هكذا أوصلت العلوم المعرفية البحرية الإيرانية الى ذروة التقدّم
اجنادين نيوز / ANN
تعمل البحرية الإيرانية على قدم وساق لتوطين المعدات الاستراتيجية التي تحتاجها داخل البلاد، بالاعتماد على إمكانيات الشباب الإيراني والاستفادة من قدرات الشركات المعرفية.
ووفقاً لوكالة آنا الإخبارية، خطوات واعدة على عدّة صعد اتخذها الجمهورية الإسلامية بعد انتصار الثورة الاسلامية، خطوات لم تنحصر في جانب واحد وانما طالت جميع المجالات ومن أبرزها المجال البحري، حيث قامت القوات البحرية بعون العلوم المعرفية بتصميم وإنتاج أول محرك بحري محلي “مكران”، وتحسين قاذفي صواريخ “جيرز” (الصولجان) و”الخنجر” بمعيّة الشركات المعرفية وافتتاح أكبر مصنع للابتكار في الصناعة البحرية في بوشهر، واتخاذ تدابير فعالة لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعة البحرية.
إذ لم تكد تمرّ بضعة أشهر على إندلاع شرار الحرب المفروضة على إيران، وكانت محطتا البكر والأمية من أكبر مراكز تصدير النفط العراقي في شمال الخليج الفارسي. والتي كانت تعتبر بطريقة ما الشرايين الحيوية للاقتصاد العراقي. المحطات التي دمر ثلثاها بعد “عملية اللؤلؤة” حيث قام جنود جيش الجمهورية الاسلامية الايرانية من رفع علم البلاد الشامخ فوق أعلى سارية في هذه المحطات.
ولمن لم يطلع على تاريخ تلك الحرب، كانت عملية اللؤلؤة معركة بحرية صعبة وناجحة حيث تم إرسال فرقاطتين صاروخيتين من نوع “أوزا” و13 طائرة مقاتلة إلى قاع مياه الخليج الفارسي، بالإضافة إلى ذلك، قُتل عدد من حراس المارينز البعثيين وأسر بعضهم.
وللتعويض عن هذه الهزائم حاول العدو البعثي في تلك الفترة استعادة هذه المعابر بكل قواته من الجو والبحر. لكن في مباراة غير متكافئة، تمكنت فرقاطة بيكان من إخراج عدد من السفن والطائرات العراقية الأخرى من موقع العملية. عقب ذلك، وبعد ساعات من القتال الدؤوب ، ظهرا، بينما كان الرجال الشجعان يوجهون رصاصاتهم الأخيرة على العدو، أصيبت فرقاطة بيكان بعدة صواريخ وتم الرسو بها في قلب المياه الدافئة للخليج الفارسي.
بمناسبة نجاح القوات البحرية للجمهورية الإسلامية، وخاصة مقاومة فرقاطة بيكان ضد الهجوم البحري والجوي العراقي في عملية مرواريد، بموافقة الإمام الخميني (رض)، أُطلق على يوم 28 نوفمبر من كل عام اسم يوم القوات البحرية.
عندما تلج العلوم المعرفية في الصناعات البحرية
إلاّ انه بعد مرور حوالي 42 عاما على تلك الأيام، ابتعدت ساحة المعركة مع العدو عن الحرب وجهاً لوجه، وأفسحت الخراطيش والصواريخ المجال أمام العقوبات المناهضة لإيران من قبل الحكومات الغربية والأمريكية. واليوم هناك الآلاف من العلماء يديرون شركات معرفية في مجال العلوم والتكنولوجيا تقوم الجمهورية الاسلامية الإيرانية بإنتاج العديد من المعدات والأدوات واحتياجات الصناعات والمنشآت، بحيث أن الإنتاج وصل الى مرحلة تحقيق الإكفتاء الذاتي تقريبا في هذا المجال وهو ما حيّد الحظر الجائر.
حيث قامت القوات البحرية بمعيّة العلوم المعرفية بتصميم وإنتاج أول محرك بحري محلي “مكران”، وتحسين قاذفي صواريخ “الصولجان” و “خنجر” بمساعدة الشركات المعرفية وافتتاح أكبر مصنع للابتكار في الصناعة البحرية في بوشهر، واتخاذ تدابير فعالة لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعة البحرية.
حيث تعمل البحرية الإيرانية على قدم وساق لتوطين المعدات الاستراتيجية التي تحتاجها داخل البلاد، بالاعتماد على إمكانيات الشباب الإيراني والاستفادة من قدرات الشركات المعرفية.
“جيرز” أو (الصولجان) و “الخنجر” في قلب البحر
في السياق، وبينما نستعرض في هذا التقرير أهيمة التطوّر البحري للقوات البحرية الايرانية، لابد لنا من التطرق الى أنه من أحدث الإنجازات التي حققتها البلاد في المجال البحري قاذفات الصواريخ المتطورة وسفن الصولجان والخناجر، والتي تم تحسينها بمساعدة الشركات القائمة على المعرفة ومجهزة بأحدث تقنيات تحديد الهوية والإلكترونية والدفع والاستراتيجية والقتالية.
حيث تعتبر هاتين السفينتين من فئة قاذفات الصواريخ المتطورة وتنتميان إلى عائلة قاذفات صواريخ بیکان، ويبلغ طول كل واحدة منها 50 مترا وعرضها 8 أمتار ووزنها 300 طن. تم تجهيز سفن “جيرز” و “الخنجر” بصواريخ رادار متطورة ومدافع مضادة للأرض ومضادة للطائرات ورادارات حديثة وصواريخ أرض – أرض وبحرية وأنظمة تعطيل الرادار وأنظمة الشراك في البحر، والتي سيتم إرسالها لجولات البحرية في المياه البعيدة والمحيطات والممرات المائية الدولية لتأمين الملاحة وصون مصالح البلاد في أعالي البحار.
وجرت عملية تطوير وتصميم وتصنيع الأجزاء والإصلاحات الأساسية للأجزاء المختلفة في مصانع ابتكار الصناعات البحرية الإيرانية بمساعدة الشركات القائمة على المعرفة. في هذه السفن، تم استبدال أكثر من 320 قطعة غيار إيرانية الصنع، كما جرى إصلاح وإعادة بناء أكثر من 500 قطعة، واستبدال أكثر من 1980 قطعة بحرية.