الذكرى العاشرة لرحيل المناضل والبطل الأممي هوغو تشافيز: حَيَّاً لا يَموت
اجنادين نيوز / ANN
الأكاديمي مروان سوداح
الكاتبة يلينا نيدوغينا
أَحيت البشرية التقدمية والوطنية مؤخراً، الذكرى العاشرة لرحيل المناضل الأممي والبطل الوطني لفنزويلا هوغو تشافيز، الذي كان بحق زعيماً عالمياً لا يُشق له غبار، إذ تصدى لكل المؤامرات الإمبريالية التي حاولت النيل من وطنه فنزويلا، وأوطان شعوب أمريكا اللاتينية، وهو الذي وقف مارداً من فولاذ بوجه الصهيونية الدولية، وآزر شعب فلسطين، ودعم وساند القضية الفلسطينية العادلة.
وفي العاصمة كراكاس، منذ الجمعة المنصرمة، شهدنا فعاليات كبرى تكريماً لتشافيز بالمناسبة الأليمة: الذكرى العاشرة لوفاته.. أكد خلالها الرئيس الفنزويلي المناضل الشهم، نيكولاس مادورو: إنه “وبعد عشر سنوات، ليس هناك أي غياب: هناك حضور دائم لمَثله الأعلى، وللالتزام بالتقدم في بناء وطن مستقل وذي سيادة واشتراكي”.. وقد حضر رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا، ورئيس بوليفيا لويس آرسي، ورئيس وزراء سانت فنسنت وغرينادين رالف غونسالفيس، إلى فنزويلا البوليفارية، للمشاركة في هذه الفعاليات الأممية والتاريخية.
وفي سفارة فنزويلا النشطة في الأردن، تم بتاريخ الأحد، الخامس من أذار / مارس 2023م، إحياء ذكرى البطل هوغو تشافيز، في حفل كبير، ضم شخصيات وطنبة أردنية بارزة، وعدد من أصحاب القلم، والصحفيين، والكتّاب المحليين، وممثلين عن الجالية الفنزويلية في الأردن، حيث عُرض فيلم سينمائي طويل، يَشهد على البطولات والمسار السياسي والفكري التقدمي الذي حمله تشافيز، وبقي ملتزماً به ويسير على هداه حتى آخر يوم في حياته الكفاحية، الحافلة بالانتصارات السياسية والاقتصادية المتتالية، التي مَرَّغَت أنف الإمبريالية الدولية والصهيونية في التراب والطين.
سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية لدى البلاط الملكي الهاشمي، الرفيق والصديق الصدوق عُمر فيالما اوسونا، ألقى مشكوراً كلمة طويلة وشاملة ونافعة، تَطرَّق فيها إلى دقائق حياة تشافيز ورفاقه الحافلة بالنضالات، وشعبيته الطاغية في وطنه وفي المعمورة برمتها، كونه أممي الخِصال، وتقدمي النزعة، وإنساني البصمات، إذ بقي تشافيز طوال حياته وحتى اللحظات الأخيرة في حياته الحافلة بالايجابيات والنضالات، موَاجِهَاً كل القوى الساعية لانتهاك سيادة بلده والبلدان الصديقة والحليفة لفنزويلا، التي تآخت بعمق مع العرب وقضاياهم العادلة، في العيش باستقلالية تامة، وحرية، وسيادتهم على ذواتهم وتراب أوطانهم، وآزرت سعيهم الدؤوب لحل خلافاتهم التي تفتعلها القوى المضادة، وتعظيم قضاياهم، للحيلولة دون تواصل التدخل الاستعماري والتوسعي من جانب دول المتربول الاستعمارية.
أضف إلى كل ذلك، تم عَرض فيلم طويل، يتحدث بإسهاب عن حياة المناضل تشافيز، وآراء رفاقه في فكره وأعماله ووطنيته الطاغية، وأمميته الشاملة للكون برمته، ومَسيرة نضاله الطويلة، وعُرضت في الفيلم كذلك آراء الكثيرين من شخصيات فنزويلا الحزبيين، والحكوميين، والمفكرين، وتقييمهم لسيرة حياة الفقيد الراحل هوغو تشافيز، وآماله الكِبار بمستقبل شعبه ووطنه، الذي تحول إلى التألق النضالي النافع للبشر، وتطلعاتهم المشروعة بالعدالة، والمساواة، وضرورة وضع حدٍ للتدخلات الأجنبية في شؤون فنزويلا التي تحوّلت إلى مركز جذب وتقدير من لدن كل المناضلين في الدنيا، وتعظيمهم لهذه الدولة الفنزويلية التي تفاخر بنضالها الأممي الثابت وصداقتها الفاعلة مع كل من يرى في نفسه القدرة على مواصلة الكفاح المتعدد الأوجه.
في ذكرى الرحيل الجسدي لتشافيز، يرى أنصاره من فنزويليين وغير فنزويليين، إنه لا يزال “حيَّاً فِيهم”، بعد عشر سنوات على وفاته الجسدية، إذ بقي بروحه وعقيدته حَيَّاً يرزق، ويواصل النضال بفكره الوضاء، فبعد تجمعهم في نقاط مختلفة في وسط العاصمة الفنزويلية مؤخراً، توجه أنصار تشافيز إلى “ثكنة الجبل 4 إف”، حيث توجد رفات الرئيس تشافيز، إذ أنها المكان المقدس الذي تم تحويله إلى مزار، إذ كان بمثابة قاعدة لتشافيز أثناء نضاله الطويل والحاسم، الذي يُقيّمه شعب فنزويلا الحليف والصديق عالياً، ويتمسك به دون فكاكٍ، قائداً وزعيماً عقائدياً رائعاً ومخلصاً لشعبه، لقد علَّمنا تشافيز الكثير من الدروس النضالية، وترك لنا أفكاراً علمية – تقدمية كثيرة، باقية أبد الدهور، لتنقل الإرث التشافيزي الخَلاَّق إلى الأجيال الجديدة والمتجددة دوماً.
شكرا جزيلاً للرفيق سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية لدى المملكة الأردنية الهاشمية، لتنظيمه في السفارة الفنزويلية الاحتفاء الاحتفالي الكبير بالذكرى العاشرة الأممية لوفاة مناضلنا الكبير هوغو تشافيز، لأعطاء مَن يرغب المزيد من الاندفاعات بقوى الفكر التشافيزي، لنيل الحرية ومُثلِ الثبات على الفكرة والعقيدة في المُلمات، مهما كانت قوتها وجبروتها، والقوى التي تدفع بها لتحطيم التقدم والتقدميين والاشتراكيين، الذين لديهم ما يكفي من السطوة، والتأثير، والمقدرة، والطاقة والفعالية، لنُصرة العقيدة والفكر التشافيزيين، وللابقاء عليها نضرة و وضاءة أبد الدهور، وللمحافظ على سيادة، وحياة الأمم وأوطانها المناضلة بوجه القمع الرأسمالي والامبريالي والرجعي الإقليمي والدولي.