثانى أكسيد الكربون، والميثان وأكسيد الحديدوز، بنسبة 50% سيكون الضرر غير قابل للزوال فى 8 سنوات فقط، وهذا يعنى أنه بحلول عام 2030 لن يكون هناك بديل لما نمر به من العواصف والأعاصير والأمطار والبرودة الشديدة والحرارة شديدة الارتفاع، التى تغير ظروف الحياة بشكل غير متوقع
وفى نهاية المقال أؤكد على أننى اتفق مع ما أشار إليه الرئيس نيوكلاس مادورو حول أنه قد ولى زمن الخطب والرثاء وأنه من الضرورى التوصل فى هذه القمة إلى اتفاقيات عمل حقيقية وفعالة فى مواجهة المشكلة الهيكلية، بجانب وضع جدول أعمال محدد لحماية السكان المعرضين للخطر على كوكب الأرض، وأتمنى أن تفى الدول الكبرى بوعودها والتزاماتها المادية تجاه الدول الفقيرة لمواجهة التغيرات المناخية الكارثية، والتى تؤدى إلى عدم استقرار الأمن الغذائى والأمن والسلم الدوليين.

زر الذهاب إلى الأعلى