إيران وروسيا: علاقاتنا استراتيجية ومُلتزمون بمواثيق الأمم المتحدة
اجنادين نيوز / ANN
الأكاديمي مروان سوداح – مواطن وصحفي روسي الجنسية.
تحت هذا العنوان اللافت للانتباه جداً، نَشرت “الميادين نت” الشهيرة والجماهيرية الحضور، مادة إعلامية لافتة، أكدت فيها وجود علاقات إستراتيجية قائمة وصامدة بين موسكو وطهران.
وفي هذا السياق، يقول هذا المصدر العربي الشهير (وهو “الميادين نت”)، الذي نشر هذا الخبر على موقعه الإخباري الذي يتمتع بشعبية عربية وعالمية طاغية تمتد من الشرق الآسيوي العربي الجغرافي إلى الغرب الإفريقي العربي، لأسباب أولها واقعيته التامة، ومهنيته العالية.. يقول هذا الموقع، بأن وزير الخارجية الروسي ونظيره الإيراني يؤكدان التزامهما بمواثيق الأمم المتحدة، ويدعمان “مسار أستنة” لحل الأزمة في الشقيقة سورية.
كذلك، بيَّنَ الخبر، بأنه وقبل نصف عام تقريباً، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن العمل على وثيقة العلاقات بين روسيا وإيران “في مرحلته الأخيرة”، مؤكداً في الوقت ذاته، أنها ذات أهمية إستراتيجية، وأن الوزير الروسي صرَّح خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في موسكو، التالي: “نحن راضون عن الطريقة التي تتطور بها علاقاتنا الثنائية، لقد وصلت إلى مستوى نوعي جديد، والذي سيتم تحديده في اتفاقية مهمة بين الدولتين.. العمل على هذه الاتفاقية بات في مراحلِهِ النهائية.. وستكون ذات أهمية إستراتيجية، وستُحدَّد المبادئ التوجيهية الأساسية لمواصلة بناء النطاق الكامل للعلاقات الروسية – الإيرانية في العقود المقبلة”، وزاد: أنّ موسكو وضعت خارطة طريق اقتصادية، وأنّ “التعاون الاقتصادي بين روسيا وإيران بلغ 4 مليارات دولار، العام 2021م، ونتوقع أن يرتفع”، لافتاً إلى أنّ روسيا “لن تقبل النهج الغربي الذي يُفرض على العَالم عُنوةً، وإنَّما تؤمن بميثاق منظمة الأمم المتحدة وقواعدها”.. وأشاد الوزير عبداللهيان بـِ”الموقف الروسي الداعم لرفع العقوبات عن إيران”، ومساعدة موسكو لطهران للانضمام إلى مختلف المنظمات االدولية التي يمكن لها من خلالها المساهمة بدعم ومساندة جمهورية إيران الإسلامية، بمواجهة مختلف الضغوط التي تتعرض إليها حالياً من محور الشر العالمي، الذي يضع كل ثقله مُتَّحِداً ضد إيران ونهجها الاستقلالي والتطوري التقني الفاعِل، في سعي غربي لإبعاد الجماهير العربية والعالمية عن أهداف الثورة الإيرانية التي تجهد لمدِ جسور التعاون الدولي المتبادل النفع، ذلك أن إيران تواجه تعديات متواصلة من جانب الصهيونيتين الإسرائيلية والدولية، والولايات المتحدة الأمريكية، ودول غرب أوروبا، ومن تلك الانظمة التابعة لها في غرب ووسط وشرق هذه القارة العجوز، إذ إن هذه القوى “ترفض!” أن تواصل طهران عَملانيَّة النهوض وبناء جسور لها، لتغدو واحدة من الدول الاستراتيجية في الدنيا، تتمكن من ردع أعدائها وخصوم العرب في عواصم أجنبية متربولية تجهد وتحلم للعودة إلى حقبة الاستعمار التقليدية، التي تمكنها من تحطيم السيادتين العربية والإيرانية، وتطلع الإيرانيين والعرب نحو سلام شامل واستقرار واستقلالية تامة، تضمن كرامة هذه الشعوب وتطورها الصناعي والزراعي والحضاري والإخلاقي في شتى المجالات، التي عمل الاستعمار والإمبريالية العالمية سنوات طويلة وعقود عدة على إبعادها عن سلم التطور هذا (ويستمر هذا السعي الشيطاني حتى هذه اللحظة)، لإبعادنا عن ضمان كرامة الإنسان العربي والإيراني وبلده واستقلالية منطقتنا بأسرها.
في الواقع المُعَاش راهناً، أنّ العلاقات الروسية الإيرانية لازمة ونافعة وضرورية لأسباب سياسية واقتصادية وأخلاقية وعلمية وتكنولوجية أيضاً. البلدان، روسيا وإيران كبيران و واسعان، وإمكانياتهما ضخمة في كل الفضاءات، لذا هما يتمسكان بأُسِ القوانين والقواعد الدولية في العلاقات بين مختلف الأقطار، وكذا بينهما وبين حكومات تلكم الدول وشعوبها، وهنالك الكثير من الأسباب الداعية إلى علاقات إستراتيجية عميقة وثابتة بين الدولتين إيران وروسيا، ما يدفع بالتالي لتعزيز تفعيلات التعاون والتبادلات الشعبية على أوسع نطاق بين الأمتين الروسية والإيرانية، وواحدة من تلك الأهميات، أن رَصّ صفوف الدولتين إنما سيؤدي حتماً إلى نجاح تفريغ ركائز وآليات المواجهة المُفتعلة غربياً، ضمنها العقوبات التي تفرضها حكومات غرب جغرافية – سياسية، وأمريكا، وصولاً إلى تذليل العقبات التي تتوالى عليهما من تلكم الدول والبلدان الأوروبية الصغيرة والمتوسطة المساحة حتى، التي “ترعاها!” واشنطن، وتدفع بها إلى سوح المواجهات الحامية الوطيس مع روسيا وإيران، لتغدو عواصمها وشعوبها مرغمةً على دفع فاتورة الإفقار المتعمَد لها أمريكياً وغربياً في خضم المواجهة الغربية مع روسيا وإيران. ولذلك، فإن المخرج الوحيد من هذا الوضع، إنما يتأتى من تعزيز حقيقي وتصليب وصلادة واضحة ومعلَنة للعلاقات الإيرانية والروسية اقتصادياً وعسكرياً وأمنياً، وصيانتها المتواصلة لردع وشَلّ كل مَن تُسوّل له نفسه التدخل في الشؤون الداخلية للشعبين والحكومتين في إيران وروسيا. وللحديث بقية تأتي.