الأردن و ماليزيا : صُعداً دائماً إلى الأعالي
اجنادين نيوز / ANN
الأكاديمي مروان سوداح
تتميز علاقات مملكة ماليزيا الشقيقة مع دول العالم بكونها تستند على قوانين العلاقات الأممية المعترف بها دولياً، بالإضافة إلى تلكم الاتصالات الوشيجة التي توظِّف بنجاح مجموعة من التقاليد التاريخية التي تُبرز التَفَوُّق المتواصل من خلال التعمير والارتقاء بصِلات الأُخوّة، لا سيّما مع الدول العربية والإسلامية التي تُعتبر السند المًكين لبعضها البعض.
تشتمل العلاقات الماليزية – الأردنية التي رمت بسهمها صُعُداً، على مجموعة كبيرة من العناوين، ويمكننا وبكل فخر أن نؤكد إتّساع هذه العلاقات إلى “كافة” و “شتى” المناحي والأصعِدة التي منها السياسية، والبرلمانية، والثقافية، والاستثمارية، والسياحية، والتعليمية، والاقتصادية، والتجارية، وهي ترابطات واسعة وقديمة العهد جداً بين العاصمتين كوالالمبور وعمّان، وتصب كذلك في صالح ومصالح الشعبين المشتركة والتي ترعاها القيادتين السياسيتين للقطرين، وقد سبق لماليزيا التأكيد من خلال سفيرها السابق في الأردن السيد (بن كوميندينج)، إلى أن الأردن يُعتبر بوابة اقتصادية بالنسبة لماليزيا ودول الجوار، كما أن آسيا تُعدُ مركزاً للاقتصاد العالمي، داعياً إلى ضرورة العمل على فتح آفاق وأبواب التعاون المشترك على مصراعيها بما يعود بالنفع على البلدين.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، نُلاحظ بأن الحقل التعليمي الماليزي الواسع هو الأكثر جذباً للشبيبة الأردنية، حيث يَدرس عدد كبير من مواطنينا الأردنيين في الجامعات والمعاهد والمؤسسات التعليمية الماليزية عموماً، التي صارت منذ عهد بعيد مقصداً جوهرياً، وحيوياً، ومُحبباً، ومأموناً لهؤلاء طلاب العلوم، وهذا يستوجب جهوداً متجددة لأجل مزيدٍ من إزدهار هذا الحقل للتعاون إذ يَبرز عاملاً رئيساً من شأنه تيسير انجذاب الشعبين لبعضهما البعض، والسير في سبيل انسيابية تفاهمهما المتواصل والعميق في فضاءات متعددة، كذلك الأمر بالنسبة للفاعليات التعليمية والأكاديمية الأردنية، التي تَحفل بعددٍ كبير من الطالبات والطلبة الماليزيين، مِمَّا يؤشر على الأهمية القصوى لبذل جهود أكبر لتعظيم انتاجية هذه الحقول وتأثيرها الإيجابي على عقول ومشاعر مواطني شعبينا، ونحو تأصيل التقارب، فالتزاوج المتزايد لمواطني مجتمعينا من بعضهما البعض، لخلق صَرح صلد يُعلي مكانة الشقيق عنّد الشقيق، وما يتأتي من ذلك من اجتراح نجاحات ذات ألوان مختلفة تقوم شبيبتنا ونُشطائنا على تخليقها.
وفي حقل السياسة المباشر وبخاصة بما يتصل بموقف كوالالمبور من القضية الفلسطينية، ترى البشرية والعالمين والعربي والإسلامي أن مواقف كوالامبور تشبه الصخرة الثابتة كالطود العظيم الذاهب صُعُوداً في الجوّ، بل أن مواقفها هي الطود الشامخ ذاته المُوَحِّد والداعم للقضية الفلسطينية، وتُعبِّر ماليزيا عن ذلك مباشرة وعلانية وقوة في جميع المحافل الدولية، بما في ذلك دعم ماليزيا قيادةً سياسيةً ودولةً وشعباً للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة لترجمتها يومياً على أرض الواقع دون انتقاص منها، ولشد أزر وصمود الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الاستيطاني والاقتلاعي الصهيوني الذي بدأ أجله يَدنو متسارعاً على طريق التحرير الشامل والناجز لفلسطين المُدمَّاة يومياً بجراحها ونزف دمها القاني.