عودة السياح الصينيين إلى مصر يدفع انتعاش تطور السياحة
اجنادين نيوز / ANN
بقلم الصحفية الصينية سعاد ياي شين هوا
منذ سبتمبر الماضي، شرعت الصين في رفع القيود التي فرضتها على مدار ثلاث سنوات للسيطرة على انتشار الوباء الناجم عن فيروس كورونا المستجد، كما استأنفت التبادلات بين الصين والعديد من الدول في كل المجالات.
وخلال عطلة عيد الربيع التي استمرت من ال21 حتى 27 من يناير الماضي، سجل عدد السياح الصينيين الذين سافروا إلى خارج البلاد قياسا جديدا لم يعرف مثله خلال السنوات الثلاث الماضية.
ومثل العادة، تعتبر مصر من أكثر المقاصد السياحية ترحيبا لدى السياح الصينيين. فما هو تأثير عودة الصينيين إلى الأسواق السياحية الدولية على التطور السياحي بمصر؟
حول هذا الشأن، جريت حورا افتراضيا مع السيد حسن فو، فهو تاجر صيني عاش في مصر لأكثر من عشر سنوات، ويدير وكالة سفر دولية بالقاهرة، حيث تتركز أعمال وكالته بشكل رئيسي على تنظيم السياحة للزوار الصينيين عبر أرجاء مصر. وخلال هذا الحوار، تحدثنا مع حسن فو عن التبادلات السياحية بين الصين ومصر خلال هذه السنوات. وقال حسن فو:
“تعتبر السياحة من أهم ثلاث صناعات مصر. ولقد احدثت جائحة الكورونا صدمة كبيرة على صناعة السياحة المصرية في بداية انتشار الوباء. ولكن الشيء الايجابي أن مصر كانت من الدول التي تعافي اقتصادها في فترة قصيرة من تأثير الوباء. فمنذ عام2021، فتحت مصر أبوابها لاستقبال السياح القادمين من دول مختلفة.”
وقال حسن إنه قبل بداية الوباء عام 2019، كانت أعمال وكالته تسير بصفة رائعة، وخاصة خلال العطل الصينية المختلفة. وفي فترة جائحة كورونا، واجهت الوكالة صعوبات في التجارة، بسبب الانخفاض الكبير لعدد الزوار الصينيين. وفور إعلان الصين استئناف سياحتها الدولية، بدأت الوكالة تتلقى العديد من الطلبات من الصين من اجل زيارة مصر.
وقال حسن فو:” قبل اندلاع الوباء، أظهرت البيانات الرسمية أن عدد السياح الصينيين الذين دخلوا إلى مصر عام 2019 يمثل 15% من إجمالي عدد السياح إلى مصر بأكمله، بما أسهم في أكثر من 20% من إجمالي إيرادات السياحة المصرية طوال العام.”
إذاً، كيف هي حالة السياحة بين الصين ومصر في الوقت الحالي خاصة بعد اعادة فتح السياحة الدولية للصينيين؟
قال حسن:
“يمكن أن نصفها باختصار: مزدهرة جدا! وفور إعلان الحكومة الصينية عن رفع قيودها على السياحة الدولية منذ بداية العام الجاري، تلقت وكالتي عددا كبيرا من الطلبات والاستفسارات من قبل الزوار الصينيين وكذا المؤسسات الصينية بشأن القيام بالسياحة في مصر. وبعد ثلاث سنوات من جائحة الكورونا، أصبح لدى شركات السفر املا كبيرا لاستعادة السياح الصينيين . ”
قال حسن فو إن مصر تتمتع بتاريخ طويل وحضارة عريقة، ما يجذب العديد من الزوار الصينيين والأسر الصينية الذين يفضلون زيارة المعالم السياحية المشهورة بأرجاء مصر لتمكين أولادهم من معرفة تاريخ مصر وتطورها. وبفضل العلاقات الصينية المصرية الجيدة، أعرب الشعب المصري عن ترحيبه الحار لعودة السياح الصينيين إلى مصر مرة أخرى، حيث قال:
“أعربت مصر حكومة وشعبا عن ترحيبها الكبير للسياح الصينيين بعد إعلان الصين برفع قيودها على السياحة الدولية. فعلى سبيل المثال، خلال الزيارة التي قامت بها وزير الخارجية الصيني تشين قانغ لمصر في يناير الماضي، أعرب فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن ترحيبه لزيارة الصينيين لمصر. كما يعتبر استئناف السياحة الدولية للصين خبرا جيدا جدا يسعد كل الذين يعملون في مجال السياحة بمصر. ”
وبصفته صينيا قد عمل في مجال السياحة بمصر لسنوات عديدة، قال حسن فو إن الصين ومصر تمتلكان إمكانيات كبيرة للتعاون بمختلف المجالات، وبما فيها التبادلات الثقافية والسياحية. وتعتبر الصين دولة تتمتع بموارد سياحية متوفرة، وتشهد سياحتها تطورا متواصلا، ومن المؤكد أن تعزيز التبادلات بين البلدين مفيد لكل من الجانبين، حيث كلاهما يمكنه أن يستفيد من تجارب بعضهما البعض في تطور صناعة السياحة وغيرها من الصناعات المختلفة، وأعرب عن توقعاته لتطور العلاقات الصينية المصرية في المستقبل، حيث قال:
“أتطلع إلى أن تتعزز التبادلات بين البلدين باستمرار، وأثق بأن تشهد العلاقات الصينية المصرية تطورا متواصلا، الأمر الذي يدفعني للعيش في مصر مع عائلتي والعمل فيها.”