إكليل من الزهور فى ذكرى وفاة المحرر سيمون بوليفار
اجنادين نيوز / ANN
بقلم دكتورة كريمة الحفناوى.
كاتبة مصرية، عضو فى الاتحاد الدولى للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين.
جمعنى اللقاء مع السادة أعضاء سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية وأعضاء “اللجنة الشعبية المصرية لدعم فنزويلا” لوضع إكليل من الزهور فى الذكرى 192 لوفاة محرر الأمة البوليفارية سيمون بوليفار، وذلك أمام التمثال المقام له فى ميدان سيمون بوليفار بالقرب من ميدان التحرير بالقاهرة.
ولد سيمون خوسيه أنطونيو بوليفاراى فى 24 يوليو 1783 فى مدينة كاراكاس، وتوفى فى 17 ديسمبر 1830، عقب حياة حافلة مجيدة ومليئة بالأعمال البطولية، وكان رائدا عبقريا عسكريا وفكريا وخاض معاركا قتالية لتحرر دول أمريكا اللاتينة من الاستعمار الأسبانى.
قامت الثورة البوليفارية على قيم الحرية والمساواة والعدالة والسلام الدولى، وأصبح سيمون بوليفار رمزا للوحدة الوطنية، والنضال المستمر، والتضحية بالنفس، من أجل الحرية والعدالة والأخلاق العامة ورفاهية الشعوب.
ويعتبر سيمون بوليفار الأب الروحى والفاعل الأساسى فى التحرر الأمريكى ضد الإمبراطورية الأسبانية ل 6 دول فى أمريكا الجنوبية (بوليفيا، وكولومبيا، والإكوادور، وبنما، وبيرو، وفنزويلا) كما كان له الأثر الأكبر فى تحرر الأرجنتين وشيلى.
إن معركة الاستقلال بدأت فى 19 إبريل 1810 حين أسس مجلس كاراكاس لحركة ناجحة من أجل خلع الحاكم الأسبانى وسرعان ماحذت حذوه مقاطعات فنزويلية، وبدأت حركة الاستقلال فى كل أنحاء فنزويلا، وحينها اندلعت حرب أهلية بين من يؤيدون الاستقلال، ومن يعتبرون أنفسهم مازالوا جزءً من الملكية الأسبانية، ولكن قاد سيمون بوليفار معركة الاستقلال التام متأثرا بأفكار عصر التنوير وقدوة الثورة الفرنسية، وتم إعلان استقلال فنزويلا فى 5 يوليو 1811 وتأسست بذلك جمهورية فنزويلا الأولى، وسقطت هذه الجمهورية فى 1812.
بعد ذلك قاد سيمون بوليفار حملة كبيرة بهدف استعادة فنزويلا، مؤسسا جمهورية فنزويلا الثانية عام 1813، ولم تصمد أيضا هذه الجمهورية وسقطت جراء مجموعة من الانتفاضات المحلية وإعادة الغزو الملكى الأسبانى.
ولم تحقق فنزويلا استقلالا مستمرا عن الاستعمار الأسبانى باعتبارها جزء من كولومبيا الكبرى إلا حين اندرجت ضمن أهداف حملة بوليفار للتحرير، ففى 17 ديسمبر 1819 أعلن “مؤتمر انجوستورا” كولومبيا الكبرى” دولة مستقلة، وبعد عامين من الحروب نالت الدولة استقلالها عام 1821 تحت قيادة المحرر سيمون بوليفار وشكَّلت فنزويلا مع كولومبيا، وبنما، والإكوادور وبيرو دولة (كولومبيا الكبرى) حتى عام 1830 وهو العام الذى انفصلت فيه فنزويلا عن كولومبيا الكبرى وأصبحت دولة مستقلة ذات سيادة.
وعلى خطى المحرر بوليفار سار الرئيس هوجو شافيز الذى عاش من أجل تحسين الأحوال المعيشية لشعبه، وإنصاف الفقراء، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وأسس نموذجا للديمقراطية التشاركية، كما وقف ضد الإمبريالية الأمريكية وضد هيمنتها وسيطرتها على العالم من أجل السيطرة على المناطق النفطية والثروات والأسواق، واستطاع مع عدد من حكومات أمريكا الجنوبية من برجواى ونيكاراجوا وبوليفيا والبرازيل مواجهة الاحتكارات البترولية مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على حكومات أمريكا اللاتينية وتدعم المعارضة اليمينية لضمان مصالحها. كما تبنى الرئيس هوجو شافيزالقضايا العربية الهامة ومنها دعم القضية الفلسطينية ضد الوحشية الصهيونية.
ومازال الشعب الفنزويلى بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو يواجه بكل شجاعة مافرضته الولايات المتحدة الأمريكية من عقوبات جائرة على فنزويلا من أجل تركيع شعبها ومن أجل فرض حكومة خاضعة وتابعة لأمريكا.
إن اللجنة الشعبية لدعم فنزويلا فى ذكرى وفاة والد الأمة سيمون بوليفار تعلن تضامنها مع دولة فنزويلا دولة وشعبا ورئيسا، ضد هيمنة القطب الأمريكى وسياساته الرأسمالية المتوحشة التى تقوم على نهب ثروات الشعوب، وفرض العقوبات الاقتصادية لإخضاعها.
لقد خلد التاريخ سيرة المحررسيمون بوليفار باعتباره أحد قادة حروب الاستقلال العظماء وباعتباره رمزا قاد معارك استقلال دول أمريكا اللاتينية ضد الاستعمار الأسبانى.