التعافي المنظم للسياحة الخارجية يعزز الثقة العالمية بالاقتصاد الصيني

اجنادين نيوز / ANN

بقلم الإعلامية الصينية فيحاء وانغ شين

بعد توقف دام ثلاث سنوات بسبب جائحة كوفيد-19، ضغطت سياحة المجموعات إلى الخارج في الصين على “زر إعادة التشغيل”، ووصلت الدفعة الأولى من السياح الصينيين، بين مجموعات أخرى، إلى تايلاند وكمبوديا والإمارات العربية المتحدة.
وبدءا من 6 فبراير، تم السماح لوكالات السفر ومقدمي خدمات السياحة عبر الإنترنت في الصين بتقديم جولات جماعية لـ20 دولة، كما تم استئناف خدمات حجز تذاكر الطيران والفنادق ذات الصلة.
ويُظهر الانتعاش المنظم والسريع للسياحة الخارجية الصينية حيوية وإمكانات الاقتصاد الصيني، مما سيساعد على تنشيط سوق السياحة العالمية وتعزيز الاستهلاك في الوجهات السياحية وآفاق النمو الاقتصادي العام. ومع تحسين تدابير السيطرة على الوباء، أُطلقت إمكانات النمو الاقتصادي للصين بشكل أكبر، الأمر الذي يضخ المزيد من الثقة في الانتعاش الاقتصادي العالمي.
وهبطت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الصينية في مطار جنيف الدولي يوم الخميس الماضي، إيذانا باستئناف الرحلات المباشرة بين بكين وجنيف في سويسرا بعد تحسين إجراءات مكافحة الوباء.
وقال كلود ممبريز، عضو مجلس إدارة جمعية جنيف للسياحة والمؤتمرات “نحن سعداء للغاية بعودة الصينيين إلى جنيف. السياح الصينيون مهمون جدا لسويسرا”.
وأظهرت بيانات منصات السفر ارتفاعا كبيرا في الاستشارات والحجوزات للرحلات الخارجية، حيث استأنفت الصين رحلات المجموعات عبر الحدود.
وقال تان مينغ يوان، وهو مرشد سياحي يبلغ من العمر 43 عاما يقود مجموعة من الزوار الصينيين إلى تايلاند، “أنا سعيد جدا ومتحمس للعودة … نشعر بكرم الضيافة والترحيب الحار من جانب الشعب التايلاندي”.
وقال تان، وهو ممارس سياحي مخضرم لأكثر من 20 عاما، إن تايلاند كانت دائما واحدة من أكثر الوجهات شعبية للمسافرين الصينيين، متوقعا “زيادة كبيرة” في عدد السياح الصينيين إلى تايلاند هذا العام.
وقال يوثاساك سوباسورن، محافظ هيئة السياحة التايلاندية “تتشرف تايلاند بأن تكون من بين 20 دولة تم اختيارها للترحيب مرة أخرى بالمجموعات السياحية من الصين. ونتطلع إلى رؤية المزيد في المستقبل”.
وقال ليو نينغ، رئيس شركة ((شانغهاي جينجيانغ تورز))، إن منطقة الشرق الأوسط تمثل أيضا وجهة سياحية واعدة للصينيين حيث جذبت كأس العالم في قطر الكثير من الاهتمام إلى المنطقة، كما أن العلاقات الاقتصادية العميقة بين الصين والشرق الأوسط تضيف إلى الزخم.
وأظهر استطلاع أجراه موقع qyer.com منصة للسفر الذاتي على الانترنت أن أكثر من 90 في المائة من المشاركين يخططون للسفر إلى الخارج في غضون عام مع تحديد ربعهم للقيام برحلة في غضون ستة أشهر.
وقال بنغ هان، مدير مركز البحوث الاستراتيجية في معهد ستريب للأبحاث، إن السياحة الخارجية الصينية ستشهد انتعاشا أسرع من المتوقع هذا العام، مدفوعة بالثقة المتزايدة بعد انتعاش السوق السريعة.
وتم استقبال المجموعات السياحية الأولى من الصين بالورود والترحيب الحار يوم الاثنين الماضي في بانكوك بتايلاند، الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا التي تراهن على عودة السياح لتعزيز قطاع السياحة الحيوي فيها.
وقال بنك تايلاند، البنك المركزي، الشهر الماضي إن قطاع السياحة التايلاندي سيظهر انتعاشا أسرع بعد عودة السياح الصينيين، وسيكتسب الاقتصاد التايلاندي قوة دفع مع استمرار الانتعاش في السياحة والاستهلاك الخاص.
وفي سياق تأكيده على أهمية السياح الصينيين لقطاع السياحة في تايلاند، والذي يمثل ما يصل إلى خمس الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، قال يوثاساك “نتوجه بالشكر إلى الصين، ومنظمي الرحلات السياحية الصينيين، والسائحين الصينيين أنفسهم على ثقتهم المستمرة في تايلاند كوجهة مفضلة لقضاء العطلات”.
وقال يوثاساك إن الهيئة حددت هدفا لاستقبال ما لا يقل عن 7 ملايين سائح صيني هذا العام.
وفُرشت السجادة الحمراء يوم الثلاثاء الماضي لأول مجموعة مكونة من 60 سائحا صينيا في أبوظبي. وتلقى السياح الصينيون ترحيبا حارا في المطار بينما كانوا يلوحون بالعلم الوطني للصين والإمارات العربية المتحدة، وتم تسهيل اجراءات الوصول لهم. كما حصلوا على هدايا تذكارية ومزايا خاصة لزيارة حديقة عالم فيراري أبو ظبي.
وقالت ديانا تايلور، المدير العام في عالم فيراري أبوظبي “نحن متحمسون للغاية للترحيب بأول مجموعة من ضيوفنا الصينيين لأول مرة بعد ثلاث سنوات. لا يمكننا الانتظار للترحيب بكم جميعا في حديقتنا الجميلة. لقد افتقدناكم”.
إن السياحة الخارجية للصين تنتعش بسرعة، مما يضخ الثقة والزخم في صناعة السياحة والانتعاش الاقتصادي العالميين.
وفي منتدى الآسيان للسياحة هذا العام، تطلعت دول الآسيان بشغف إلى عودة السياح الصينيين. وقال وزير السياحة والاقتصاد الإبداعي الإندونيسي ساندياجا أونو إن صناعة السياحة في الآسيان ستتعافي بقوة بعد استئناف الصين السياحة الخارجية.
وتوقعت منظمة السياحة العالمية أن يبلغ عدد السياح الدوليين الوافدين 80 إلى 95 في المائة من مستويات ما قبل الجائحة في عام 2023 (مقارنة بنسبة 63 في المائة في عام 2022) على الرغم من استمرار الرياح العالمية المعاكسة.
وفي تحديث لتقريره بشأن آفاق الاقتصاد العالمي الصادر في أواخر يناير، توقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد الصيني بنسبة 5.2 في المائة في عام 2023، بزيادة 0.8 نقطة مئوية عن توقعاته في أكتوبر عام 2022 ، مدفوعا بانتعاش الاستهلاك الخاص.
وقال توماس هيلبلينج، نائب مدير إدارة منطقة آسيا والمحيط الهادئ بصندوق النقد الدولي، إن النمو المرتفع للصين في العامين المقبلين “سيحدث فرقا كبيرا” في الخدمات والسياحة والطيران من بين قطاعات أخرى من الاقتصاد العالمي.
وقال مسؤول صندوق النقد الدولي إن انتعاش الصين وتعافيها القوي سيكونان إضافة لآسيا، بما في ذلك ما سيعود بشكل مباشر من اثار إيجابية على بعض مصدري السلع الأساسية، حيث يتوقع صندوق النقد الدولي بعض الزيادة في الطلب على الطاقة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى