الأردن والصِّيِن.. صَفَحَات مُتَجَدِّدة و مُتَّسِعة القَسَمَات
اجنادين نيوز / ANN
بقلم: مارينا سوداح: عضو قديم في “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين” – الأردن.
من الطبيعي أن تكون الارتباطات والشؤون الأردنية – الصينية على درجة كبيرة من التعاون، وعُمق مشاعر الصداقة، والتبادل في مختلف الاتجاهات بنفعٍ متبادل.
الروابط الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة الأردنية الهاشمية تم تأسيسها بتاريخ السابع من نيسان لعام 1977. حينها، تم الإعلان رسمياً عن إرساء اللبِنة الأولى في مداميك هذه التطورات، برغم أنها قديمة وكانت مزدهرة في طريق الحرير الصيني منذ آلاف السنين، حيث كانت القوافل التجارية الصينية تَمخر عُبَاب هذا الطريق براً وبحراً لتصل إلى شمال الأردن والعقبة في جنوبه لتلتقي من الجهتين في شتى البقاع الأردنية المنتشرة شرقي النهر المقدس.
المحبة التي تربط الأردن بالصين عميقة الأُسس في قلب وعقل التاريخ المكاني لقارة آسيا، فهي تجمع بين الدولتين بعُرىً صداقة ثابتة، على الرغم مِن بُعدِ المسافة الجغرافية التي تفصل بين عاصمتي القطرين، إلا أن روابط الود والصداقة والشراكة التي تجمعهما واضحة للعيان في السراء والضراء، وها هو الأردن، وها هي الصين يرتبطان سوياً بأوْثَقَ عُرَى الصَّدَاقَةِ والدبلوماسيات الرسمية والشعبية، من أعلى هرم القيادة السياسية إلى القواعد الشعبية للشعبين، مِمَّا أدَّى إلى اصطفاف إنساني وواقعي القسمات، لأجل بذل مختلف الجهود لحل مختلف التحديات، لتُشكِّل هذه الصورة نموذجاً على الأرض يُحتذى في مجرى العلاقات الثنائية، وكذلك الجمعية منها بين الدول. وفي هذا المجال الرحب، ذات مرة أعرب سعادة السفير الصيني، الحالي، تشن تشوان دونغ، المعتمد لدى المملكة، بأن العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة الأردنية الهاشمية، فتحت صفحة جديدة في تاريخ التبادلات الودية بين الشعبين الممتدة لآلاف السنين وعلى مدى السنوات الطويلة المنصرمة، كما أشار إلى أن العلاقات بين الصين والأردن تترسخ باستمرار، حيث عمل البلدان يداً بيد على حماية السيادة والأمن الوطني وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبأنها شكَّلت نموذجاً للتعايش بين الدول ذات الحضارات والأنظمة المختلفة، وأجرى قادة البلدين في مختلف الأوقات تبادلات مكثفة، وعقدوا صداقة وثيقة بينهم، ويدافع البلدان بصورة مشتركة عن العدالة والإنصاف، وأصبحنا من أقوى المؤيدين للقضية العادلة للشعب الفلسطيني والأمة العربية.
وفي مجال موازٍ، أضاف السفير، إن الصين أصبحت ثاني أكبر شريك تجاري للأردن من حيث السلع، وتجاوز حجم التجارة الثنائية 4.4 مليار دولار أميركي في عام 2021، بزيادة أكثر من 200 مرة مقارنة بما كان عليه في بداية إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وحافظ الاستثمار الثنائي على زخم نمو جيد، حيث زاد الاستثمار الأردني المباشر في الصين عام 2021 سبع مرات مقارنة بالعام 2020، وأصبحت بعض المشروعات مِثالاً مميزاً للتعاون العملي بين البلدين، كما نوّه إلى أن التبادل الثقافي والإنساني توثَّق بشكل مطرد خلال الأعوام الماضية، وشهد التعاون الثنائي على أصعدة التعليم والثقافة والشباب والإعلام والرياضة وغيرها إنجازات عديدة، وأقيم في الأردن معهد كونفوشيوس، وتَبَنَّى العديد من الجامعات الأردنية تعليم اللغة الصينية، وسافر مئات الطلاب الصينيين إلى الأردن لتعلم اللغة العربية.
كذلك، أشاد سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى الصين، سعادة السيد حسام الحسيني، في كلمة له في فعالية صينية سابقة، بالمساعدة المتبادلة بين الشعبين الأردني والصيني، مؤكداً أن ذلك يشجع بشكل كبير بعضهما البعض.. ويُضيف: الأردن هو نقطة التقاء الحزام الاقتصادي البري لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في مبادرة “حزام واحد ، طريق واحد” التي اقترحتها الصين.. إنه بلد نموذجي للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مع استثمار جيد للبيئة والموارد البشرية عالية الجودة.. تعاونت الشركات الصينية بالفعل مع الشركات الأردنية في مجالات الطاقة التقليدية، والطاقة المتجددة، والملابس، والمنتجات الإلكترونية، وتكنولوجيا المعلومات.. يتجاوز حجم التجارة الثنائية 20 مليار يوان.. و “ستدعم الحكومة الأردنية بقوة الشركات من مختلف البلدان”، و “خاصة الشركات الصينية للتعاون مع الأردن”.. كما أصبح شباب الصين والأردن جسرين هامين لتعزيز التبادلات والتفاعلات بين الحضارتين، حيث يوجد عدد كبير من الطلاب الأجانب الذين يدرسون في جامعات بعضهم البعض.. ومن المؤمل أن يتكاتف البلدان ويخططان لمسار التنمية المستقبلي معاً. يتبع.