الفائزة بجائزة فلسطين العالمية للآداب في قسم الرواية: الطريق الوحيد لتحرير الأقصى تربية جيل يفهم قضيته
اجنادين نيوز /ANN
محمد ابو الجدايل / طهران
يمكن إبراز دور المقاومة وهدفها وضرورتها من خلال شخصيات الأعمال فإن وصلت لقلوب الناس سيتمنون أن يكونوا جزءاً منها خاصة أن بعض الإعلام المعاصر يصدر اموراً غير حقيقية عن المقاومة.
الأدب والأديب، الثقافة والمثقف دائماً مركز اهتمام وذات تأثير كبير على المجتمع مما يترك بصماته في كتاباته، والقدس هي البوصلة لجميع أحرار العالم، فالكتابة للقدس وعن فلسطين شيء آخر، حيث أقيمت أخيراً جائزة فلسطين العالمية للآداب، وتم تكريم الفائزين بها، ففي قسم الرواية كانت الجائزة الثانية من نصيب لكاتبة المصرية “هبه الحسيني” لرواية “الظل المعتم بالصورة”، ففي هذه الأجواء اغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مع “هبه الحسيني” التي حصدت المركز الثاني، وهي مهندسة مصرية تعمل بهيئة المجتمعات العمرانية في جهاز مدينة بدر، ومن مواليد عام 1991، تخرجت في “كلية الهندسة بشبرا جامعة بنها” عام 2013، ونُشرت لها عدة قصائد وصدر لها روايتان، الأولى ذات طابع نفسي بعنوان هذيان صدرت عن مؤسسة بتانة الثقافية والرواية الثانية اجتماعية من المدرسة الواقعية النقدية.
رواية “الظل المعتم بالصورة” من النوع التاريخي إجتماعي حيث تناقش القضية الفلسطينية من خلال حكاية الإنسان العربي “غسان”، وتبدأ أحداث الرواية في المستقبل على جبل الجرمق شمال فلسطين “عام ٢٠٤٨” وتعرض الرواية تاريخ القضية عبر أربعة أجيال ما قبل النكبة وما بعدها ومأساتها ومرارتها، وهوان التهجير والشتات وتركّز على الحاضر وسلبيات المجتمع العربي وتأثيرها على مستقبل القضية العربية الكبرى وآمال استرداد المسجد الاقصى.
وفيما يلي نص الحوار:
ما هو الدافع الذي دفعك للكتابة وخاصة الرواية وفلسطين؟
كنت أرى ما يحدث في المسجد الأقصى وأرض فلسطين والحال التي وصلنا إليها من قيام بعض الناس بقبول فكرة التطبيع، قرأتُ سورة الإسراء، تدبرتُ معانيها وأستمعتُ إلى تفسير آياتها التي تتحدث عن المسجد الأقصى ووعد الله لبني إسرائيل فيها بأن يسترده منهم عباداً لله أشداء، تمنيتُ أن أحيي لليوم الذي أرى فيه هؤلاء العباد المؤمنين، تساءلتُ أين نحن منهم، شعرتُ أن معظم العرب والمسلمين لا يرون الصورة بوضوح لا ينظرون للقضية من الناحية الإيمانية وبالتالي يبتعدون عن الله رغم أن السبيل الوحيد للخلاص هو التمسك بدين الله.
ما هو رأيك بالنسبة لمهرجان جائزة فلسطين العالمية وتأثير اقامة هكذا مهرجانات؟
فكرة جائزة فلسطين فكرة جليلة صدرت عن قلوب مخلصة مؤمنة تريد الحث على إيصال القضية الفلسطينية للجميع من خلال عمل عظيم يقدر الأعمال التي تتحدث عن القضية لتوعية الناس ويؤكد أننا لم ننس ولن ننسى.
كيف جاءت فكرة كتابة رواية “الظل المعتم بالصورة” وماهو شعورك عندما حصلت على الجائزة وهل كنت تتوقعين الفوز؟
فكرة القصة انبعثت من الغيرة على القضية ونبذ فكرة التطبيع والشعور بتخاذل بعض الشعوب العربية والخوف على ضياع القضية عبر أجيال المستقبل، ولكوني أم لطفل، رأيتُ أن الطريق الوحيد لتحرير المسجد الأقصى وكل شبر من جنة الله على الأرض فلسطين هو الدعوة إلى تربية جيل يفهم قضيته وأن لا قدس بدون إيمان وتقوى، وفي الحقيقة لم أتوقع الحصول على الجائزة لكوني كاتبة شابة في بداية حياتي وعندما اخبروني أني مرشحة للجائزة أصبت بكسر في ساقي منعني من الحضور فتوقعت استبعادي لكن حين سمعتُ اسمي كفائزة سجدتُ لله شكراً واعتبرت ذلك فضلاً كبيراً من الله وإشارة لقبول العمل.
كيف يمكن دعم فلسطين ونشر ثقافة المقاومة عن طريق الأدب لكي تبقى فلسطين حية؟
يمكن للأدب شرح القضية وإيصالها بأسلوب ملائم للشباب خاصة لعدم إلمام الكثير بتاريخ القضية، كما يمكن إبراز دور المقاومة وهدفها وضرورتها من خلال شخصيات الأعمال فإن وصلت لقلوب الناس سيتمنون أن يكونوا جزء منها خاصة أن بعض الإعلام المعاصر يصدر أشياء غير حقيقية عن المقاومة.
نرى ان العدو الصهيوني يبحث عن التطبيع الثقافي مع الدول العربية لتبييض وجهه، كيف يمكن مواجهة هذه الحركة؟
لا يمكن مواجهة العدو سوى بإدراك القضية وأنه سيظل معتدي وغاصب للأبد، مرفوض ما يقدمه وما يمثله فكيف لي أن أنصت أو أشاهد أو أقرأ لقاتل ويده ملوثة بدماء أهلي، كيف يمكن أن أفتح له باباً وهو يغلق أبواب مسجدي ويهدم بيوت إخواتي، علينا جميعاً أن نذكر أنفسنا وأولادنا بالقضية ورفض ذلك الكيان رفضا قاطعاً ومقاطعة مواده أي كانت لأنها كاذبة ومفتراة فما بُني على باطل فهو باطل لا محالة.
الحرب الناعمة التي نراها اليوم التي تستهدف شباب العالم الاسلامي والأجيال القادمة، كيف يمكن مواجهتها؟
يمكن مواجهتها عن طريق التمسك بالدين والإيمان والتوعية المستمرة بالتاريخ والقضية، وتربية جيل واع لدينه وقضيته وترسيخ روح الوحدة فكما جاء الإسلام للعالمين فعلى كل مسلمي العالم أن يجتمعوا عليه .
ما هي رسالة المثقف والأديب في دعم القضية الفلسطينية؟
زكاة العلم نشره، فعلى كل مثقف أو عالم أن ينشر علمه ويوعي به غيره ولا ينتظر العائد إنما يجعل هدفه في سبيل الله ودعم القضية موقنا أن الزبد يذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
ماذا تبحثين في كتاباتك الجيدة والتي تواجه اقبالا كبيرا وكيف تختارين أبطال الرواية؟
أبحث فيما أكتب عن مواجهة سلبيات المجتمع الأسري والعربي والإسلامي بهدف الارتقاء بمجتمع أحبه وأنتمي إليه، مركّزة أنه لا صلاح للمجتمع بدون صلاح الإنسان وعلاقته بربّه وإيمانه وأختار موضوعاتي وشخصياتي من المجتمع هم منّا ونحن منهم، أما اختيار الكتاب فهو أولاً وأخيراً فضلاً كبيراً من الله وشرفاً كبيراً من أمانة الجائزة لتقديرهم لموضوع العمل والمعلومات التاريخية الموجودة به والتي تغطي القضية ودعوته للمقاومة وترسيخ القضية الإيمانية والإشارة إلى دنأة التطبيع وطبعاً الإسقاط على المجتمع ورمزية الشخصيات.
ما هو السبب الذي اخترت الكتابة في اطار الرواية وكيف يمكن ترسيخ روح المقاومة والدفاع عن الوطن عند الشباب والجيل القادم؟
أحب الرواية لأن الحكاية أقرب للكثيرين من الكتب التاريخية أو العلمية، كما أن القارئ يعيش مع القصة عالم خاص ويندمج معها ومع شخصياتها فتأثير الشخصيات في القارئ كبير أما من ناحية الرواية وترسيخ روح المقاومة، فلاحظت من تعليقات القرّاء تأثرهم بفكرة العمل وأنه لمس فيهم شخصية الإنسان المسلم الذي يربط قضية فلسطين بالعروبة والأرض وليس الإسلام وثنائهم على المعلومات وأن معظمهم فهم كثيراً كان يجهله، كما تحمس البعض لروح المقاومة وخاصة أن بطل الرواية شاب مقاوم استطاع تحرير جزء كبير من الأراضي المحتلة فتمنى بعضهم أن يكون معه وهذا ما أردته تماماً.